رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشوارع الخلفية هو اسم مهرجان يقام سنويا بالإسكندرية يحتضن تجارب مبدعين من كل أنحاء العالم في كافة أشكال المسرحة البصرية، أصبح المهرجان واحدا من أهم الملامح الثقافية لمدينة الأسكندرية والذي يقوم بدور حيوي مهم غائب منذ سنوات طويلة من أجندة وزارة الثقافة خاصة بعد تعثر المهرجان التجريبي وتوقفه تماما، اختار المهرجان أن تكون تيمته الرئيسية هذا العام هي تقنيات السيرك وهي تيمة محببة للجمهور وبخاصة صغار السن ولكنها أيضا تحوي رموزا كثيرة للبهجة ولما نمر به في هذه المرحلة المرتبكة، فأحيانا يكون السيرك في الواقع اليومي المعاش أكثر بهلوانية من العمل الفني المقدم ذاته.

المهرجان أيضا تبرز فيه تقنيات الإضاءة المبهرة كما سنري في عروض السيرك السري للنمسا وعرض الجرافيتي الراقص للمجر الذي يقدم حوارا دراميا بين المسرح الراقص وبين الإضاءة، في عالم افتقد القدرة علي الكلام. أما كينيا فقد اختارت أن تقدم عرضا يعتمد علي الأكروبات مستفيدة من طاقة وليونة أجساد الممثلين المملوءة بالحيوية، والغريب أن الفرقة الكينية تعرضت للعنت في مطار الاسكندرية وتم احتجاز افرادها لمدة أربع ساعات والتهمة هي أنهم ربما يكونون مهاجرين لمصر بطريقة غير شرعية!

الأمر الأغرب هو إلغاء عرض (دوشة في المطبخ) لهولندا والسبب أن جمارك الاسكندرية لم تفهم الجهاز الذي احضره بطل العرض وهو عبارة عن بيانو متصل ببوتاجاز وبعض العجائن .! وهنا تحفظت الجمارك علي الجهاز لأنه غير مصرح بإحضار عجائن .!رغم أن هذه الفرق معها دعوات رسمية من إدارة المهرجان،ومفهوم طبعا أن الفرق ستستعين بديكوراتها المسرحية الأساسية لتقديم العرض.

الغريب ان عروض الشارع ألغيت رغم أنها أساس وجوهر المهرجان بسبب الهاجس الأمني, فرأينا عروضا تقدم في المنطقة المفتوحة أمام مكتبة الإسكندرية فقط، علي عكس العام الماضي الذي قدمت فيه عروضا في الشوارع المفتوحة مما اتاح الفرصة لقطاع كبير من الجمهور أن يتعرف علي فن المسرح. الغريب ان هذا المهرجان المستقل لا يلقي أى اهتمام من محافظ الإسكندرية ولا من مسئولي وزارة الثقافة, ويعانس أشد المعاناة فقط لكي يصل الغذاء الثقافي لأشخاص وأماكن محرومة تماما من البهجة والفن، وكأننا ننمي الإرهاب ونخلق له التربة الخصبة المهيأة لذلك، وكل ما تطلبه إدارة المهرجان ليس عونا ماديا ولكن فقط المساهمة في توفير أماكن عرض وكف يد التعويق، حتي يستمر هذا المهرجان الجميل الذي تشارك فيه دولا من كل إنحاء العالم ويقدم متعة حقيقية للمتلقي ولا يمكن نسيان تلك الدورة التي احتضنت مهاجرين فنانين عرب من كل دول العالم وقامت إدارة المهرجان بطبع أعمالهم الأدبية والمسرحية وأقامت ندوات وحلقات نقاشية عن أدب المهجر.

كما أن دورة العام الماضي من المهرجان لم تلق كل هذه المعوقات غير المبررة وكأن هناك يدا ما ترغب في قطع كل صلاتنا الثقافية بالعالم الخارجي .! وهي نفس اليد الظلامية التي تكره وتعادي الفن اما بشكل ايديولوجي ممنهج أو بشكل بيروقراطي ممنهج أيضا.

من العروض الجميلة التي قدمت في كوم الدكة لسويسرا (عرض من غير لويس) والعرض يشهد بإمكانات لاعبيه ومهاراتهم العالية وقد تفاعل الأطفال والكبار معه هناك في هذه المنطقة الشعبية المحرومة ثقافيا بشكل كبير، وكوم الدكة هي مسقط رأس فنان الشعب العبقري سيد درويش الذي أحزنني ما سمعته من أن منزله قد تم هدمه! فسارقو البهجة يسيىء اليهم كثيرا أن يروا فنا أو ثقافة أو بهجة حقيقية.

 من اليابان (عرض أهلا مع السلامة) وهو عرض بسيط يعتمد علي مهارات المؤدي وقدرته علي تنسيق لوحاته وحركاته ليخرج المشاهد مستمتعا ببساطة العرض ودقته وارتباط الإيقاع باللوحات المكتوبة واختطفت بلغاريا الأنظار بعرض رائع (المهرج المرتبك) وهو يجسد علاقة الرجل بالمرأة مع مزج الموسيقي بالرقص في معزوفة فنية متميزة وجريئة ومصر لم تكن غابة فقد قدم أطفال مدرسة الدرب الأحمر عرض (بلاليكا) لنري مواهب رائعة في علي الطبلة والعجلة والأكروبات المختلفة والغناء والأداء الحركي وقد لاقى العرض استحسان الحاضرين، فى النهاية لا نطالب المسئولين بمساعدة مهرجان الشوارع الخلفية ولكننا فقط نطلب منهم أن يكفوا أذاهم عن هذا المهرجان المتميز.

[email protected]