رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرب أكتوبر تحتاج إلي مجلدات لتوثيق هذا الإنجاز العسكري العظيم ويبدو أن المشوار طويل لتحقيق هذا الأمل رغم مرور 42 عاماً والغريب أن الاكاديميات العسكرية في الدول المتقدمة عسكرياً والتي تعتمد في أمنها القومي علي جيوش لها سمعتها سارعت في إصدار مؤلفات ربما بإيقاع أسرع أو بنشرها علي نطاق أوسع ولم تحط بنطاق من السرية التي تعاني منها وفي هذه المناسبة فإننا نرتكب في حق أنفسنا وفي حق رجالنا المقاتلين ودماء الشهداء الذكية أن تنظر إلي نتائج هذه الحرب بمعاهدات السلام فهي قرارات سياسية يتحمل من اتخذها المسئولية امام التاريخ .. ومن الخطأ ان ترتب أى فشل أو اخفاق سياسى قبل الحرب لكى نبرر بأن هذا القرار كان بغرض حصولنا علي المزيد الفرصة لكي نبني حائط الصواريخ وأقول هذا تحديداً علي قبول الرئيس جمال عبد الناصر أخر أيامه لمبادرة «روجرز» وفي تقديري أن هذا القرار هو هزيمة سياسية يتحمل هو مسئوليتها وليس لهذا الموقف أي علاقة بالاستعداد للحرب لإعادة الأرض لكنه كان قراراً لحسابات أخري لم يكشف النقاب عنه حتي الآن؟!..

نفس الشىء فإن الشعب المصري رغم مرور هذه السنوات لم يلتفت إلي ما يسمي (التطبيع) في كل هذا السلام الرسمي .. حتي الشعب المصري يرفض أساساً مبدأ الحوار ويتعمق هذا الأساس أمام ما ترتكبه إسرائيل من حلف وتدنيس المقدسات في المسجد الأقصي من غلاة الصهيونية لذلك فإنني أرجو كل من يتناول بالتحليل حرب أكتوبر أن يكون التناول من المنظور العسكري ومقدمات الحرب التي أدت إلي هذا النصر المجيد..

إن جيش مصر الذي كان دائماً عند حسن ظن الشعب به الذي جاء من اليمن خاض فيها معارك قاسية وضحي بالشهداء من أجل تحرير اليمن من الجاهلية ومساندة الإخوة هناك والتي أخرجته من غيابات الجب المظلم لكي يواصل رسالته في دعم مسيرة الأمة العربية.

في هذه الأيام لا يجب أن يرجل أدراج النسيان عسكريون عظماء أصحاب مدارس ومناهج محترمة جعلت الجيش المصري يعيد ترتيب أوراقه القتالية في زمن قياسي يحسب لهؤلاء القادة الجادين الذين أخرجوا الجيش المصري من زمن «الاسترخاء العسكري» إلي عالم «انتباه»!

لا نريد أن ننسي جهود الفريق أول محمد فوزي صاحب مدرسة الانضباط العسكري الذي لا يعرف القسمة!

لا نريد أن ننسي جهود الجنرال الذهبي عميد الشهداء العسكريين وصاحب المدرسة الفكرية في المنظومة العسكرية الفريق عبد المنعم رياض.

لا نريد أن ننسي جهود الفريق سعد الشاذلي والفريق طيار مدكور أبو العز واللواء بحري محمود عبد الرحمن فهمي .

ولا نريد أن ننسي وبكل شجاعة جهود الفريق أول محمد أحمد صادق قائد الجيش الأسبق.

إن الاسماء التي ذكرتها لم يتم تكريمها في أي مناسبة سوي حضور رئيس الجمهورية لجنازة البعض بصفتهم وزراء دفاع سابقين وليسوا كأبطال عسكريين!

لا نريد أن ننسي يوم 18 أبريل عام 1970 لقد حكي عنه لي أحمد كامل أول رئيس المخابرات المصرية في عهد السادات والذي اعتقله مع خصومه فيما سمي «مراكز القوي» وفي هذا اليوم تصدت فيه طائرات مصرية يقودها طيارون سوفيت لطائرات إسرائيلية مهاجمة وسرعان ما تم التقاط لغة الطيارين وفي هذا اليوم أعلن موسي ديان أن إسرائيل لن تهاجم أعماق مصر لأنها لا تريد أن تحارب السوفيت.. والتعاون لم يقتصر فقط علي هذا بل إرسال البعثات والجزاء لتدريب القوات المسلحة.. وكان هذا نتيجة لزيارة سرية قام بها الرئيس جمال عبد الناصر بصحبة الفريق أول محمد فوزي يوم 22 يناير عام 1970 أي قبل الواقعة بحوالي سبعة أشهر والتي تخللها الموافقة علي مبادرة روجرز والغريب أن الروس أبلغوا الأمر الامريكان بوجودهم في مصر بطريقتهم.

وروى لى اللواء بحرى محمود عبد الرحمن فهمي القائد الأسبق للبحرية الأسطوري وكنت أشرف معه في نادي روتاري شرق الاسكندرية وقد حضرت أول لقاء للرئيس أنور السادات بعد تولي المسئولية حيث توجه دون ترتيب مسبق مع الفريق أول محمد فوزي للقاء قادة البحرية وأراد الرئيس السادات بذكائه أن يبني جسور ثقة مع ضباط القوات البحرية وطلب أن يكرم رجال البحرية الذين قاموا بعمليات ضد الغواصات الإسرائيلية وقبل الاحتفال وفي مكتب اللواء محمود فهمي قال الرئيس السادات للفريق فوزي.. هو يا فوزي فيه ضباط بحرية مقبوض عليهم تعلم وكان من بينهم شقيق قائد البحرية محمود فهمي عبدالرحمن فرد الفريق أول فوزي نعم يا فندم بس دول مقبوض عليهم بحكم محكمة عسكرية بتهمة قلب نظام الحكم فرد السادات بطريقة .. هي البحرية يا فوزي تقدر تعمل انقلاب بإيه بالغواصات بلاش الكلام دا وسأل أنا سلطتي إيه؟! فرد الفريق فوزي لا تصدق علي الأحكام.. وفعلا أعلن هذا في لقائه مع قادة البحرية.. وكان الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات علي ثقة بكفاءة اللواء محمود فهمي وفي استراحة رأس الحكمة وفي حضور الفريق جوي محمد حسني مبارك رفض اللواء محمود فهمي إنشاء قاعدة بحرية في مرسي مطروح ووافقه الرئيس السادات بعد نقاش حاد...

أذكر تلك الوقائع لتقول للشعب لقد انتهى عصر الزفة الإعلامية بهذه المناسبة والتي كانت تتلخص في الضربة الجوية تحولت لها الأوبريتات والاغانى رغم أن حسني مبارك ذاته في تسجيلات التلفزيون.. قال لا أستطيع أن أقول أن القوات الجوية هي وحدها التي جلبت النصر لمصر.

إن 6 أكتوبر ذكري غالية عزيزة .. ولكن يجب أن ننظر إليها من منظورها العسكري كما كان القادة العظام في العالم منهم الجنرال مونتجمري الذي كان يحضر بنفسه إلي العلمين يحتفل بالنصر.. مع من مع القتلي.. لذلك لا يجب أن تغيب عنا ذكري الشهداء والأبطال من الوقود الحيوي.. والسلاح الفعال لمسيره وطن يريد أن ينطلق إلي الأمام.