رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

لم يتحدد بعد السبب الرئيسي، لعزوف شباب مصر عن المشاركة في انتخابات مجلس النواب، كل تفسير محاولة اجتهاد منفصلة، قد تتفق مع غيرها أو تختلف، ولكن في النهاية نحن أمام مشكلة، تحتاج إلى رأي علمي لتفسيرها، مبني علي أسس ومعايير، يستطيع متخذو القرار أن يعرفوا من خلالها سبب العزوف، وأري أن تمتد الأبحاث ليس لعدم المشاركة السياسية فقط، بل المشاركة في مناحي الحياة، لدرجة إنني أري وجاهة لمقولة، إن الشباب ربما انفصل عن المجتمع، وانخرط بعيدًا يغرد لوحده، في أسراب من اليأس والإحباط، والخوف من المستقبل، وعدم الثقة في أي وعود تتعلق بمستقبله، وربما اضطر الشباب إلى تكذيب هذه الوعود علانية، بعد تجارب سابقة، بوعود زائفة، وإجراءات خائبة، وقرارات غير نافذة.

إذن الشباب، قد يكون له العذر، واسمحوا لي أن أؤكد أن الساعات الأولي للتصويت في المرحلة الاولي لانتخابات مجلس النواب، كشفت وفقاً لبيانات اللجنة العليا للانتخابات، عزوف فئة الشباب، عن المشاركة، وإقبال السيدات وكبار السن علي التصويت، ومضاعفة عدد المصوتات 4 مرات عن المصوتين، الشاهد أن هناك دلالات كثيرة، ومعانى تكشف عن جزء من الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشباب، ولو جاز التعبير لوصفتها بأنها أزمة اليأس وليس الإحباط، الإحباط ممكن معالجته سريعاً، قبل أن يتحول إلى يأس مزمن، وأتصور أن المشهد الشبابي يؤكد ذلك.

وبقي السؤال الكبير، من أوصل الشباب إلى هذ المنعطف ?، ولماذا تسكت الدولة عن هذه المأساة، ماذا تنتظر من 70 % من الكتلة السكانية والتصويتية في آن واحد، السكوت في نظري يعني عدم احترام عقول هؤلاء الشباب، وطيهم في ركن النسيان، وإهمالهم بمشاكلهم، وإبعادهم عن دائرة الاهتمام. قد يرد علي من يقول إن الدولة أولت اهتماماً خاصاً بالشباب، ومكنت له الاشتراك في إدارة البلد، ويكفي تعيين أوائل الخريجين، والاكفاء في وظائف قيادية، وأرد عليه، بأن أكثر من 99 % من الشباب، لم تدركه، الوظائف المعلن عنها. وفشل كثيراً في سعيه ليكون إنساناً وطنياً منتجاً، يعيش حياة آدمية، له أسرة ومسكن وعمل محترم، يجتهد في عمله ليل نهار، ليكون ناجحاً أو مشاركاً في النجاح، ولكن ماذا يحدث لشاب، أدي الخدمة العسكرية، وتفوق في كليته، وسعي لكي يكون إنساناً، في دولة تقدره، وتحترمه، وتتيح له باب الرزق، فجأه يجد نفسه في الضياع، عاطلاً، مهملاً، بلا أمل، بلا حياة، بلا مسئولية، إنساناً ضائعاً، شارداً، تائهاً، يتحول من طاقة خلاقة إلى طاقة عاطلة.

وأخيراً وفي كل الأحوال، الدولة مسئولة عما حدث للشباب، أي حل مقترح، وأي جهد مطلوب، لا بد أن تكون الدولة، مسئولة عنه بشكل فعلي، كيف?، الشباب لا يستطيع عمل مشروعات قومية، ولا يستطيع أن يهيئ لنفسه فرصة عمل من لا شىء، وهذا الشىء الذي أقصده هو دور الحكومة، علي الدولة أن توفر له عوامل النجاح، وتتركه يخوض التجربة، وليس العكس، لا مفر من دور الدولة، في إنجاح الشباب، وتوفير المناخ المناسب لكل مجتهد، إذا تحقق هذا، نجد شباب مصر بخير، وحينئذ نجد إبداعات الشباب، ووطنيتهم، وتفانيهم في خدمة البلد. عندما يجد الشباب فرصته، لن يضيعها، وتصير مصر دولة الشباب، لا دولة العواجيز، دولة شابة فتية، لا تعرف طريقا للفساد والرشوة والمحسوبية، أقسم بأن الشباب لو أخذ فرصته فلن يوقفه أحد، وتصير مصر من أغني دول العالم.

[email protected]