رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

يحق لشعب مصر الافتخار والاعتزاز بما حققه في أربع سنوات منذ ثورة يناير 2011، وثورة يونية 2013 وعلينا ألا ننسي ونتذكر دائما أن قيام الثورة خلص البلاد من حكم فاسد ومستبد جائر.. استمر لثلاثة عقود من الزمن.. اتبع فيها سياسات واستخدم طرقا ووسائل من أجل فرض السيطرة والتحكم في البلاد وفي نفس الوقت التضييق علي الشعب بكل السبل حتي وصل الأمر الي التراجع في المكانة والريادة التي كانت لمصر إقليميا ودوليا.. ومحاولة تحجيم دور الشعب كان مدعاة للتباهي حتي بالتصريحات للقيادات في خارج البلاد.. بأن تمكنوا من وضع الشعب تحت السيطرة!!

كل ذلك كان من أجل الإعداد لتوريث الأبناء وربما للأحفاد أيضا ولما لا خاصة أن نظام الحكم الأسبق أحاط نظامه بجماعة منتفعين.. لم تعرف البلاد ولم يمر عليها مثلهم من قبل.. فهم احتكروا ثروات البلاد وتملكوا أراضيها.. حتي خرجت إحصاءات دلت علي أن 80٪ من ثروات البلاد يتملكها ويسيطر عليها 20٪ فقط من المحيطين بالسلطة بينما بقية الشعب يعيش فقط علي 20٪!!

وليت الأمر توقف علي ذلك، بل قفزوا علي سلطة الحكم.. فكان برلمان 2010 شاهدا علي ذلك!!

وسادت المصالح الشخصية لقيادات الحكم والمنتفعين علي المصالح العليا للوطن وخرجت علينا تعبيرات لم تمر علينا من قبل مثل «المصالح تتصالح» و«تضارب المصالح» وشهدت البلاد فسادا غير مسبوق في كل النواحي، وحتي أصبح نظاما موازيا لنظام الدولة.. بل وتفوق عليه.. فكان الأكثر تحقيقا لمصالح الفاسدين والمفسدين علي حساب حقوق الشعب.. فأفقروه وأمرضوه وحرموه من التعليم.. حتي أصبحنا من ضمن أكثر الدول نسبة في الأمية وجامعاتنا خرجت من التصنيف الدولي ما عدا جامعة واحدة مؤخرا!!

ولذلك كان شعار ثورة يناير 2011 «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية» يدل علي ما  عاني منه شعب مصر من نظام حكم استلم البلاد وهي في أوج زهوها.. بعد نصر أكتوبر 1973، الذي أذهل العالم بما حققه شعب مصر وجيشه الوطني الباسل.. بعد هزيمة كارثية في 1967 من شدتها أجمع الخبراء العسكريون في العالم وبالأخص في الدول المتقدمة عسكريا أن أمامنا لا يقل عن 50 عاما إذا فكرنا في مواجهة العدو لاسترداد أرضنا!

وأما إسرائيل فكانت تعيش في وهم وفي حلم اليقظة.. أن الأمور ستبقي كما  هي.. ولمَ لا؟! فالمجري المائي لقناة السويس يعتبر من أصعب العوائق أمام الجيوش لاختراقه.. خاصة لم تكن التحصينات التي أقاموها لوحدها بل كانت محاطة بمد مواسير بها قنابل نابالم علي طول قناة السويس عند إنشائها خط بارليف.. وقد نجحت الضفادع البشرية المصرية بسد فتحات المواسير في يوم 5 أكتوبر وتم أسر مهندس مواسير النابالم عندما حاول إصلاحها.

ويوم 6 أكتوبر قضي وأنهي علي ما أشاعته إسرائيل حينذاك بأن لها اليد الطولي في المنطقة، وأن جيشها لا يُقهر.. بل قُهِر علي يد المصريين في ساعات من يوم 6 أكتوبر المجيد.

ووراء ذلك أنه لم يعمل حسابا للذكاء الفطري المتوارث للشعب المصري منذ فجر التاريخ.. كذلك لم يؤخذ في الاعتبار أن في مصر خير جنود الأرض، ولذلك عندما تولي حكم البلاد رئيس عظيم كالسادات ومعه كوكبة من القيادات العسكرية التي لم تأخذ فرصتها في خوض الحرب عام 1967، خاصة بعد قرار الانسحاب الذي أسقط في إحدي القيادات وغلّت أياديهم عن بذل محاولات للرد علي هزيمة لم يكونوا مسئولين عنها!

ولم يكن خافيا بما كان يمكن لمصر أن تحققه في حرب أكتوبر لولا التدخلات الخارجية من القوي الكبري للإبقاء علي التوازنات في المنطقة والمحافظة عليها!!

وفي نفس الوقت استطاعت مصر بقدراتها العسكرية فائقة التميز الي حد أن تدرس «حرب أكتوبر» في المعاهد العسكرية في العالم.. وكذلك البراعة التفاوضية التي شهد لها من رؤساء دول وخبراء عالميين مكنت مصر من إعادة كل شبر من أراضيها.

 

الكلمة الأخيرة

كانت الاحتفالات بنصر أكتوبر هذا العام مختلفة عن كل احتفالات الأعوام السابقة.. حيث أظهرت صلابة وتضحيات الشعب المصري بدون حدود. كما أظهرت من البطولات التي لم يكن يكشف عنها أثناء نظام الحكم الأسبق، الذي اختصر نصر أكتوبر في الضربة الجوية الأولي.

والأسوأ من ذلك ما حدث في احتفالات أكتوبر 2012 أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية حيث اكتفوا بدعوة كل من اشترك في التآمر والتدبير والقتل لزعيم الحرب والسلام «السادات».

وأيضا كان هناك إغفال كامل لجيش مصر العظيم المنتصر ولقياداته.. بالفعل احتفالات أكتوبر هذا العام كانت صادقة ومختلفة.. أعطت الحقوق لأصحابها.. وأعادت للبلاد روح النصر والزهو.. والذي سيكون دافعا قويا للتمثل بها في الحاضر والمستقبل للبناء والإنجاز حتي يكتمل لنا صرح مصر الحديثة العصرية.

حفظ الله مصر.