عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

 

من يريد أن يعرف مصر الحقيقية فليذهب الى المسرح القومي، وليشاهد الساحر يحيى الفخراني وهو يقدم واحداً من أجمل وأروع إبداعاته، بل واحدة من أروع تجليات تراثنا الفني والمسرحي  وهي مسرحية «ليلة من ألف ليلة» والتي سبق تقديمها في الثلاثينيات والأربعينات من القرن الماضي وسافرت بها الفرق  المسرحية المصرية الى البلاد العرببة حيث كان الفن المصري سفيرا ومشعل تنوير للشعوب العربية وكان الفنان المصري رسول سلام وتنوير ومحبة وتقدم وسط غابات  من التخلف والاستعمار والقهر والرجعية، مسرحية ليلة من ألف ليلة كتبها العظيم بيرم التونسي (١٨٩٣-١٩٦٠)  أثناء هروبه من الملك فؤاد والاستعمار الإنجليزي وترك نسخة منها للموسيقار أحمد صدقي  (١٩١٦-١٩٨٦) حفيد محمد مظهر باشا أول مهندس ري مصري وهو الذي بنى القناطر الخيرية ، وأحمد صدقي لمن لايعرف كان موسيقيا عالميا وأيضاً رساما عالميا حيث شارك رسامي العالم في رسوم الفاتيكان وتوجد باسمه في الفاتيكان رسومات خالدة كفنان مصري في سجل المبدعين الخالدين وهو صاحب أشهر الجمل الغنائية مثل عوف الأصيل وسوق بلدنا وغيرها، إذن نحن أمام تحفة فنية من التراث استخرجها مخرج كبير وقدير وحساس ومبدع هو محسن حلمي والتقطها بعينه الثاقبة وخبرته وثقافته الموسوعة الكبير يحيى الفخراني واتفقت هذه الأطراف أن تعطينا درسا خطيرا الآن وتضعنا أمام مرآة أنفسنا بطريقة إذا كان هذا هو الفن الذي تركه لنا الأجداد فكيف وصلنا الى هذه الخيبة وهذا الحضيض وهذا الانهيار وهذا الابتذال ومرادفات لتوصيف خيبتنا ،اذا كان هذا الصنف من الذوق والرقي والابداع والجمال هو تركه لنا السابقون وكانت فيه مصر بكل هذه الروعة فكيف رضينا أن نبتلع حضيض أفلام السبكي وموسيقى المستنقعات المسماة المهرجانات وموضوعات اللحم الرخيص وألفاظ المواخير وسلوك البلطجة والعري والانحطاط ، وأقذر مافي النفس البشرية، هل نحن أحفاد هؤلاء وهل نستحقهم، هل هم مصريون ونحن مصريون مثلهم، أشك، أكيد فيه حاجة غلط تصل لدرجة المؤامرة، إنني أمام عرض ليس ضخم الانتاج وليس فيه إبهار عروض شارع برودواي أو المسرح العالمي وهذه مشكلة المسرح المصري الذي تخلف عن الركب العالمي لكنني أمام عرض مصري قديم يعاد تقديمه ليقول اكثر من رسالة خطيرة الآن. 

اولا نحن نمتلك تراثا أهملناه وكنوزا ردمنا عليها فقفز على أكتافنا الاقزام والصبية، أنظر ماذا فعلت قطر بالتراث المسرحي المصري وسرقته عبر وسطاء لتردمه.

ثانيا ان الفن المصري كان سباقا وله الريادة وهو عام الذوق والأدب والرقي للشعوب العربية وصنع الرعيل الأول من مبدعيهم. 

ثالثا أن الفن المصري وهذا العرض نموذجا كان يسابق ويضاهي ولايقل عن الفن العالمي من حيث النص والموسيقى والتمثيل والأداء بل والجوهر لأن جمهور زمان الذي قدمت له هذه العروض واستقبلها بالحفاوة لدرجة أن العرض كان يلف اقليم مصر هو جمهور أفضل من هذه الايام. 

