رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

• تحتفل مصر هذه الايام بالذكرى الثانية والاربعين لانتصارها العظيم فى السادس من أكتوبر ، على عدوها اللدود الذى شاءالمولى سبحانه وتعالى أن يجعله هو العدو الأزلى الوحيد لأمة العرب ولدين الاسلام ، وسيظل كذلك إلى أن تقوم الساعة وبالتالى سيظل الصراع معه محتدماً واحتمالات الحرب قائمةً ، رغم ما قيل بأن حرب أكتوبر هى آخر الحروب ، فهذا قولٌ أراه  مخدراً للشعوب العربية ومخالفاً للعقيدة الاسلامية .

• لقد كانت حرب أكتوبر المجيدة ملحمةً وطنيةً رائعة بدأت بمعارك الاستنزاف البطولية وانتهت بالعبور العظيم ، حتى صارت بحق علامةً فارقة فى تاريخ الامة العربية بأسرها وركيزةً راسخةً من ركائز عزها ومجدها ، وستظل هذه الملحمة دليلاً على القدرة الفائقة للتكوين المصرى فى الذكاء والابداع وفى التخطيط والتنفيذ وفى الصبر والمثابرة وفى الارادة والتحدى ، بل وستظل درساً لشعوب العالم لمن أراد العزة والكرامة . واذا أردنا التحدث عن جوانب الانتصار المختلفة فى هذه الملحمة التاريخية فلن تسعفنا مساحة النشر المتاحة ، كما أن كثيرين غيرى قد استفاضوا بالشرح والتحليل عبر العديد من القنوات التليفزيونية المتنوعة ، ولكنى أتمنى أن تضطلع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة بدورهما الحيوى فى هذا الصدد سواءً فى المناهج الدراسية والانشطة التعليمية أو المنتديات الثقافية والبرامج التثقيفية الموجهة .

• نأتى إلى مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى العطرة، والتى أراها قد تحسنت وتطورت بشكل محترم عقب ثورة 30 يونيو ،ولكن بعضاً من مشاهد الاحتفال تثير قدراً من الاستغراب والتعجب وتجيزالتوقف عندها بالتساؤلات الآتية : (1) ما الصفة التى تخول السيدة جيهان السادات حضور الاحتفال الرسمى بهذه المناسبة ؟ إن توصيف وضعها القانونى والواقعى ابان الحرب - مع كل التقدير لمكانتها الشخصية - لايعدو مجرد أنها زوجة رئيس الدولة وأم أبنائه ، فهل هذا يعطيها الحق لأن تكون كأحد رموز الدولة الرسميين أو قادة الحرب البارزين فيصير لها مقعدٌ بينهم فى مثل هذا الاحتفال ؟ إننى قد أستسيغ حضورها فى الاحتفالات الخاصةمثل الحفلات الغنائية والبرامج الاعلامية ، أما الاحتفال الرسمى الذى تقيمه القوات المسلحة باسم مصر ،والذى يتضمن عرضاً لقواتها العسكرية ، فهو احتفالٌ يجب أن يتصدره فقط رجال الدولة وقادتها ورموزها السياسيةوضيوفها الاجانب الذين ترى مصرمصلحةً فى دعوتهم ، أما غير ذلك فأراه مثيراً للتعجب ومخلاً بقاعدة المساواة بين أصحاب المراكز الواحدة .(2) إلى متى سيظل ذلك الروتين الممل والحس المفقود لدى التليفزيون المصرى بتكرار عرض تلك الافلام الساقطة التى اُنتجت عن حرب أكتوبر ؟ إن هذه الافلام بسطحية فكرتها وسذاجة أحداثها ورداءة حوارها وسخافة تمثيلها قد أساءت للانتصار العظيم وحقّرت من عقلية المشاهد بما كان يستوجب محاكمة كل من شارك فيها بتهمة الاساءة لمصر والاضرار بمصالحها العليا . فهل يليق الاستمرار فى عرض تلك الافلام الهزلية ، وهل عجزت مصر عن الانتاج السينمائى القومى المخلص الذى يتناول تلك الملحمة الوطنية بالقدر الذى يناسبها شكلاً وموضوعاً ؟ (3) أتعجب من حديث البعض عن تلاحم الشعب بجيشه أثناء الحرب ، حين يسوق دليلاً على ذلك بأن حادثةَ سرقةٍ لم تحدث وقت الحرب ! وبعيداً عن كون المعلومة خاطئة فهل يليق التدليل بها على تلاحم الشعب بالجيش وكأن الشعب هو حفنة المجرمين واللصوص ؟ وهل يغيب عن أحدٍ أن المجرم لا يحكمه ضمير ولا تحده وطنية وأن ما قد يثنيه عن اجرامه هو الخوف من العقاب أو عيون الأمن الساهرة ؟ إننى أرجو أن ينتبه السادة أصحاب الخطاب العام إلى هذه الجزئية العابرة لما لها من تأثير سلبى بطريقةٍ غير مباشرة فى الوجدان المصرى ورؤيته الذهنية للاحداث . (4) سارت الاحتفاليات الإعلامية بهذه المناسبة خلال الأربع سنوات الماضية, إلى تهميش الدور الحقيقى للقوات الجوية فى الحرب , بل وإغفاله احياناً, فهل كان هذا التهميش تصحيحاً لاعتقادٍ خاطئ عن حجم هذا الدور وأن ابرازه فيما سبق كان بشكلِ وهمى , ام كان التهميش عقاباً لقائد تلك القوات بعد أن تم خلعه من الحكم وإسقاط نظامه ؟ عموماً وفى كلتا الحالتين فإننى أظن أن ذلك المنحى فى الاحتفال يتسم بعدم الموضوعية ويدعو للاستغراب والتعجب . (5) لم يتطرق الاحتفال بالقدر الواجب - وخاصةً فى كلمات القادة - إلى أهمية معارك الاستنزاف التى سبقت حرب أكتوبر وكانت مقدمةً حقيقيةً لها وعنصراً فاعلاً فيها وجزءاً لا يتجزأ منها , وأظن أن ذلك قد يكون من قبيل السهو ولكنه أيضاً يدعو للاستغراب والتعجب .

  ‏E-Mail :[email protected]