عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

لا شك أن الصور التي نشرت للمهاجرين من أبناء شعب سوريا.. وما تعرضوا له من عذاب واهانات.. في محاولات للهجرة الى الدول الأوروبية، والتي أغلقت الحدود امامهم حتى لا يعبروا.. أثارت الشعور بالحزن والأسى عليهم.. خاصة عندما ظهرت صورة الطفل الملائكي «ايلان» الذي تقاذفته الأمواج.. وأوصلته الى أحد شواطئ تركيا، فاقداً للحياة.. وكان نذيرا صادما وفاضحاً لتخاذل الدول في استقبال السوريين اللاجئين اليها بعد أن غامروا بحياتهم للوصول اليها.. هروبا من أتون.. ما دبر لهم وما سلط عليهم من ارهاب اسود وترويع لا يحتمله البشر.

ولقد استقبلت الدول العربية بقدر استطاعتها اعدادا لا يستهان بها.. وفي مصر ما يزيد على «500 ألف» شقيق سوري.

ولكن ما يحدث للشعب السوري.. هو مسئولية دولية جماعية ومنظمة الأمم المتحدة بالمرتبة الأولى، فالأوضاع اكبر بكثير وأخطر من أن يقوم بها وتتحمل المسئولية دول بعينها أو دول جوار فقط.. فما بالك بأفراد!!

فنحن أمام دولة تهدم اركانها.. ويقتل ابناءها على أرضها.. ويفر البعض من جحيم.. ما يقع على أرضها بصورة مستمرة لم تتوقف منذ أربع سنوات.. وخاصة أنه قدر لوفاة ما يزيد على ألفي سوري غرقاً في البحر أثناء محاولتهم الوصول الى أوروبا منذ بدء النزاع في بلدهم في عام 2011.

والمفارقة التي يتوقف أمامها نشر صور للأوروبيين.. وهم مكتظون في داخل السفن وفوقها.. يحاولون الوصول الى دول شمال افريقيا خلال الحرب العالمية الثانية وبالفعل استقبلتهم الدول التي لجأوا اليها.

وكان التعليق على ذلك.. قبل أن يغلق الأوروبيون حدودهم امام المهاجرين السوريين: ليتفكروا.. ويعلموا «تلك الأيام نداولها بين الناس» صدق الله العظيم.

أما الجديد في الموضوع.. وأثار الانتباه.. ما صرح به الملياردير المصري نجيب ساويرس في أوائل شهر سبتمبر.. بأن عرض فكرة شراء جزيرة تكون تابعة لليونان أو ايطاليا.. للاجئين السوريين.. وصرح من خلال شبكة CNN بأنه سيبني ميناء صغيراً الى جانب مدارس ومستشفيات مؤقتة وسيدعم اللاجئين.. بتدبير وظائف لهم من خلال بناء مدينة على هذه الجزيرة.

وهذه الفكرة جاءت له بعد مشاهدة صورة الطفل «ايلان» الى جانب صور اللاجئين السوريين في المجر.

وبذكر العذاب والمعاناة.. قفز الى الذهن ما يلقاه اطفال الشوارع في مصر.. والأفضل أن نطلق عليهم «أبناء بلا مأوى».. فهم ضحية لظروف المجتمع.. ومشكلة بدأت وتفاقمت منذ ما يزيد على أربعة عقود بدون حل جذري.. ثروة بشرية أهملت. ومصيرها الضياع وتتحول بمرور الوقت شوكة نافذة في ظهر المجتمع، وبالوقت يفقدون انسانيتهم وهم يتعرضون في الشارع الى كل اشكال العنف والاستغلال المادي والجسدي ويستغلون من قبل شبكات اجرامية.

والأكثر من ذلك.. لا ننسى أنه تم استغلالهم سياسياً.. من قبل جماعة الاخوان الارهابية في احداث الفوضى والحرائق، ولعل حريق «المجمع العلمي» كان مثالاً يجسد خطورة استغلال اطفال بدون مأوي وتوجيههم الى التخريب والتدمير.

ولقد نجحت دول كانت تعاني من الظاهرة بصورة أشد مما لدينا مثل كمبوديا فتحت مطاعم لعمل الاطفال بحيث حولت الاطفال البؤساء الى قوة انتاجية اضافت لدولتهم. وفي نفس الوقت تحولوا الى مواطنين صالحين.

وقد لا يعلم الكثيرون أن محمد علي باشا واجه نفس المشكلة في بداية حكمه، وكانوا بأعداد كبيرة قدرت بـ 300 ألف من اطفال الشوارع جمعهم في معسكر.. بالقرب من الكلية الحربية في أسوان ولمدة ثلاث سنوات، وأحضر لهم أعظم المدربين الفرنسيين في شتى المهن والحرف اليدوية، فخرج لمصر اعظم وأمهر الصناع الذين بنوا معه مصر الحديثة.. وأرسل بعضهم لدول خارجية لتدريب أبنائهم على الحرف والمهن التي يحتاجون تعلمها!!

 

الكلمة الأخيرة:

أصبحت من أولى أولويات المسئوليات المهمة علي الدول والمجتمع ككل.. هي تأهيل أطفال بدون مأوى «أطفال الشوارع» بحيث تتحول شريحة الأطفال البائسة والضائعة.. الى قوة انتاجية مضافة.. خاصة في مرحلة الإعداد لبناء مصر الجديدة العصرية.

وليكن لنا في باعث نهضة مصر الحديثة «محمد علي باشا 1805» قدوة نتمثل بها، فإن ما قام منذ أكثر من مائتي عام.. يعتبر عالمياً.. من أنجح الحلول لهذه الظاهرة الى الآن!!

حفظ الله مصر