رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لن تتوقف الإسكندرية عن الغرق طالما أن الأمطار تسقط عليها وستظل تغرق طالما استشري الفساد في الأحياء وهيئة الصرف الصحي وسيستمر موسم الغرق في الشتاء ما دام هناك بناء مخالف ودون ترخيص بارتفاع عشرين دوراً.. ولا يستطيع أحد أن يضحك علينا ويبشرنا بأن نوة الغرق انتهت بلا عودة.. وعلي المتضرر أن يلجأ للمولي عز وجل، لا أنكر أن سعاد الخولي القائم بأعمال محافظ الإسكندرية بذلت جهوداً خارقة قبل الغرق الثاني بالمدينة، ولا أنكر أنها كانت بالشارع ومعها العميد أحمد العزازي بالمنطقة الشمالية العسكرية مدججاً بمعدات الكسح والشفط وغيرها، وكذلك اللواء أحمد حجازي مدير أمن الإسكندرية بمعدات الشرطة للمساعدة في إنهاء الأزمة، وكانوا جميعهم تحت المطر طوال الأزمة، وكذلك انتقال اللواء خالد محيي الدين رئيس الإدارة المركزية لمكتب المحافظ إلي الأماكن المنكوبة بشرق الإسكندرية وغربها بمصاحبة المعدات المتخصصة، وحققوا مجهوداً جباراً جميعهم، واستطاعت سعاد الخولي أن تحل أزمة تشغيل محطات الصرف العطلانة التي كانت خارج الخدمة، وهو جهد مشكور، ولكن سنظل علي هذا الحال في كل نوة طالما أن جوهر المشكلة لم تحل، ولذلك يجب علي شركة المقاولون العرب إعادة نقل البلوكات الخرسانية التي سدت مصبات الصرف بالبحر وقيام هيئة الصرف الصحي بتشغيل معدات النافوري، مرة أخري كما كان يحدث في التسعينيات وتقوم بتسليك جميع مواسير الصرف لأنها تعمل بكفاءة 20٪ فقط لانسدادها كاملة وتحديث نظام الصرف بمواسير خاصة بالأمطار وتخزينها للاستفادة بها، وهيكلة الهيئة التي يعمل بها الآلاف ويتقاضون مرتبات خيالية ونسبة منهم ليست مجدية، في المقابل أن عدد العمال بسيط للغاية وأن عدد المشرفين عليهم ضعف عدد العمال، وفي الوقت نفسه هناك البعض منهم يهربون من العمل إلا بنظام الخدمة بمقابل بمعني أنك لو الشارع عندك غرق من الصرف الصحي سواء في الصيف أو الشتاء لن يسأل عنك أحد ولكن إذا اتفقت علي الدفع مقابل حل المشكلة سيحضرون فوراً وبمعدات الشركة لحل المشكلة، بالإضافة إلي أن الإسكندرية تحتاج لمبالغ كبيرة لصيانة الشبكة وتعود كما كانت المدينة ليست قابلة للغرق.

وحقيقة بالرغم أن مناطق كثيرة أغرقتها الأمطار إلا أن الحادثتين الأسوأ هما في غرق منطقة الداون تاون السياحية، خاصة أمام منشأة ميراج، وكذلك البنوك التي تدمرت وجميع المحلات، وخسائرها كثيرة.. أما الكارثة فكانت في عزبة العمراوي الصغري وعزبة الشامي وعزبة إسكوت، حيث تدمرت المنطقة تماماً وحبست المياه سكانها مع غرق الأدوار الأرضية، خاصة بشارع المدارس بالعمراوي الصغري، والسبب أن عزبة الشامي تحولت إلي بناء مخالف كلها مع أنها أرض الدولة وتبلغ 90 فداناً، وكذلك عزبة العمراوي التي بها 8 مدارس، ويبلغ عدد الأبراج المخالفة ودون ترخيص 80 برجاً تم بناؤها بأسماء «كواحيل»، وكانت النتيجة غرق المنطقة والمدارس، وجميعهم سرقوا الكهرباء والمياه، وركبوا مواتير عملاقة لرفع المياه إلي الأدوار العليا، وتعدوا علي خط التنظيم ودون جراجات ودون شبكات للصرف الصحي وكله في شارع عرضه أربعة أمتار، وكلهم متهربون من الضرائب، ورغم الشكاوي لحي المنتزه ولم يتحرك أحد ولم يحدث إزالات للبناء المخالف.

ونتمني أن يقف البناء الآن بدلاً من حدوث كارثة القرن في أقرب وقت، وكل ذلك علي أرض الإصلاح الزراعي والأوقاف.