عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحتفل هذه الأيام بالذكرى الاثنين والأربعين لانتصار معركة أكتوبر المجيدة ضد العدو الصهيونى الغاشم الذى استطاع عام 1967 وفى غفلة ووكسة منا أن يحتل سيناء ومنطقة القناة التى تم تهجير سكانها إلى شتات هنا وهناك من أرض الوطن.. وكانت ما سميت بالنكسة وهى هزيمة ثقيلة وكارثة حقيقية على مصر وعلى نظامها الوطنى الذى كان يقوده جمال عبد الناصر، ورغم المرارة التى لحقت بحلوق الناس وقلوبهم فقد تماسك الشعب سريعًا وتحول الحزن الكبير لديه إلى أمل أكبر فى احتواء الهزيمة والعمل على استرداد الأرض وصون الكرامة التى أهدرت يوم 5 يونية 1967.

ولقد مشيت على قدمى ذهابا وعودة من منشية البكرى حيث كنت أسكن إلى شارع مجلس الأمة مثل الآلاف من الشباب والشعب فى ظلام فرضته الظروف لكى نقول لعبد الناصر.. لا.. لا تتنحى وتتركنا بل استمر وقاتل معنا حتى نسترد ما ضاع واستجاب ناصر وابتدأ لليوم التالى من الهزيمة المرة فى تجميع الشتات ونفخ الروح فى الجيش المنكسر.. ودخل معركة الاستنزاف لجيش العدو الغاشم وكبله خسائر كبيرة منها غرق المدمرة إيلات ثم كان ما كان ومات الزعيم فى 28 سبتمبر 1970 وبكت مصر على بطلها الكبير باعث الروح وبطل الانكسار كما بكت طيبة رمسيس فى العهد القديم.

ولقد وضع السادات نصب عينيه تحرير الأرض وإعادة الكرامة التى أهدرت. وعمل فى منتهى الحزم والإصرار ليوم يتحقق فيه ذلك.. وجمع حوله أكفأ القادة لهذا الغرض. ورغم ما لاقاه من بعض التيارات السياسية التى لا تريد الخير أبدًا لمصر.. فقد آمن بقوله تعالى «فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».. وكان صبورًا دءوبا شجاعًا لم يحبطه ما كان يحدث له شخصيًا.. ولحكوماته.. ولبلده مصر وقد هيأ الجو للمعركة بالتخلص من مراكز القوة وتسلطاتهم فى كل شىء وكان الإصرار والعزيمة هما جناحيه للوصول إلى هدفه.. مع التخطيط الدقيق والسرية التامة وعنصر المفاجأة الذى أذهل العالم فيما بعد عندما حدد الوقت بعد أن لفه بضوابط صارمة وحيل وتمويهات على مستوى مذهل.. وكانت اللحظة التى انتظرها الشعب المصرى الصابر الذى جند أبناءه من الشباب خاصة حاملى المؤهلات العليا لساعة الصفر وتحمل الأبناء العبء بشرف واقتدار لسنوات امتدت منذ النكسة فى 67 حتى العبور فى 73، وانطلقت أكثر من مائتى طائرة حربية فى يوم 6 أكتوبر عام 1973 فى الساعة الثانية إلا خمسًا ظهرًا لتدك معاقل المحتل فى أرض الفيروز.. وعلى شواطئ القناة. وهنا لابد لى أن أتوقف وأقول.. إن سلاح الطيران المصرى فى حرب 73، تحت قيادة اللواء أركان حرب محمد حسنى مبارك هو صانع الفرحة الأولى والتى واكبتها أفراح متعاقبة سريعة فى اليوم نفسه ولم يكن لسلاح المدفعية الشجاع الذى أسقط أكثر من مائة ألف قذيفة على المواقع الإسرائيلية ولا لمقاتلى الصاعقة والمشاة الذى عبروا القناة بالزوارق المطاطية ولا العدد الرهيب من المقاتلين الذين وصلوا إلى حوالى 33 ألف مقاتل قد عبروا القناة واجتاحوا خط بارليف الحصين بعد 3 ساعات فقط من الضربة الجوية المذهلة بل أنهم وصلوا عمق 7 كيلومترات فى أرض سيناء مع انتهاء عمليات اليوم الأول. أقول لم يكن لكل هؤلاء المقاتلين الشجعان بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة أن يحققوا كل هذه الانجازات غير المسبوقة لولا الضربة الأولى لسلاح الطيران المصرى التى أفقدت العدو الإسرائيلى توازنه كما قال السادات فى خطابه الشهير بعد توقف الحرب.