رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأي الوفد

   تشير خطورة الأحداث علي الساحة الدولية إلي ملمح بالغ الأهمية، لا ينبغي أن يغيب عن المشهد الداخلي ونحن بصدد استكمال تشكيل البرلمان. يأتي ذلك علي خلفية قناعة واجبة مفادها أن تشابكاً، شديد التعقيد، بات يضم الداخل بالخارج، في إطار أجندة دولية حاكمة ذات قضايا مشتركة.

   علي هذا النحو، ينتظر البرلمان الجديد وفرة من القضايا المطروحة بشدة علي الساحة الدولية، بالقطع لم يكن لها أثر في الحسابات الانتخابية لغالبية المتنافسين، وما احتشد بخطابهم من مزايدات دعائية، تاجرت كثيراً بهموم الوطن، ومعاناة أبنائه في سبيل تجسيد طموحاتهم الثورية في ظل زخم العقبات في طريقهم، وتفتت القوى السياسية بفعل تداعيات المنافسة الحزبية علي أبواب البرلمان.

   والواقع أن عجزاً في هذا الإطار، يؤكد أن قضايا دولية كبيرة، ربما لن تجد تعاطياً «برلمانياً» علي قدر مناسب من الخبرة والكفاءة، في وقت لا يتيح فرصاً أمام الهواة ممن اجتذبهم العمل السياسي، خاصة في شقه البرلماني، إذ لم تبرح اهتماماتهم دوائر ضيقة، وإن كانت بالفعل جاذبة للناخب البسيط، المهموم بتفاصيل حياته اليومية، بيد أنها تغفل عن رصد ومعالجة عناصر مؤكدة في منظومة الأمن القومي، كانت جديرة بالدرس، وتهيئة رأي عام فاعل بشأنها، ففي ذلك ضمانة حقيقية لمساندة شعبية جادة لما تبذله الدولة في صراعها مع أعدائها في الدخل والخارج.

   فليس من شك أن خطاباً دعائياً أمام شاشات الفضائيات، يعجز عن قيادة صحيحة للرأي العام فيما يواجهه الوطن علي الساحة الدولية من قضايا بالغة الأثر في إرساء دعائم الدولة المصرية علي أسس سليمة لا ينبغي أن تناقض ما توافق عليه المجتمع الدولي من معايير.

   وعليه، ليت سباقاً برلمانياً يختتم أعماله قبل أن يزيد، أكثر من ذلك، من الهوة الفارقة بين تناولنا «الدعائي» لكثير من القضايا الدولية، خاصة وقد باتت وثيقة الصلة بالداخل، وبتكاتف الجبهة الداخلية في مواجهة ما يواجهها من تحديات.

   في هذا السياق، ومن هذه الزاوية، وغيرها، تبدو وجاهة رؤية الوفد التي فضلت الإعلاء من شأن دور الأحزاب قبل بدء السباق البرلماني، حيث القدرة أكبر علي ضبط إيقاع الخطاب الدعائي، التزاماً ببرامج حزبية واضحة، مرتكزة علي مبادئ وثوابت نابعة من تاريخ وخبرة الحزب؛ ومن ثم يمكن مساءلة النائب جماهيرياً قبل أن يُحاسبه حزبه. وفي ذلك جوهر العمل المؤسسي، الذي يفرض اختيار النائب الحزبي وفق معايير صارمة من قبل مؤسسات الحزب.

   وتبقي الساحة الدولية محل اختبار صعب للبرلمان المقبل، وعليه... قدم الوفد برنامجه الانتخابي، كرؤية شاملة لقضايا الوطن، دون مزايدة بآلام الناس، ودون تجاهل لما يدور علي الساحة الدولية من صراع وثيق الصلة بالداخل، فيما يعد ضمانة لالتزام نواب الوفد بما جاء فيه من أهداف تعبر عن كافة الطموحات الشعبية المشروعة التي نادت بها الملايين في الثلاثين من يونية لتسترد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة.

«الوفد»