رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

   إلي حقيقة ما يملكه حزب الوفد في الشارع المصري، تشير الموجات الحاشدة، والحضور الجماهيري اللافت الذي تشهده المؤتمرات الشعبية التي يعقدها الوفد في مختلف أنحاء الوطن، علي امتداده شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً.

   والواقع أن اللقاءات الجماهيرية لحزب الوفد لا تأتي في سياق الفعاليات الانتخابية المعتادة، بل هي ركيزة أساسية في نهج الوفد بغرض التفعيل الدائم لتواصل الحزب كمؤسسة وطنية شاملة، لا يمكنها وضع سياساتها وبرامجها بعيداً عن صفوف الجماهير.

   والمتابع لحركة الوفد في الشارع المصري، يجد أن المؤتمرات الشعبية التي ينظمها كبار العائلات، ويحتشد فيها أبناء الوطن من كافة التيارات، ويُدعي إليها قيادات الوفد، ليست حكراً علي أعضاء الوفد، وليست كذلك لطرح ومناقشة برامج الحزب، بل هي مُلتقي لكافة أبناء الوطن تحت العباءة الوفدية يستعرضون قضايا الوطن، وهمومه الأساسية، قدر ما يتعرفون فيها علي رؤى وسياسات الحزب.

   وعلي هذا النهج، وضع حزب الوفد برنامجه الانتخابي، وفق المتطلبات الحياتية للمواطنين، وكما تمليها الظروف المحيطة بالوطن، وما يواجهه من تحديات ومخاطر، لا فرق في ذلك بين وفدى وغيره من المواطنين، طالما جمعت بينهم هموم محلها صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

   وعليه، فإن انتقال «بيت الأمة» إلي الناس حيث يعيشون، يؤكد التزام الوفد بتراثه الوطني، حفاظاً علي خطوط مسئوليته الوطنية تجاه الشعب الذي اتخذ من الوفد عقيدة وطنية راسخة، تجاوز بها مفهوم الحزب السياسي، بعد أن ضاقت حدود ومجالات «الحزب السياسي» عن استيعاب المحتوى الحضاري للمسيرة الوفدية الممتدة.

   وإذا كان تميز الحركة الوفدية في الشارع المصري، يجدد لدى البعض دوافع بغيضة لمزيد من الهجوم والتشهير والتشويه لحقيقة ما يمثله الحزب من مرتكز أساسي للثورة المصرية، فإن إدراكاً شعبياً متنامياً بات حكماً غالباً بين الوفد وفريق من أبناء الحياة الحزبية ممن يحاولون اعتراض طريق الوفد صوب تجسيد الإرادة الشعبية، دون وعي بخطورة ذلك الأمر علي مسيرة الحياة الحزبية خاصة، والسياسية عامة.

   وإزاء ذلك، لا يملك الوفد، بمسئوليته التاريخية، إلا المزيد من العطاء بغية تخطي تداعيات ما أفرزته منعطفات عملية التحول الديمقراطي من كيانات حزبية وليدة، لم تدرك بعد وعلي وجه اليقين حجم المسئوليات الوطنية الملقاة علي عاتق الوفد، والتي بها يزايد البعض، ويتاجر ويساوم، متجاهلاً أن الوفد لن يتهاون أمام ممارسات تمنح فرصاً متزايدة لنمو متتابع لغرس جديد من شأنه إعادة إنبات الحزب الوطني، علي ذات الأسس البالية سيئة السمعة، وإن كان برموز جديدة، ووجوه واردة للتو إلي الشارع السياسي، لا تجد سبيلاً إلي دوائر الضوء بعيداً عن الهجوم المتواصل علي الوفد، مركز الحركة الوطنية المصرية، وموضع راسخ لريادتها الإقليمية.

   لتكن الانتخابات البرلمانية المقبلة، مدخلاً لإعادة ترتيب مكونات الحياة الحزبية وفق أسس تتبني ما أفرزته عمليات التحول الديمقراطي الناجحة من توصيات، بموجبها تعلو المصالح الوطنية فوق كل اعتبار، وتغيب المنافع الحزبية الضيقة عن صدارة الأولويات الحزبية، لتخطو التجربة المصرية خطوات جادة باتجاه الطموحات الشعبية المتنامية، وعندئذ يدرك الجميع مغزى ومكمن ثنائية «الشعب.. والوفد»؛ إذ يلتف الشعب حول الوفد... عقيدة وطنية راسخة، بينما الشعب ... جوهر الوفد.