عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى بيتنا ذئب شرس خبيث – يأكل فرائسه من خيرة طيور البيت من البط والاوز والدجاج وينتقى منه حسب الظروف وكيفما يشاء ولا نقدر أن نوقفه ولا أن نقضى عليه.. هو كقدر مسلط على بيتنا العريق – أنه يسكن بيتنا منذ آلاف بل ملايين السنين.. أنه ذئب شرس جحود.. ولا يراعى الله فى البيت ولا فى أهل البيت الذين يكافح أغلبهم من أجل لقمة عيش طيبة شريفة.. لا يهم هذا الذئب أن يجوع أهل البيت أو أن يبيتون على الطوى.. مادام هو يجد فرائسه بطرقه الخبيثة الذى اكتسبها عبر سنوات عمر بيتنا التليد.. له أتباعه وربما أخوه. ومعاونون فى كل بقعة من بقاع بيتنا الكبير.. لا يحب أن يرحل لبيت آخر من البيوت المجاورة فقد آنس الخير فى بيتنا ويؤثره على كل البيوت المجاورة الأخرى خاصة فى هذه الأيام التى صارت فيها غالب البيوت المجاورة لبيتنا مصدر قلق وإزعاج وليس فيها ما يغرى الذئب العتيق وأولاده وأحفاده ومعاونوه من الارتحال عن بيتنا المبتلى به..

لقد حاولت أن أستقصى تاريخ سكن الذئب لبيتنا التليد فوجدت أن عمره عمر البيت وأنه نشأ معه وعاش طوال السنين والدهور آفة على البيت وسكانه يفترس زادهم ويسرق عيشهم فى بجاحة تارة وبخباثة تارة أخرى.. حاول بعض رجال البيت ممن تواتروا على سكناه أن يوقفوا الذئب عن نشاطه التخريبى فى البيت.. فلم يفلحوا إلا قليلا.. وحاول آخرون أكثر جرأة أن يقطعوا عليه عيشه تمامًا ويخلصوا البيت منه.. فكان مصيرهم أن ذهبوا هم وبقى الذئب وأولاده وأحفاده ومعاونوه فى كل مكان من بيتنا العريق الموغل فى القدم...

تأثر البيت وسكانه بما ينهبه الذئب من خيرات البيت دون وازع من دين أو ضمير أو خجل.. أو خوف.. وللذئب طرقه العديدة والمتجددة للافتراس والوصول إلى غاياته.. وحاول أهل البيت أن يتصدوا لطرقه وربما نجحوا فى بعضها.. ولكن يفاجئهم الذئب الخبيث بطرق أخرى جديده ومبتكره للوصول إلى هدفه فى افتراس الغنائم.. والغريب فى الأمر أن الذئب الشرس وأتباعه المنتشرون فى بقاع البيت الكبير لا يخافون ولا يهتمون بالقوانين والنظم الذى يشرعها أهل البيت لإيقافه.. بل إنهم يزدادون شراسة وخبثًا وخيانة كلما حاول أهل البيت إيقافهم أو التصدى لهم.. ويرون أن ما يقومون به من اغتصاب لطيبات البيت.. وهم لا يتصيدون إلا الطيب من الأشياء.. يرون ذلك حقًا لهم وحلالًا عليهم وعلى من يأتى مثلهم من بعدهم.

لقد حاولت جاهدًا أن أصل لحل لهذا اللغز الكبير المحير وتشتت أفكارى وجهودى وتساءلت. كيف نعيش وفى وسطنا الذئاب ينهبون ويهبشون خيرات البيت.. وتساءلت وأتساءل ألا من طريقة ما توقفهم عند حدهم وترحم البيت الذى اكتوى بنارهم منهم عبر سنين العمر؟؟.. ولكنى أجدنى بعد كل جهد كأنما أحرث فى الماء.. لا نفع من الجهد.. لا نفع من المحاولة.. الأمر وكأنه مكتوب على الجبين.. جبين البيت وساكنيه.. والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين كما يقولون..

أتدرون ما هو الذئب الذى ينغص علينا حياتنا فى بيتنا الكبير.. مصر..  أنه الفساد.. الفساد المستشرى الذى يأكل خيرات الوطن دون رادع من دين أو ضمير والذى عجزت كل الحكومات المتعاقبة على مدار عمر مصر من أن توقفه أو تقضى عليه... أنه يخرج لنا لسانه ويقول هامسًا بغلاسة.. أنا فيها وحاخفيها...

فهل من منقذ.. لكى يختفى هو.. لا نحن ؟!.. أجيبونى أثابكم الله..