عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى كل يوم نرى، ونسمع عن محادثات الأكاذيب الدولية للقضاء على الإرهاب فى سوريا المتمثل فى داعش، والنتيجة النهائية، لا سلام، ولا ديمقراطية، وإنما مزيد من الإرهاب المحلق عالياً راسماً حلقات مأسوية مفزعة انتجت مزيداً من الكوارث. لأن الشيطان الأعظم الولايات المتحدة وشركاءه هم السبب فى ظهور ما يسمى بـ «داعش»، والآن يمثلون محاربته كما أنهم يساندون «جبهة النصرة»، التي هي جزء من الإرهاب فى المنطقة.

ومع قليل من التفكير والتأمل، نصل للنتيجة المنطقية، كاشفين العديد من الأسرار المخبأة خلف آلة الدعاية الغربية وهى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست ضد داعش أو جبهة النصرة، إنما تمثل هذه التنظيمات أدوات تلعب بها الولايات المتحدة الأمريكية وفريقها الحليف من أجل تحقيق غايات تخدم مصالحها في المنطقة، وهذا يفسر لماذا لم تحرك ساكناً تجاه الأدلة الدامغة على استخدام «داعش» غاز الخردل، في وقت يتطلب فيه تصنيع هذه المركبات تكنولوجيات معقدة، والفعليات على أرض المعارك تؤكد أن عصابات تنظيم «داعش» قد حصلت فعلاً على تكنولوجيا إنتاج الأسلحة الكيميائية، وصارت تتمتع بقدرات إنتاجية لتصنيع الأسلحة الكيميائية، وقد تم توثيق الكثير من وقائع استخدام تنظيم «داعش» أسلحة كيميائية على أراضي سوريا والعراق.

وللأسف مجلس الأمن الدولي لم يرد على النحو المطلوب ولم يتعامل مع هذه الوقائع، مع العلم أن العالم المتابع للأحداث يعلم أن هناك حالات استعمال مواد سامة من قبل جماعات إرهابية في العراق وسوريا ضد القوات الحكومية، وكذلك في سوريا ضد المدنيين، ورغم أن هذا كان يتطلب رداً مناسباً من قبل المجتمع الدولي وإجراء تحقيق بهذا الشأن إلا أن العالم لم يحرك ساكناً، ولم يقم بتوسيع مهمة الآلية المشتركة للتحقيق في هذا المجال في سوريا لتشمل كذلك العراق، وردود الأفعال ليست بناءة دائماً.

أما المأساة الكبرى التى يتغاضى عنها المجتمع الدولى هى استخدام داعش للأطفال فى الحروب بمساعدة تركيا، فمن بين الخمسين أجنبياً الذين اعتقلتهم الشرطة التركية، مؤخراً، كان هناك 15 طفلاً دربوا في مراكز إعداد أنشأها عملاء تنظيم «داعش» في أسطنبول، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام.. وقد أعد عملاء «داعش» مقاتلين من الأطفال بأعمار حتى 18 عاماً فى إحدى البنايات السكنية في مناطق بنديك وباشاك شهير، حيث تلقوا التعاليم الأساسية للأيديولوجيا المتطرفة ومبادئ وأساليب النشاط الإجرامي.

ومن المعروف أن «الحركة الإسلامية الأوزبكية» قد بايعت تنظيم «داعش» في أغسطس الماضي، ويقاتل حالياً أكثر من 5000 أوزبكي بصفوف «داعش» في سوريا، وبمتابعة ما يجرى ضد داعش نجد أن ما قامت به أمريكا والغرب في سوريا يعد مخالفة كبيرة للقانون الدولي، رغم أنهم يبررون خطواتهم بالمادة الـ 51 في ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بـ «الحق في الدفاع عن الذات»، ولكنهم مع ذلك يقومون بضرب أراضي دولة ذات سيادة دون موافقة حكومتها على ذلك.

وغارات التحالف الدولي ما هى إلا مسرحية هزلية، فمنذ البداية لم ينظم التحالف بعناية فائقة، ويبدو أن هناك أهدافاً أخرى غير المعلن عنها، فقد تم إنشاء التحالف بشكل عفوي للغاية، وعندما تحلل عمليات القوات الجوية للتحالف فإن هذا يخلق انطباعاً غريباً، وتنتابك أفكار بأن هناك غرضاً خفياً في مهام التحالف، لذلك يعتبر الخبراء الاستراتيجيون أن الولايات المتحدة عند قصفها لمواقع داعش تقوم بخدعة ويقولون: «واشنطن لا تحارب الإرهاب، بل تحاول الإطاحة ببشار الأسد»، والدليل أن الأمريكيين لم يستطيعوا القضاء على داعش حتى الآن، بل على العكس تماماً، داعش سيطر على مواقع أكثر.

والتحالف كان يقوم بقصف الإرهابيين بطريقة تجعل الوضع يتأزم في سوريا.ومن المعروف أن عدداً من دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة لا تزال تمول وتسلح المعارضة المسلحة التي تقاتل الجيش السوري وهو القوة الرئيسية التي تواجه «داعش» في سوريا.. إلى جانب أن إنجازات التحالف الدولي في مكافحة داعش «متواضعة»، فمع توجيه أكثر من 5 آلاف ضربة جوية وتدمير 7655 هدفاً وإجراء عمليات خاصة لم توقف تقدم الإرهابيين مع تنامي استياء السوريين بسبب غارات التحالف وسقوط الضحايا بين المدنيين، ما أدى إلى زيادة عدد المتعاطفين مع «داعش» بين السكان في المناطق الخاضعة للتنظيم.

ورغم أن الغرب، بدون استثناء، يفهم أن الخطر الرئيسي الآن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليس نظام الأسد ولكن «تنظيم الدولة الإسلامية»، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الكثيرين يتحدثون بصوت خافت ولا يملكون جرأة الإعلان عن هذا بصراحة، والولايات المتحدة مازالت تعلن على الملأ أنها لا تريد التفاوض مع الأسد؛ ويرحبون بمساهمة روسيا أو أي بلد آخر في المعركة ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» لكن إذا كان هذا لا يفضي إلى تعزيز موقف الرئيس السوري، رغم أن استبعاد الجيش السوري عن مكافحة «تنظيم الدولة الإسلامية» يعد أمراً غير منطقى، لأن القوة العسكرية الأكثر فعالية على أرض الواقع هي القوات المسلحة السورية، وفى النهاية يبدو أن العالم الغربي يتعامل مع وجود «داعش»، على أنه أمر واقع، بل يحاول ترسيخ أكذوبة أنه تعبير عن اتجاهات أهل السنة في العالم العربي، بل إننا نجد أن بعض الأنظمة تقوم بدعم هذا الكيان مادياً، ليكون «دولة كاملة الأركان»، الهدف منها هو استنفاد طاقات الشعوب العربية وثرواتها.