رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

إلي متي يظل التليفزيون المصري يضطهد المشاهدين ببث المسلسلات التي أنتجت سابقاً سواء في رمضان الماضي، أو في سنوات طويلة مضت علي إنتاج بعضها دون أن يكون هناك مستوي من التميز يبرر التكرار الممل عملاً بأسلوب «اللي نقوله نعيده.. واللي نعيده نقوله».!، وكيف لم تعد شاشات الدولة  تجد لها من يوقف هذا التكرار الممل الملح، خاصة عندما يكون المسلسل لا يجد ما يبرر إعادة تقديمه سوي أن التليفزيون قد أصبح عاجزاً عن انتاج دراما جديدة، فلا يجد حلا لأزمته الخانقة الخاصة غير ظلم المشاهد هذا الظلم البين!، حتي لو كانت المسلسلات المعادة قد  لقيت إعجابا وإقبالا من المشاهدين عليها عندما أذيعت علي الناس لأول مرة!، وألم يلاحظ أحد في هذا التليفزيون ـ مثلا ـ أن مسلسل «سجن النساء» قد ضاقت الناس به، حيث لم يعد علي الشاشة غيره!،  وربما كان المسلسل جيداً عندما أذيع بمضمون فكرته واستعراضه لأحوال  سجن النساء والأسباب المتنوعة لوقوع النساء ضحية لرجال فاسدين ونسوة فاسدات، ولكن هذا التكرار المهلك في إعادة عرض المسلسل وخلال فترة قصيرة يصرح بالأزمة التي يعانيها التليفزيون، الذي أصبح يحتضر مالياً وينوء بالأجور والمرتبات التي يتحملها فلا يكاد يجد ما ينتج به أعمالاً درامية جديدة!، وما ينطبق علي ما يتبعه التليفزيون من تكرار سخيف للمسلسلات نراه يعتمد ذات القاعدة في بث أعمال يتصور أنها تثير ضحك المشاهد وتسري عنه في  قنواته الكوميدية!، فنحن أمام برامج وأعمال هي عبارة عن ممارسة  للبلاهة  والتنافس بين المبتدئين أتاح لهم احتكار البعض التأليف الكوميدي ـ وكذا الإخراج ـ أن يكونوا شلة ثابتة يقبل شركاؤها تمثيل وأداء ما يكرره أعضاء شلة التأليف والإخراج !، ولكن أبرز ما يلاحظ علي أعمال الشلتين أن تواريخ التأليف والإنتاج تعود إلي سنوات ذهبت  بظروف محيطة كانت الباعث والمحفز لكتابة تبعث علي الضحك أو الابتسام أضعف الإيمان!، فإذا أعيد عرض هذه الأعمال اليوم أصبحت لا تثير شيئاً في مشاهد تطورت  ظروفه وبواعث إضحاكه لتتحول لشيء باهت!، وهذه العادة التليفزيونية في إعادتها لا تنافسها غير إصرار البعض علي تقديم أعمال قديمة في برامج الأطفال لا تثير أدني مشاعر لدي الطفل اليوم!، الذي أصبح بالتأكيد غير الطفل الذي كانت تقدم له هذه البرامج في الماضي السحيق!، هو الطفل الذي يعيش اليوم في بيوتنا، وقد أصبح من شواغله اللعب والتسلية بلعب  هي ما أنجزه العصر من مخترعات!، بل يجلس الأطفال اليوم أمامها مشددين في انشغال تام عما يدور في البيوت!، وهو واقع مختلف يستبعد ما كان يبهر الأطفال ويشدهم في زمن ولي وانتهى!، ولا يدرك التليفزيون حتي اليوم فداحة وخطورة أن يظل ما تعرضه شاشته مجرد تكرار واجترار لأعمال قديمة!، ويصبح المبرر الوحيد للمشاهد، وهو يدير جهاز التليفزيون أن يجد ضالته في برنامج إخباري أو نشرة الأخبار!، وقد تسد برامج الطبخ في الشاشات الخاصة بعض الفراغ الذي دفع المشاهدين إلي مقاطعة التليفزيون المصري!، والعجز عن الإنفاق علي انتاج جديد قد أصبح يلاحق الكثير من المناسبات التي يهتم بها التليفزيون الخاص!، ومما هو أولي به تليفزيون الدولة!