عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

< فى="" جلسة="" حوارٍ="" خاصة="" مع="" بعض="" المهتمين="" بالشأن="" العام,="" أثار="" أحدهم="" السؤال="" الآتى:="" بعد="" أن="" أصبح="" واضحاً="" وراسخاً="" فى="" محيط="" الوعى="" والإدراك="" الذهنى="" لكل="" المصريين،="" ذلك="" المخطط="" الأمريكى="" الصهيونى="" الذى="" يستهدف="" المنطقة="" العربية="" بأسرها="" بالتدمير="" وإعادة="" تقسيمها="" كدويلات="" ضعيفة="" هشه،="" تأسيساً="" على="" عقيدة="" خاطئة="" وتحقيقاً="" لأطماع="" عنصرية،="" والذى="" بدأ="" فعلياً="" باجتياح="" وتدمير="" دولة="" العراق="" الشقيقة="" عام="" 2003،="" ثم="" استكمل="" فعالياته="" بمنظومة="" الفوضى="" والتخريب="" التى="" اجتاحت="" كثيراً="" من="" البلدان="" العربية="" مع="" مطلع="" عام2011 ="" تحت="" شعار="" ثورات="" الربيع="" العربى،="" وحققت="" نجاحاً="" ملموساً="" فى="" ست="" دول="" مازالت="" نار="" الاحتراب="" الداخلى="" فيها="" تأكل="" الأخضر="" واليابس="" ..="" وإذا="" كانت="" مصر="" بثورتها="" المجيدة="" فى="" 30="" يونيو="" 2013="" استطاعت="" أن="" توقف="" تنفيذ="" ذلك="" المخطط="" على="" أرضها="" وتعرقل="" خطوات="" استكماله="" فى="" باقى="" الدول,="" فإنه="" مع="" بقاء="" المخطط="" ذاته="" كهدفٍ="" إستراتيجى="" لأصحابه،="" ستظل="" مصر="" فى="" بؤرة="" الخطر="" الدائم="" ومحلاً="" للمحاولات="" الدؤوبة="" لتنفيذ="" المخطط="" على="" أرضها،="" فهى="" كما="" وصفوها="" «الجائزة="" الكبرى».="" فما="" الذى="" يمكن="" أن="" يمنع="" ذلك؟="" وما="" الذى="" يمكن="" أن="" نفعله="" تحسباً="" لهذا="">

< كان="" هذا="" هو="" السؤال="" الذى="" أثاره="" الصديق="" فى="" الحوار،="" وفيما="" أظن="" أنه="" يعكس="" حالةً="" من="" التوجس="" تنتاب="" المصريين="" فى="" ظل="" المناخ="" الذى="" يحيط="" بمصر="" والسهام="" التى="" توجه="" إليها="" من="" أعدائها="" سواءً="" من="" قوى="" ودول="" البغى="" والعدوان="" بالخارج="" أو="" من="" أذنابها="" بالداخل="" وهم="" أشخاص="" العملاء="" وجماعات="" الإرهاب="" .="" وللإجابة="" عن="" الشق="" الأول="" من="" السؤال="" فإننى="" أعتقد="" بل="" أثق="" بإذن="" الله="" أننا="" كشعب="" قادرون="" على="" إسقاط="" ذلك="" المخطط="" الآثم="" ومنع="" تنفيذه="" على="" أرض="" الكنانة="" ودحر="" كل="" مؤامراته="" ومحاولاته،="" بشروط="" ثلاثة="" وهى="" أن="" يظل="" الوعى="" بذلك="" المخطط="" شاخصاً="" على="" الدوام="" فى="" الصورة="" الذهنية="" للمصريين،="" وأن="" نتبين="" بوضوح="" المحاور="" التى="" يمكن="" أن="" يسلكها="" الأعداء="" لتنفيذ="" مخططهم،="" وأخيراً="" أن="" نعرف="" بواقعية="" عناصر="" قوتنا="" التى="" نواجه="" بها="" تلك="" المؤامرات="" وتمكننا="" من="" القضاء="" عليها.="" فأما="" الشرط="" الأول="" فأراه="" ولله="" الحمد="" قد="" تحقق="" بقدر="" كبير="" وإن="" كان="" يحتاج="" من="" القيادة="" السياسية="" وأجهزة="" ووسائل="" الإعلام="" الوطنية="" إلى="" مزيد="" من="" الشرح="" والتأصيل.="" أما="" بالنسبة="" للشرط="" الثانى="" فأننى="" أرى="" أن="" أهم="" المحاور="" الرئيسية="" التى="" ينتهجها="" أعداء="" مصر="" لتنفيذ="" مخططهم="" هى="">

