عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

إضافة إلى ما تبذله الدولة من جهود مخلصة وشاقة لمواجهة ما يعترضها من تحديات، لا سبيل إلى إنكار ما تمتعت به الانتخابات البرلمانية من أمن ونزاهة، الأمر الذى يؤكد عزم القيادة السياسية على التعبير بصدق عن الإرادة الشعبية الحرة، فيما يُعد سمة أساسية فى المرحلة الراهنة.

بيد أن الزعم بخلو ساحة المشهد الانتخابى من التجاوزات، لا يدفع بالتجربة المصرية نحو آفاق أفضل على طريق التحول الديمقراطي؛ إذ لم يعد ممكنًا تجاهل «إسهامات» بعض القوى السياسية فى تشويه المسيرة الثورية التى طالما اتخذوا من شعاراتها الوطنية السامية مصعدًا صوب الرأى العام، وارتقت بموجبها إلى مواقع لا تتناسب وحقيقة ما تملكه من خبرات أو كفاءات.

من هنا يمكن التأكيد على أن نجاح الدولة فى إدارة العملية الانتخابية، فاق ما حققته القوى السياسية فى صراعها صوب البرلمان، من تفوق على الذات، ومغالبة النفس، حتى بات الأمر بحاجة ماسة إلى إجراء مراجعات شتى، شديدة القسوة، على خلفية ما انتهجته بعض القوى السياسية على الطريق إلى البرلمان، لعل معالجات حقيقية تصحح المسار إلى الأفضل، وتنال من سلبيات عديدة أتاحت لهواة العمل السياسى الكثير من الممارسات التى تمت تحت غطاء المنافسة الانتخابية.

ولعل خطورة الأمر على هذا النحو، تزيد من شدة التحديات التى تواجه الدولة المصرية الحديثة؛ إذ ينهض أعضاء البرلمان المقبل، وفق دستور 2014، بالكثير من المهام الصعبة، والمسئوليات التاريخية، بما لا يتناسب مع السُبل والأدوات التى أتاحت «للبعض» منهم عبور بوابة البرلمان الممثل للثورة المصرية، وما رفعته من طموحات شعبية عريضة.

وإذا كان دستور 2014 قد أتاح للبرلمان اختصاصات واسعة، فإن اكتمال منظومة العمل الوطنى تفرض على المواطن الالتزام بمكتسباته الثورية، فى مقدمته حقه المشروع فى مراقبة جادة وفعالة لأداء البرلمان، يرصد بها كل سلوك يطعن فى ثورية المرحلة، سواء داخل البرلمان أو خارجه.

والواقع أن برلمانًا ثوريًا، عليه تتراكم طموحات شعبية ثقيلة، لا ينبغى أن يتباطأ فى معالجة الكثير من القضايا العاجلة والملحة، وليس له أن يتخفف من مسئولياته فى إنجاز رقابة حقيقية على أعمال الحكومة، يتجاوز بها حدود المناقشات الإعلامية، وطلبات الإحاطة الدعائية، التى اعتادت عليها قاعة المجلس عبر عهود الأنظمة الفاسدة التى أسقطتها الثورة المصرية. ولا سبيل إلى توقع شيء من ذلك فى ظل استمرار الصورة الموروثة؛ إذ بالأعضاء يتهافتون على الصفوف الأولي، حيث الوزراء!

عندئذ نكون قد حصدنا ما لا نشتهيه، وتجرعنا تهاونًا وتراخيًا وقع بالفعل فى مواجهة ما سبق البرلمان من مقدمات لطالما عانى الوفد جراء تأكيده على خطورة تداعياتها.

«الوفد»