رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأخطر بكثير من رقصة طفلة بسكين في فمها، أن السكين انغرس في قلب قيمنا وهويتنا الثقافية! فلم نحصل لا علي سينما حقيقية ولا علي إعلام حقيقي، بل كان نصيبنا التردي الأخلاقي وألفاظا نابية يعاقب عليها القانون.

ما حدث لا يعبر عن سقوط السينما والإعلام الخاص فحسب ولكنه يجسد طبيعة السقوط الأخلاقي الذي يصبغ المرحلة التي نعيش فيها، فانهيار منظومة التعليم كان الأساس، ثم توازي معه أن رفعت الدولة يدها عن كل مؤسساتها، فكان غريبا أن تستمر هذه المؤسسات, فرغم تحول السياسات من زمن السادات من الاشتراكية إلي الرأسمالية والسوق الحر، إلا أن أحدا لم يقترب من هذه المؤسسات فتعانقت البيروقراطية مع الفساد مع إهمال متعمد من الدولة، لتصبح هذه المؤسسات ديناصورات هيكلية تستنزف أموالا تصرف كأجور ولا شك أنها تؤدي بذلك وظيفة مجتمعية وفقا للنموذج الاشتراكي ولكنها لا تقدم سواء وفقا للنموذج الاشتراكي أو الرأسمالي خدمة جيدة! فانهار التعليم الحكومي وانهارت وزارات الثقافة، فلا إصلاح يتم وفقا لأي نظام!

وكان طبيعيا مع سيادة قيمة الاستهلاك والفردية وهبوط آلاف العائدين من دول النفط بتصور شكلاني للإسلام متشدد ومفرغ من مضمون الإسلام الحقيقي، يعادي كل صور الفن والثقافة, المشكلة ليست كما اتهم الإعلامي المنتج السينمائي بأنه السبب في انهيار القيم الأخلاقية, ولكن السبب أن الدولة تغيرت نظرتها للثقافة والفن بل وللتعليم، ورفعت يدها، فتوقف الإنتاج السينمائي للدولة الذي قدم أروع الأفلام السينمائية في تاريخ السينما المصرية كلها وكان أحد أدوات بناء الإنسان، وتخلت عن إنتاج مسرح حقيقي وتحولت مسارح هيئة قصور الثقافة إلي خرابات, لدرجة أن وزير الثقافة السابق فكر في إقامة توأمة مع وزارة الأوقاف واستخدام المسارح كمنصات للدعاة الدينيين!

وتراجعت حركة الترجمة ودعم الكتاب, وأصبح التعليم مسئولية كل مواطن راغب في تعليم أبنائه إن استطاع وإن وجد المدرس المؤهل لتعليم أولاده!، تسللت الدولة الدينية بالمفهوم المتشدد تحت جلد الدولة السياسية المدنية, وصار لدينا قشرة دينية زائفة. (لم تأخذ من الدين جوهره الحقيقي في الإعلاء من قيمة طلب العلم والتعلم والإعلاء من القيم الأخلاقية الذي يعد الفن الحقيقي أحد أهم وسائلها لتحقيق السمو الروحاني والأخلاقي)، وصار لدينا جوهر مخوخ من الثقافة الحقيقية، إننا أمة في خطر وبدون حائط صد تعليمي وثقافي وإعلامي سنسقط جميعا.

والإعلام الخاص مهما حقق من جماهيرية يبقي أسير أجندات خاصة لرجال مال لهم مصالحهم التي لا تتصادم مع مصالح الوطن، فهذا الإعلام يقدم لنا برامج تروج الدجل والشعوذة، وتقدم الإسفاف، وأفلام الرعب الأجنبية المقيتة وبرامج الأطفال المشوهة وهو الإعلام الرهين بحق للسلطة، سلطة رأس مال رجاله, وسلطة الأنظمة, إعلام رجال المال هو الذي أطلق حملات التكفير وشوه الدين الإسلامي الحقيقي وأفرز لنا قتلة وإرهابيين عبر قنواته الدعوية المدعومة من جهات أجنبية معادية!

وهذا الإعلام ذاته الذي يهاجم المنتج السينمائي التجاري هو الذي يقوم في النهاية بعرض أفلامه علي فضائياته! لأنها تحقق له مزيدا من الإعلانات والأرباح، علي الدولة أن تعود وبقوة للإنتاج الدرامي في قطاع الإنتاج وفي المجال السينمائي والمسرحي وكافة عناصر الثقافة, وأن يعاد صياغة المنظومة الإعلامية بإصلاح حقيقيي للإعلام المملوك للشعب ليقوم بدوره الغائب المغيب وتحريره من التبعية للسلطة وإخراجه من دوائر الفساد والبيروقراطية.

[email protected]