عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

لماذا تبدو غاضبا دائما؟ وما سر كل هذا الضجر والانفعال علي وجهك؟ أشعر أحيانا بأنك تصرخ.. أو هكذا تريد أن تفعل كلما حاولت التواصل مع غيرك؟

كانت هذه بعض من أسئلة كتبتها لصديقي «علي» وأشرت له أن يهدأ لأنه طلب مني أن أصارحه بعيوبه وأساعده في أن أجد تفسيرا لابتعاد زملائه وأقاربه عنه.. واشترطت عليه أن يصارحني وألا يجمِّل الكلمات.

أمسك صديقنا بقلمه وكتب جملة صادقة كل من حولي سبب فيما أنا فيه؟ لم أنتظر حتي أمسك بقلمي وأشرت له بما معناه «كيف»؟

وهنا أخذ يكتب ويكتب وأنا يطاردني فضول المعرفة، خاصة وقد أصبحت جزءا من قضية «علي».. صرت أراقب ملامح وجهه وكعادته كان منفعلا، بعد خمس دقائق تقريبا أخذ نفسا عميقا ووضع القلم علي المكتب وأعطاني الورقة لأقرأ ما كتب.

يا أستاذة.. أنتم في مجتمعنا لا تتعلمون لغة الإشارة وهي الطريقة الوحيدة للتواصل مع ما يقرب من 3 ملايين من الصم والبكم.. يعني في كل كام أسرة وفي كل شارع صم وبكم.. أطفال.. نساء.. شباب.. رجال تكتفون بمحاولة «الاجتهاد» بإشارات تعتقدون أننا نفهمها. لماذا لا تعمم لغة إشارة موحدة يتم تدريسها في المدارس، ثم هل جربت حضرتك شعور أن تتحدثي ولا أحد لا يسمعك.

أنا أتحدث بلغة.. والمجتمع يسمع بلغة أخري أنا في واد، وكل من حولي في واد آخر.

أي طفل يولد أصم أبكم.. يعيش عذابا متواصلا وحزنا دائما لا يعمل ما يدور حوله فالصم والبكم متلازمان، وهناك أساليب عديدة للتفاهم مع الأصم الأبكم، أبسطها قراءة الشفاة التي تعتمد علي دراسة مخارج الحروف.. أي أن كل صوت يخرج من الفم يختلف عن غيره، هناك حروف تخرج من اللسان وأخري من الحلق وحروف تخرج من الشفتين.. الي هنا.. وكان «علي» توقف عن الكتابة فتعمدت هنا أن أتحدث له بما تعلمته من لغة الإشارة وطلبت منه أن يشرح لي أكثر..ولماذا يري أن الأسرة المصرية والمجتمع أغلبه يجهل أصول التعامل مع الصم والبكم؟

فأمسك بقلمه وأخذ يكتب.. كثير من الناس تربط بين الصم والبكم والإعاقة الذهنية.. لا أعرف لماذا؟

والبعض يعتقد أن الأصم والأبكم بطيء الفهم ولا يعلم أن إعاقة السمع والكلام لا تتعلق بالذكاء.. ولذا لابد أن تراعي الحالة النفسية للأصم الأبكم.. وتشعره بالتقدير وأنه قادر علي الفهم، وبداية لابد أن يتعامل المجتمع المحيط سواء في الأسرة أو المدرسة أو الشارع.. بشكل طبيعي مع الشخص الأصم.. وعدم رفع الصوت عند الحديث مع ضعيف السمع أو الأصم كلية لأن هذا لن يجدي بل يصاحب رفع الصوت عند المتكلم انفعالات تزعج الأصم وقد تخيفه والأهم من ذلك عندما تتعامل مع شخص أصم.

ينبغي أن تتحدث ببطء وبوضوح ولا تبالغ في حركة الشفاه، كن صبورا عندما تكرر الكلمات أمام الأصم «عطفا» مبالغا فيه أو تتحدث مع المحيطين وتتجاهل الأصم.. بحجة أنه لا يسمع يمكن بين آن وآخر إشراكه في الحديث حتي لا يشعر بالعزلة.

قليل من الإحساس.. يصل الي قلب من لا يسمعك.