رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

طالعتنا جريدة الأهرام مؤخراً بملف استغرق معظم الصفحات 18، 19، 20 إضافة إلى العنوان الرئيسى بالصفحة الأولى تحت عنوان الثورة الأم!.. فى توقيت خرجت علينا وسائل الإعلام الرسمية باحتفالات غير مسبوقة واستضافات متعددة لأناس معروف توجهاتهم دون عرض أو محاولة عرض رؤى آخرين!.. وفى تحد صارخ متكرر مع سبق الإصرار لتزييف التاريخ وإضفاء صفة الشرعية على أحداث ليلة داكنة السواد فى أربعاء 23/7/52!.. وإمعاناً فى التضليل يذكر أن الجيش قام بها وأن حركة الضباط الأحرار قادها ضباط الجيش المصرى بقيادة جمال عبدالناصر فى منتصف ليلة 23 يوليو 52.. وأتحفتنا بمعلومة أن قائمة أحرار سلاح المشاة هى جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر ويوسف صديق..بكباشى وصاغ وبكباشى آخر!.. ما شاء الله!.. ثلاثة ضباط صغار السن يحركون قوة ضخمة من المشاة!.. ودون أن تذكر عمداً.. عمداً.. عمداً.. أن مدير سلاح المشاة فى هذا الوقت كان الفريق أ.ح. محمد نجيب!.. وأن هذا السلاح كان يضم تقريباً ثلث ضباط الجيش.. وبعد أن جردت الجريدة الغراء محمد نجيب من قيادة الحركة وأهم سمات القيادة ونسبتها إلى غيره!.. ومع ذلك فالجريدة أوردت أن الكاتب والمؤرخ جمال حماد قال بأن الحركة لم تكن لتنجح لولا انضمام اللواء محمد نجيب إليها لما كان له من سمعة طيبة فى الجيش، ولما كان منصبه ذا أهمية إذ إن باقى الضباط الأحرار كانوا ذوى رتب صغيرة وغير معروفين.

وربما كان هذا ذراً للرماد فى عيون العقل!.. على القارئ أن يلاحظ كلمة انضمام وما تعنيه.. الكلمة فى هذا الموضع والموقع خاطئة وغير أمينة جملة وتفصيلاً لأن محمد نجيب يقود ولا ينضم! وقيادته للحركة كانت واضحة المعالم ومشروطة.. قائمة من تسميهم الجريدة بالأحرار ضمت إخوان مسلمين متطرفين حمقى وأمثالهم من الشيوعيين القح، وكما قال الشاعر لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها!

سامى شرف يكتب فى الملف الخاص بالأهرام قائلاً ردًا على سؤال (من كان يتولى الإنفاق على تنظيم الضباط الأحرار بما نصه كل ضابط كان يسدد 25 قرشاً كل شهر.. ورداً على سؤال آخر من الذى كان يتولى إدارة الصندوق؟ فأجاب جمال عبدالناصر كان هو الذى يتولى إدارة الصندوق.. ورداً على هذه السطحية فى سبع كلمات: ماذا جاء فى كتاب حوار حول الأسوار؟! والمعروف أن الكتاب لأحد كبار الصحفيين جلال الدين الحمامصى!.. فى ص 18 من الملف جاء بالأهرام (كل الكتابات أجمعت على أنها كانت ثورة نظيفة بيضاء..).. ماذا كتب الأديب والكاتب الكبير ثروت أباظة فى مقاله الفحيح بجريدة الأهرام الغراء؟!.. أما القول بأنها كانت بيضاء فهو هراء غير حقيقى ففى البداية، نكرر، استشهد الشاويش -الرقيب حالياً- عطية السيد دراج من قرية نهطاى غربية والأمباشى –العريف حالياً– عبدالحليم محمد أحمد من منقباد وهما يدافعان عن مقر القيادة!.. أما عن المسيرة والنهاية فحدثت مظالم لا تحصى ولا تعد بالنسبة لعسكريين ومدنيين!.. جمال عبدالناصر لم يتول قيادة أحداث 23/7 كما جاء بنفس الصفحة بالملف كما أنه لم تكن هناك أسلحة فاسدة بنص ما جاء بكتاب أحد أقطابها ثروت عكاشة «مذكراتى فى السياسة والثقافة – الجزء الأول ص 54 بما نصه).. أما ما قيل من أن سبب الهزيمة فى فلسطين عام 48 الأوحد هو فساد الأسلحة والذخائر التى كانت فى أيدى الجيش فهذا حديث أراه متجاوزاً الحقيقة، فلقد كنت خلال هذه الحرب أعمل فى المخابرات الحربية بالقطاع الجنوبى من الميدان، وما من شك فى أننى بحكم موقعى كنت على علم بما يدور حولى من شئون حربية ومنها تلك الأسلحة والذخائر، وكل ما حدث هو انفجار أربعة مدافع 25 رطلاً من خطأ فى تعبئة ذخيرتها الإنجليزية. وكان مثل هذا الحادث قد وقع بالجيش البريطانى خلال الحرب العالمية الثانية وأثبتوا هذا فى مراجعهم..) انتهى.. أيضاً ما ذكره علنا حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومى فى عهد السادات وكرره فى أكثر من موقع، ومنها ما كان بندوة بمعرض الكتاب أدارها أ. لمعى المطيعى ونفى نفياً قاطعاً وجود أسلحة فاسدة فى 48 وعندما سأله مدير الحوار -أ. لمعى– عما إذا كانت هذه شهادة أمام التاريخ فرد بصوت جهورى بل شهادة أمام الله.. وفى ختام المقال أذكر بما اعترف به عبدالناصر فى كتيبه فلسفة الثورة!.. (فاجأنا الواقع بعد 23 يوليو قامت الطليعة بمهمتها واقتحمت سور الطغيان وخلعت الطاغية ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس فى الصفوف المراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير وطال انتظارها..)!! وأخيرا وليس آخراً.. اتقوا الله فيما تكتبون وتعملون وتقولون فإنكم ستقفون أمام رب العزة تحاسبون فى يوم المشهد الأعظم على ما قدمته أيديكم وأرجلكم وألسنتكم ما خفى منها وما ظهر..