رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

قرأت خبراً فى جريدة «الوفد» ـ صفحة الفنون ـ منذ أيام مفاده أن التليفزيون المصرى لم ينجح حتى نشر الخبر فى تجديد عقود عرضه للأفلام السينمائية التى جعلت من حرب أكتوبر المنتصرة موضوعاً لها!، وقد سعدت لهذا الخبر الذى حمل إيذاناً لنا بأن نستريح من ثبات مواعيد عرض هذه الأفلام كلما حلت ذكرى حرب أكتوبر!، فقد آن للناس أن تأمن شر هذا الثبات على مبدأ عرض أفلام لا أظن أنها كانت بكل المقاييس جديرة بأن تكون المؤرخة لحدث عظيم مثل حرب أكتوبر!، فى وقت كانت الناس أحوج ما تكون إلى سينما تؤرخ للحدث وتستعرضه باستفاضة فكرية، فنية تستحق المشاهدة وتكرار العرض، خاصة أننا ظللنا لسنوات طويلة لا تعرض لنا أى مادة فيلمية تسجيلية لأحداث حربنا المنتصرة!، بل ظلت الشاشات تعرض لنا لقطة ثابتة لا تركز على غير رفع العلم المصرى على ضفة القناة التى اقتحمتها قواتنا فى جسارة بعد أن مد سلاح المهندسين بالقوات المسلحة الجسور لعبور القوات والدبابات المصرية!، مما لا يشفى غليل المواطنين وهم يتطلعون الى وقائع المعارك ودك حصون العدو وخط بارليف الذى انهار!،

وأظن أن الأفلام  التى ظلت معتمدة للعرض على الناس كلما حلت الذكرى الخالدة قد صنعت  على عجلة!، حتى لا تتهم السينما المصرية بأنها قد أهملت هذا الحدث التاريخى العظيم!، ورغم اعتماد هذه الأفلام على بطولة نجوم كبار على شاشة السينما فإن هذه الأفلام كان أثرها يذهب بمجرد انتهاء الاحتفالات بالمناسبة!، التى جعل منها التليفزيون مناسبة ليس إلا، وكان بإمكان التليفزيون أن يلعب دوراً فى إنتاج أعمال فنية تليق بحربنا المنتصرة، ولكن الذين عكفوا على كتابة هذه الأفلام التى اكتفى التليفزيون بعرضها، كانوا يقولون لنا بالتكرار إن هذا هو المتاح والممكن، وأن صناع السينما ليس لديهم أفضل من ذلك!، وبهذا تنكر التليفزيون لدوره الأصيل، وأصبح يجود علينا فقط بما أمكنه الحصول عليه بعقود تعطى له الحق فى عرض الأفلام موسمياً!، وقد يثير خبر عدم نجاح التليفزيون فى الحصول على حق عرض هذه الأفلام السؤال الذى ظل يتردد طوال 42 سنة على حربنا المنتصرة الوحيدة عن عدم حضور السينما فى هذه الملحمة التى عالجها الغناء المصرى بأعمال كتب لها الخلود حتى الآن!، وقد تعلل أهل الصناعة فى ذلك بأن الحدث لابد أن تمر عليه المدد التى تتيح للمؤلفين والمخرجين اختمار الأفكار السينمائية الجديرة بهذا الحدث، وكنا نظن أن هذه التعلات صحيحة وصادقة، ولكن انتظارنا طال لهذا الاختمار الذى لم تبد له بادرة رغم مرور هذا الدهر من السنين، ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى 42 لحرب أكتوبر!، ولم يكن هناك ما يعزينا ويصرفنا عن الانتظار فى هذه الثوابت التليفزيونية التى درجنا على مشاهدتنا للأفلام المقررة فى هذه المناسبة سنوياً، وهى الأفلام التى لم يجد فيها الناس ما يشبعهم من الذى يتوقون الى مشاهدته من معالجات لكيفية انتصارنا فى هذه الحرب!، والحمد لله أننا نجونا حتى الآن من عرض هذه الأفلام لتستقر فى العلب عند الذين أنتجوها!، وحتى لو كنا لانعرف الأسباب التى حالت بين ظهورها هذا العام على شاشة التليفزيون، فقد عرفناها بأدق تفاصيلها وحفظناها عن ظهر قلب!.