(1) الأعمال الإرهابية المتنوعة التى لا تهدف إلى النيل من مؤسسات بعينها بقدر ما تهدف فى المقام الأول إلى ترويع النفوس وزعزعة ثقة الشعب فى نفسه وفى مؤسساته والوصول به إلى حالة اليأس والاستسلام. وهنا يجب على الدولة أن تعمل بمنظومة حالة الطوارئ التى تناسب دواعى وضرورات الحرب الحقيقية التى تخوضها ضد دول عظمى ولكن تحت عنوان الحرب على الإرهاب، وأن توجه كل طاقاتها وتسخر كل إمكانياتها لقواتنا المسلحة وأجهزة الأمن وأن تدعمهما بالتشريعات الاستثنائية الواجبة والغطاء السياسى المناسب.

(2) إثارة الفتن والقلاقل بين النسيج الشعبى، على خلفيات طائفية أو عرقية أو مذهبية أو ثقافية. وهنا يجب على أولى الأمر بمختلف مستوياتهم والرموز الوطنية ورواد الفكر والثقافة وعلماء الدين ورجال الإعلام أن يرسخوا مفهوم الوحدة وفريضة التآخى بين شطرى الأمة المسلمين والمسيحين، من منطلق التعاليم الدينية الصحيحة النابعة من النصوص الصريحة الآمرة الواردة بالقرآن الكريم والإنجيل المقدس، وليس من منطلق المواثيق الدولية أو المشاعر الشخصية أو الممارسات التاريخية . كما يجب أن تختفى من الخطاب العام نغمة التثنية - كما أسميتها فى مقالات سابقة - حيث أصبح الدارج فى كل حديثٍ بصدد قضايا الوطن العامة، استخدام صنفين متقابلين بحسب موضوع الحديث، وكأن الشعب المصرى منقسم بين هذين الصنفين، فلم يعد هناك حديثٌ يخلو من تعبير عاملٍ وفلاح أو رجل وامرأة أو شبابٍ وكهول أو مسلمين وأقباط حتى اعتبرنا الثورة ثورتين وكتبنا ذلك فى الدستور!  إن هذه النغمة يجب أن تختفى تماماً من الخطاب العام لأنها تؤدى إلى الانشقاق الوجدانى بين الشعب، فيجب أن يكون حديثنا فى شتى القضايا العامة توخياً لمصلحة الشعب مجتمعاً وليس تصنيفاً له وبحثاً عن مزايا لكل صنف . وأخيراً يجب على كل رموز الدولة أن يتحلوا فى أقوالهم وأفعالهم بالمرجعية الدينية الصحيحة والتقاليد المصرية الأصيلة حتى يكونوا نواة جذب للمواطنين لتماسكهم ووحدتهم .

(3) استخدام الوسائل الإعلامية الداخلية والخارجية لترويج الشائعات الكاذبة والأقاويل المضللة التى تمس الدولة وقادتها ومؤسساتها بغُيةَ تأليب المشاعر ضد النظام الوطنى الحاكم وزعزعة استقرار الدولة. وهنا يجب على الدولة فضلاً عن الإجراءات القانونية والسياسية، استخدام التقنيات العلمية الحديثة لمنع تلك الوسائل الإعلامية المغرضة من بث سمومها إلى أبناء الوطن. أما بالنسبة للشرط الثالث وهو معرفة عناصر قوتنا الحقيقية فى حربنا المقدسة التى تتسلح بها قيادتنا السياسية وترهب كل أعدائنا وتتحطم على أسنتها مؤامراتهم، فهى تكمن فى شعارنا القديم الاتحاد والنظام والعمل.

حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل،،

 

 

[email protected]