رابعا من أول ثانية وحتى آخر ثانية في العرض لا توجد كلمة نابية أو إشارة خارجة أو حركة أو لفتة تضايق الذوق بل العكس العمل لوحة فنية راقية ممتعة ودرس لما يجب ان يكون عليه الفن الحقيقي.

خامسا يبقى هذا العملاق الذي تحمس وثابر لإظهار العرض ،الفخراني ،كم انت جميل يادكتور ،تعلم الان اننا في حاجة لهذا العلاج ،هذه الروشتة ،أعطوني مسرحا حقيقيا أغلق لكم الف سجن هكذا قال بيتر بروك ،وقال يوسف وهبي علموا المجرمين المسرح والموسيقى يخلقوا لكم مجتمعا من الملائكة، وما  الدنيا الا مسرح كبير ،انني ادعو المصريين لمشاهدة مسرحية الفخراني بالقومي ليعرفوا ان مصر حلوة وانها تستحق منا ماهو أميز أو اننا لا نستحقها لانها كانت بكل هذا الحمال ونحن استبدلنا جمالها قبحا ، بقي ان أحيي المبدعين كبارا مثل لطفي لبيب وضياء عبدالهادي ومطرب سليل سيد درويش الواعد جدا محمد محسن سندريلا العرض هبه مجدي والقدارت سلمى غريب وخالد جمال والشربيني والعروسي وبقية كتيبة القومي الذين أدارتهم محسن حلمي تحت إشراف الفنان الجميل المثقف  يوسف اسماعيل مدير المسرح القومي ،اذهبوا للمسرح القومي تعرفوا مصر التي كانت.

هرتلة الاعلام  وكوارث الاعلاميين

هل هناك تعمد لتسطيح الناس وإلهائهم عن قضاياهم المصيرية، أعتقد هذا ،عندما يتعمد صاحب محطة فضائية حسب تصريحه ان يسلي الشعب بموضوعات الجنس وافلام البورنو عده حلقات بدأت من الدعوة لمشاهدة الأفلام كتصبيرة الى اتهام زوجات مصر بخيانة أزواجهم بنسبة ٤٠٪ هكذا قالت المذيعة الاخرى بنفس البرنامج ، وأتوقع استمرار الجدل حول ذات الموضوع مع موضوعات أخرى ، ثم هرتلة المذيع الذي عرض لعبه فيديو جيم على أنها خطة روسيا لحرب داعش وتعليقه عليها بحماس وجهل منقطع النظير، ثم  عرض استديوهات التحليل لكرة القدم حتى  الفجر  وهذا لايحدث في اي بلد محترم في العالم ثم تعمد القنوات المصرية عرض مسابقات الغناء والتمثيل بلجان تحكيم لفنانين عرب والاستعانة بفنانة إما جاهلة ولم تكمل تعليمها ولاتعلم الفرق  بين مسرح الشارع ومسرح الشادر أو مطربة تخلع جزمتها امام المشاهدين وهذه وتلك تمثلان الفن المصري، كل هذا يسرق اهتمام المصريين ونحن في كوارث اقتصادية وإنسانية يتجاهلها الاعلام عن عمد وهو ماذكرته منذ عده أسابيع وقلت إن أصحاب دجاجة الاعلانات يتعمدون هذا لإهدار طاقة الشعب في البناء وعرقلة كل برامج التنمية، هل  اهتم الإعلاميين بإغلاق أربعة مصانع في الدلتا فجاة، هل أهتم أحد بقرض البنك الدولي والخناقة بين الوزراء، هل اهتم أحد بتأثير تحريك سعر الدولار على السلع والتضخم والى متى لما تتزنق الحكومة تروح للسندات، الدين المحلي  وصل لدرجة غير مسبوقة ،هل نحن على الطريق يا اعلام البورنو ؟