رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

كثيراً مانسأل لماذا يضيع القانون على يد بعض رجال الشرطة؟ ويضيع معه حق المواطن وكرامته وربما حياته أيضا على يد البلطجية وأصحاب السوابق وسائقي الميكروباص الذين يستبيحون الطريق ويعتبرونه ملكا لهم، يطيرون فوقه، يهدرون دم الأبرياء، فلا كبير يردعهم، ولا صوت يعلو فوق صوتهم، فالدولة دولتهم ولهم أساليبهم الخاصة فى التعامل مع رجالها في الشرطة والمرور، فطالما «الدرج مفتوح» سيفعل كل سائق بلطجى ومخمور ومخالف للقانون ما يشاء، في أى زمان وفي أي مكان.

  فبينما كنت متوقفا بسيارتي في نهاية شارع المريوطية، على بعد أمتار قليلة من قاعة أفراح شهيرة، قرب قرية ميت رهينة بالجيزة، فوجئت بسيارة ميكروباص ضخمة تذكرني بالعصور الوسطى تصطدم بسيارتى من الخلف فتدمرها وتقذف بها 10 أمتار، ومن شدة الارتطام ، نطقت الشهادتين ، وبعد دقائق جاءنى مترجلا من (خبطنى) وكاد يميتني، يشق ظلام الليل بضجيجه ،  تفوح منه رائحة الخمر ويصيح بمنتهى الاستعباط»  هى دي واقفة يا باشا» ؟!علما بأنني واقف قبل وصوله في أقصى اليمين، ولكن لأنه جاء مندفعاً سريعاً لم يستطع السيطرة على مقود السيارة، واكتشفت أنه كان سكرانا وعلى يمينه سيدة تحمل بين يديها رضيعا، والله أعلم من تكون ، ورغم أن كل من شاهد الموقف قال  له: أنت المخطئ إلا أنه ظل يصيح ويبلطج، وما إن قررت استدعاء الشرطة، عاد إلى مقعده وقال ساخراً: «سلام عليكم يا باشا وسلم لي على الشرطة» .

 ويبدو انه كان على حق في سخريته، فعندما طلبت الرقم (122) الخاص بشرطة نجدة الجيزة، جاءنى صوت مسجل  «مرحبا بك، برجاء العلم بأن المكالمة سيتم تسجيلها، وبرجاء الضغط على الرقم واحد» نفذت ما قاله لي الصوت المسجل ولم أجد أحدا يرد على، عاودت الاتصال ولم يسأل في أحد، فاستغلها السائق فرصة  ولاذ بالفرار، فقلت الحمد لله اننى التقطت رقم السيارة ، وكانت لوحتها غريبة خالية من اسم مصر وأي رقم عربي، مكتوبا عليها (2 3 23 en) فاعتقدت انها تابعة لدولة أجنبية، ولكن صدمتى كانت كبيرة عندما رأيت مثل هذه اللوحة ولكن بأرقام مختلفة على نفس الطريق.

اختفى السائق وكأنه فص ملح وداب، ولا يوجد بالمكان عسكرى واحد، ومع أن سكان المنطقة المظلمة قالوا لي «عوضك على الله ولا تتعب نفسك.. هؤلاء السائقون دولة فوق الدولة «إلا إننى تمسكت بإبلاغ الشرطة، وبعد ثلاثة كيلومترات وسط زحام ميكروباصات متهالكة وطريق معدم غير مرصوف، وصلت نقطة شرطة سقارة حوالى العاشرة مساء، وعندما طلبت عمل محضر معاينة للسيارة، ورويت لهم حكايتى وأعطيتهم رقم اللوحة، فوجئت بهم يضحكون، وكأننا في مسرح، وقال أحدهم بكل بساطة «آسفين يا باشا.. أمين المعاينات غير موجود، وتعالى في الصباح»  أرد عليهم:  ولكن السائق صدمنى وكاد يقتلنى ودمر سيارتي؟ فيرد زميله: خليها على الله، هؤلاء بلطجية، وهذه الأرقام وهمية، ومن يضعها تعرف أنه غير مرخص ولا العربية مرخصة «أقاطعه: ولماذا تتركونهم: فيجيبني: بلطجية يا باشا  والمرور واحنا تعبنا معاهم، وأنصحك بعمل المحضر في أي قسم قريب من بيتك، وخليها على الله يا باشا».

لم أتمالك نفسي من الضحك المبكى ، وكادت دموعى تسقط على حال بلدي، عندما رأيت في نفس المنطقة، لوحة سيارة تشق الطريق مسرعة، مكتوبا عليها أيضا أرقام بالإنجليزى، وكلمتان بالعربي (سيارة رحلات) وخالية تماما من اسم مصر، وعدت إلى منزلى أضرب أخماسا في أسداس،  فالبلطجى الآن أصبح صاحب حق ، والشرطة شعارها خليها على الله وأنا المواطن أكتوى بنار الإهمال ، ولا أملك إلا أن أقول خليها على الله يا وزير الداخلية.