رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

تمر مصر بمرحلة مصيرية تستكمل فيها الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل، وهو انتخاب برلمان ما بعد ثورة 30 يونية، حتي تنطلق البلاد نحو البناء والتنمية وبالرغم من الصعاب وتوالي أحداث بعد ثورتين مجيدتين قام بهما الشعب المصري في أقل من ثلاث سنوات، وتحمل بإصرار كل التبعات التي لا يقدر علي تحملها شعب آخر، فلقد تصدي لمؤامرات خُططت ورُسمت أبعادها من الخارج. مع رصد من الإمكانات التي لا حدود لها، ليقين المتآمرين أن مصر هي الجائزة الكبري «لا قدر الله.. إذا سقطت»!!

وللأسي.. لقد وجدوا من الخونة من حاول تنفيذها في الداخل سعيا وراء السلطة، والتمكين من مقدرات الوطن، التي من المفترض لا تمس لأنها شرف الوطن وعرضه، ولكنهم استهانوا بكل القيم وكانوا علي استعداد لبيع حدوده وأراضيه للآخرين.. في سبيل تحقيق مصالح للجماعة وتنظيمها الدولي.

< ومن="" المؤكد="" أن="" المتآمرين="" والخونة="" لم="" يقرأوا="" التاريخ="" جيدا..="" ليجدوا="" أن="" شعب="" مصر="" علي="" مدي="" العصور="" قاوم="" كل="" معتد="" أثيم="" سولت="" له="" نفسه="" الآمرة="" بالسوء="" أن="" يستولي="" علي="" أرض="" الكنانة..="" أو="" حاكم="" ضيق="" العقل="" هُيئ="" له="" أن="" يسيطر="" علي="" شعبها="" ويتحكم="" فيه،="" فالتاريخ="" طويل="" وممتد="" عبر="" آلاف="" السنين="" للأطماع="" الخارجية="" في="" مصر="" وأرضها="" والذي="" وصف="" موقعها="" بأنه="" موقع="" عبقري..="" يربط="" بين="" ثلاث="" قارات:="" أفريقيا="" وآسيا="" وأوروبا="" ولا="" يتكرر="" لدولة="">

وفوق أن الله كرم أرضها الطاهرة سبحانه تجلي عليها وبمرور الأنبياء علي أرضها ومنهم من كان له نسب ومصاهرة فيها، لذلك فالنهاية كانت دائما بعون الله انتصار  الشعب المصري.. علي الغزاة مهما بلغت قوتهم وعلي المستبدين مهما بلغ ظلمهم واستبدادهم.

وعبر التاريخ لم يُستثن من ذلك أحد.. ويتكرر الانهزام ومذلة الانسحاب للمعتدين وحتي إذا بقي منهم من بقي سرعان ما ينصهر في بوتقة مصر، ويدخل الي نسيج الشعب المصري فمصر استوعبت في داخلها الكثير!!

< وحديثا..="" المواقف="" التي="" يتخذها="" الشعب="" المصري="" في="" أصعب="" الظروف="" تكون="" غير="" متوقعة،="" ولكنها="" تدل="" علي="" وعي ="" عميق="" والإلمام="" بكل="" الظروف="" مهما="" بدت="" غير="" واضحة..="" وأيضا="" تقدير="" التبعات،="" والمثل="" علي="" ذلك="" الظرف="" الذي="" نعيشه="" في="" هذه="" الأيام..="" استكمال="" الاستحقاق="" الثالث="" لخارطة="" الطريق="" للمستقبل="" بانتخابات="" برلمان="">

فلو عدنا بالذاكرة قليلا.. عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الانتخابات للبرلمان ستتم قبل نهاية العام، سرعان ما انبري التيار المتأسلم ممثلا في حزب النور والموالين له.. بأنه سيحصل علي الأكثرية في البرلمان، لأنهم يحوزون علي مساندة شعبية لا حدود لها خاصة في بعض محافظات لا يقوي أحد علي منافستهم فيها.

وكعادتهم أيضا.. كان يظهر جليا التناقض في الأقوال والأفعال.. ففي نفس الوقت كان يخرج علينا حديثان متناقضان، فهم يدعون أنهم حزب «مدني» والدليل علي ذلك ترشيح النساء والأقباط في القوائم. ثم تخرج علينا نساء منتقبات لا تظهر حتي أعينهن ولا يعلم أحد كيف سيمثلن الأمة من وراء ستار يخفي حتي تعبيرات وجوههن.. بالرغم أن في الحج تنكشف الوجوه.. «سؤال محير يحتاج إلي إجابة»، وبالنسبة لتضمين الأقباط في قوائمهم.. نفاجأ بخروج قيادة من حزب النور تعلن بملء فمها أنه لولا القانون ما كانوا ضموهم الي قوائمهم.

ألا يعني ذلك.. تحايلا بينا من المفترض علي مبادئهم وما يؤمنون به من أجل الوصول الي السلطة فهل هذا في اعتقادهم مباح بالنسبة لصحيح الدين؟؟ وعموما.. فلقد رفض شعب مصر صور التحايل واتخاذ الدين ستارا من أجل الوصول الي منافع خاصة لجماعة لا تعبأ بالصدق في القول!!

فلقد أعطاهم الشعب المصري درسا قاسيا.. فكان سقوطهم مدويا في كل الأماكن التي كانوا يضمنون فوزهم الساحق فيها، وكان يجب أن يعلموا أن الدرس انتهي.. والشعب المصري لن يُلدغ مرتين، ولكنهم استمروا.. وبعد السقوط في المرحلة الأولي بالإعلان ان انتخابات 2015 كانت أسوأ انتخابات أجريت علي مدي التاريخ النيابي في مصر.

والسؤال: لماذا صمتوا حتي ظهرت النتيجة المؤسفة لهم؟! وهم بذلك متجاهلين شهادة المتابعين للانتخابات من الجهات الدولية ومن السفارات الأجنبية ومن المنظمات المحلية والإقليمية، بأن الانتخابات كانت علي درجة عالية من النزاهة والتنظيم، وألا يكفي افتراءات وتضليلا وأباطيل لجماعة تتحدث بالدين؟!

 

الكلمة الأخيرة

صدق من أطلق علي الشعب المصري أنه «المعلم».. ففي كل ما تمر به من مواقف وأحداث صعبة وجسام دائما يكون له دور حكيم واعي.. وعلي غير المتوقع وخارج حسابات الجميع، ولذلك يبهر العالم.. ويصبح النموذج الذي يقتدي به!!

حفظ الله مصر.