عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

شبع التليفزيون بقنواته الخاصة تقريعاً يصل إلى حد «البهدلة» على الكوارث التى دأبت على ارتكابها هذه القنوات فى حق الأخلاق والقيم العامة التى يعيش بها المجتمع مرعية لحقب طويلة!، وعنى فقد سبق لى الكتابة مرات ومرات فيما طالعته وأطالعه على الشاشات مما يثيره من مواد وبرامج تخصصت فى إهدار كل ما يحترمه عقلاء هذا المجتمع، وأحب أن أكون صادقاً عندما أعترف بأن هذا الموضوع العام قد سبب لى الكثير من السأم والضيق، ليس بسبب المواد المقدمة فى معظمها، بل بالتكرار الممل لما ذهب إليه الذين يشبعون هذه المواد انتقاداً وتقريعاً بتهم أقلها أنها تفسد أرواح الناس، وتجنى على الناشئة من الشبان والفتيات، بل والكبار من الجنسين عندما يستسلم لها البعض فيقع منه كل ما هو مخجل تروج له وجوه لم يكفها احتراف التمثيل من خلال كل صنوف التعبير!، وأصبح من مقاصدهم الأساسية هذه الأيام البحث عن مادة مصورة لبرنامج يقومون على تقديمه عوضاً عما أسميته من قبل «بطالة مقنعة» بعد أن عزّ العمل على البعض الأغلب لأسباب متعددة أبرزها الشللية الخانقة التى أصبحت تحكم عالم الفنون!، فكل فن أصبح الظهور من خلاله يمر بشلة استحوذت على منافذ هذا الظهور!، جامعة لكل الفرص، مستحوذة على ما ينفق فى المجال من الأموال!، فلما ضاقت الفرص كان لابد لكل محروم من العمل أن يبحث عن منفذ لنفسه، ولا بأس ـ بل ليته يتيسر!، بتقديم برنامج «فقير» من برامج الكراسى، لإدارة أحاديث تافهة، أو ترويج لأنشطة هى فى صميمها مجرد «إعلانات دعائية» للبيزنس فى مجالات فنية وغير فنية!.

وقد أصبح من ثوابت المنشور فى الصحف مقالات وتحقيقات يتحدث فيها الذين تخصصوا فى علوم الإعلام ينحون باللائمة على ما تقدمه الشاشات!، لكن ما جعلنى أصاب بالسأم من مطالعة هذه الآراء للسادة المتخصصين أن ما يقوله هؤلاء من هذه البرامج والآراء التى يبدونها هى هى فى كل موضوع تطرقه صحيفة من الصحف!، أو برنامج يخصص النقاش فيه لبحث ما أصبح تحت عنوان من العناوين التى احترفنا تثبيتها فى حياتنا عنوان «الأزمة» كأننا فى حاجة يومية للأزمات، مثلما هى حاجتنا للطعام والشراب والتنفس!، ومع ذلك فإننى لست ألوم الذين يواصلون إبداء آرائهم فيما تقدمه الشاشات!، لكن ما يثير السأم أن ما يثار من هذا القبيل لا يجد مخرجاً من الأزمة!، كأننا أمام شاشات منفلتة ليس لها من رقيب أو  حسيب!، ويتضح  من متابعة الشاشات أنها تتجاهل الآراء التى يبديها أهل التخصص!، بل وصل الأمر بهذه الشاشات أنها قد أصبحت تقتات على برامج متشابهة فى اهتمامها بالشذوذ الفكرى، والتفاهات التى تتقصى ما تعتبره هذه البرامج من أسرار غرف النوم ووسائل التفتيش عن الإحباط العاطفى!، أو استعراض لمسيرة فنية لفتاة عمر ظهورها قصير قصر ملابسها الحريصة على استعراضها!، وما دام ليس أمامنا حل تنفرج به هذه الأزمة، فعلينا أن نسكت بدلاً من السأم!!.