رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في مارس 2011، وبالتحديد بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء على الإعلان الدستوري الصادر من المجلس العسكري، جمعني لقاء مع عدد من "شباب ثورة 25 يناير".. اللقاء كان في أحد الفنادق الكبرى القريبة من ميدان التحرير، ورغم أنه استغرق قرابة الساعة، إلا أنني خرجت منه بنتيجة واحدة فقط، هؤلاء شباب أصابهم الغرور والكبر بعد سقوط مبارك، وهم مشاريع طغاة أسوأ ممن أسقطوه.
 

الثورة اصطلاحاً تعني القيام بعمل جاد من أجل الانتقال من وضع سيء إلى وضع أفضل.. ولكن هؤلاء ثاروا وقادوا الشعب للثورة وإسقاط مبارك، ولم يكن لديهم مشروع قابل للتنفيذ على أرض الواقع، وهم أول من اتهموا كل من عارضوهم بأنهم "فلول" و"خونة"، وهم يشربون الآن من نفس الكأس التي أذاقوها للناس بوصفهم "إخوان" و"طابور خامس".

اقتصر العمل الثوري للشباب على المظاهرات والاحتجاجات والظهور المتكرر والممل على شاشات الفضائيات، فقد احترف هؤلاء الحديث عن الحرية والديمقراطية والشفافية والبرجوزاية والشيفونية، والاعتراض على أي شيء وكل شيء دون أن يكون لديهم البديل، ولا يزال هذا السرطان متفشياً في المجتمع الذي يتحدث عن مقاطعة الشباب للعمل السياسي، وربّ ضارة نافعة، فعندما شاركوا قادونا إلى المعزول محمد مرسي.


في انتخابات مجلس النواب التي أسدل الستار على جولتها الأولى أمس، سقط الدكتور الثوري عمرو الشوبكي في دائرة الدقي والعجوزة أمام أحمد مرتضى منصور، رغم أن الشوبكي كان نائب تلك الدائرة في انتخابات مجلس الشعب 2011، إلا أنه فشل أمام حديث عهد بالسياسة وممثل للتيار المناهض لثورة يناير.


لماذا؟، الإجابة فيما يلي..

 

يجلس الشوبكي في مكتبه مع أفراد حملته وفي بطونهم "بطيخة صيفي"، إحنا بتوع الثورة، إزاي يعني الناس هتنزل تنتخب عبدالرحيم علي بتاع الصندوق الأسود وأحمد مرتضى، ابن مرتضى منصور.. الكرسي مضمون طبعاً يا دكتور..
 

أحمد مرتضى منصور يتجول بين أهالي الدائرة، ويجلس مع مواطني أرض اللواء، ويقول لهم: يا نعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل..

النتيجة الأولى.. عبدالرحيم علي صاحب الصندوق الأسود ينجح من الجولة الأولى ب45 ألف صوت، والإعادة بين نجل مرتضى 24 ألف صوت، والدكتور الشوبكي 14 ألف صوت.

في هذا الوقت فقط يتذكر الشوبكي وفريقه أن هناك انتخابات، وتخرج حملته بتصريحات حول الانسحاب، سرعان ما ينفيها الشوبكي نفسه ويصفها بالشائعات المغرضة، ويتنقل الدكتور بين القنوات الفضائية ويتحدث عن المال السياسي وبورصة الأصوات التي تصل إلى 900 جنيهاً مقابل الصوت الواحد، مع العلم بأنه لا يمكن إنكار دور المال السياسي، ولكنه ليس العامل الحاسم والدليل في نتائج جولة الإعادة.

 

يفقد أحمد مرتضى 3 آلاف صوت، ويقفز الشوبكي ب7 آلاف صوت، ولكن الصناديق تقول نعم للأول بفارق 800 صوت تقريباً، ويخرج الشوبكي ليشكر أفراد حملته بوصفهم "كنز لا يفنى"، ولا يذكر شيئاً عن المال السياسي وشراء الأصوات.

هل فهم الشوبكي وشركاؤه الدرس؟.. هل علموا أن الفضائيات والجلوس في الأبراج العاجية لا تسمن ولا تغني من جوع؟، أم أنهم لا يزالوا ينتظرون الملهم البرادعي مثلما يحلم الإخوان بعودة مرسي ؟...