رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

«مصر لن تركع.. ولن تستسلم..  رغم كل الطعنات التى تتلقاها من الأعداء والأصدقاء».

 

الآن.. أصبح الصمت جريمة.. والسكوت خطيئة.. والسلبية خيانة لهذا الوطن الذى نعيش فيه.. ويرتبط مصيرنا بمصيره وجوداً وعدماً.

الآن.. لابد أن ترتفع الأصوات لتقول إن مصر فى خطر حقيقى.. وإن المؤامرات الداخلية والخارجية لا تتوقف.. وأن أعداءنا لا ينامون.. يدبرون.. يخططون.. يتآمرون.. يكيدون لنا.. كلما تجاوزنا محنة.. دبروا غيرها.. لن يتركونا نعيش فى سلام.. لن يتركونا نتعافى.. نعيد بناء مصر.. ننهض من جديد.

الآن.. والآن فقط تكشفت كل الخيوط.. سقطت كل الأقنعة.. ظهرت الحقيقة جلية.. حقيقة المؤامرة التى دبرت لتدمير اقتصاد مصر وإذلال  شعبها.

لذا وجب علينا أن نكون ومن اليوم أكثر يقظة وتماسكاً واصطفافاً.. ننبذ خلافاتنا السياسية والحزبية والشخصية.. أن يكون الوطن أولاً.. ومصر دائماً.. أن نحيى بداخلنا مرة أخرى «الوطنية المصرية» ذلك التعبير الذى غاب طويلاً عن خطابنا السياسى والجماهيرى.

بداية.. هناك ثلاث حقائق لابد من ذكرها.

< أولاً:="" إرادة="" المصريين="" هى="" التى="" أطاحت="" بالرئيس="" السابق="" محمد="" مرسى="" وجماعة="" الإخوان="" من="" الحكم..="" وقبلها="" كانت="" إرادة="">

< ثانياً:="" إرادة="" المصريين="" هى="" التى="" أتت="" بالمشير="" عبدالفتاح="" السيسى="" رئيساً="" لمصر..="" لم="" يفرض="">

< ثالثاً:="" معركة="" الإخوان="" لم="" تكن="" مع="" الجيش="" المصرى..="" بل="" كانت="" مع="" شعب="" مصر..="" لذا="" انحاز="" الجيش="" للشعب..="" وهذه="" هى="">

هذه حقائق يؤمن بها شعب مصر.. ولا جدال فيها.

لكن.. الإخوان ومن يحركونهم فى أمريكا وبريطانيا وتركيا وقطر لا يرضيهم أن تخرج مصر من تحت الركام.. أن تنهض.. زرعوا الإرهاب فى سيناء وأمدوه بالمال والسلاح وأحدث وسائل الاتصال التى تعمل على الأقمار الصناعية.. كان الهدف هو جر الجيش المصرى الى مستنقع ملىء بالوحل لا يمكن الخروج منه إلا منكسراً.. مهزوماً.. مذلولاً.. وكان المتآمرون يدركون أن معارك الجيش فى سيناء ستشغل القيادة السياسية عن الداخل المصرى.. سامة كل خطط التنمية.. وتعطل الدولة عن السير الى الأمام..  كانوا يدركون أن معارك الجيش فى سيناء ستطول.. وسوف تستنزف موارد الدولة الضعيفة أصلاً.

والإرهابيون فى سيناء ليسوا بشراً.. هم ضباع خسيسة.. ثعابين ستربك.. ذئاب جائعة.. نوعية غريبة من الكلاب المسعورة.. أرضعتها الأفاعى سماً وحقداً على مصر وشعبها وجيشها.

فلا يمر يوم دون أن تتفجر دماء.. ويتساقط شهداء.. وتطالعنا وسائل الإعلام بمشاهد الجنازات المهيبة.. وأنين الثكالى المكلومات.. ودموع اليتامى.

نعم.. مصر تدفع وحدها ثمن محاربة الإرهاب غالياً.. وغالياً جداً.. خيرة شبابها من جنود و ضباط الجيش والشرطة.. المئات سقطوا شهداء الواجب دفاعاً عن مصر كلها.. دفاعاً عن حريتها ووحدتها واستقرارها وشموخها.. بينما تتفرج علينا أمريكا وأوروبا!!

ورغم ذلك.. نجحت مصر فى حصار الإرهاب وتقزيمه.. وبدأت تحقق الاستقرار.. ونجحت فى اجتياز كثير من المحن والصعاب.. وحققت معجزة قناة السويس الجديدة.. لكن هذا لا يرضى المتآمرين.

أمريكا لا يعجبها ولا يروق لها أن تمتلك مصر قرارها وأن تسترد شخصيتها واستقلالها التام.. وإسرائيل لا يروق لها أن تشترى مصر سلاحاً روسياً وأن تتسلح على غير رغبتها وسلطانها ونفوذها لدى الأمريكان.. وبريطانيا لا يروق لها أن تعيش إسرائيل فى قلق من استعادة قوة الجيش المصرى بعد فشل محاولات تفكيكه أسوة بما حدث فى العراق وسوريا وليبيا.. وتركيا لايروق لها أن تقف مصر على قدميها وتنمو اقتصادياً لأنها المنافس الوحيد لها فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.

الدول الأربع ـ أمريكا وبريطانيا وتركيا وإسرائيل ـ لا تريد لمصر خيراً.. تضمر لها كل شر.. تحاول خنقها ومحاصرتها.. ضغطوا على دول الخليح لوقف دعمها لمصر.. رفضوا توجيه استثماراتهم الى مصر.. رفضوا دعم مصر فى حربها ضد الإرهاب.. حرضوا منظمات حقوق الإنسان المشبوهة والتابعة لأجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية لتلفيق تقارير تدعى انتهاك  حقوق الإنسان فى مصر وتفشى ظاهرة الاختفاء القسرى وغيرها من الاتهامات  الملفقة التى تحرض المجتمع الدولى على مقاطعة مصر سياسياً واقتصادياً وفرض عقوبات عليها!!!!!

دوامة لا تنتهى.. لا تتوقف.. كل ألاعيب شيحة تستخدمها أمريكا وحلفاؤها ضد مصر.

ورغم ذلك.. صمدت مصر.. ولم تتلفت خلفها أو حولها.. ولم تستسلم.. ولم تركع  رغم طعنات الأعداء والأصدقاء.

ثم  تستيقظ مصر على فاجعة الأسبوع الماضى.. عندما سقطت طائرة روسية فى قلب سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بدقائق والتى راح ضحيتها «224» روسياً هم كل ركابها.. كانت هذه الضربة موجعة ومؤلمة لأنها هذه المرة كانت تستهدف السياحة.. التى تدر على مصر «13 مليار دولار سنوياً.. هذه الضربة هدفها هو ضرب الاقتصاد المصرى.. وخنق مصر اقتصادياً لإشعال ثورة الغضب وإحداث الفوضى.. وفى هذه المرة لن تعود مصر الى الحياة مرة أخرى.. هذا هو هدف المتآمرين على مصر.

لكنهم لا يدركون أن شعب مصر.. يمكن أن يعانى الشظف.. ويشرب الحنضل.. ويذوق العلقم.. ويمضغ الزلط.. لكنه لا يبيع كرامته.