رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

سألوني كيف تدرك تفاصيل الأشياء إدراك المبصرين؟ كيف تري  بالليل مالا نراه بالنهار؟ من أين اتتك الحكمة في تبين الحق من الباطل؟ هل أنت ساحر؟ أم دجال؟ ربما تكون مجرد «متفلسف» مغرور! ربما تكون جباراً؟ شغلوا أنفسهم كثيرا بي أبسط كلماتي تبهرهم تذهلهم. أشعر بنظرات الدهشة في عيونهم فهل يستكثرون البصيرة علي من فقد البصر؟ إذا كان الظلام نصيبي من الدنيا فأنا «ماشي في نور الله» حفظت كتاب الله في قلبي منذ طفولتي،  اعتقد ان أمي قد أرتات في نور القرآن عوضا عن نور عيني.. كانت فلاحة ذكية مؤمنة بقضاء الله وقدره وارتضت بنصيبها من الدنيا إذ رزقها بطفل ولد مكفوفا. مثل والده وتبعه طفلة كلما كبرت راح عنها بصرها فكانت أما شمسا لنهارنا وقمرا يضيء ليالينا. أصرت أمى ن أتعلم تعليما أزهريا.. كانت تري فيَّ «طه حسين «كثيرا»، ما كان ينتابني شعور غريب بانها «فرحانه لانني أعمي» ذات مرة صارحتها بشعوري وكان ذلك بعد حصولي علي شهادتي العليا التي تمنتها. فسمعت صوت بكائها إذ قالت بصوت حزين: «لو أطول اخلع عيني كنت اديتهالك تشوف بيها» فمسحت دموعها وقلت لها»لم ار الدنيا ولو للحظة حتي اشتاق لرؤيتها ثانية فلم أبك علي ما لم أره؟! وما ادراني بأن ما فاتني كثير؟ وأنا أصلا لم ادركه. أنا سعيد بما انا عليه يا امي لم يفوتني من عالم المبصرين ما أندم عليه. علوم القرآن التي درستها بالأزهر الشريف دلتني علي الطريق قرأت ما تفتق عنه ذهن فلاسفة كل الأزمنة فوجدته جميعا يؤدي إلي نفس الطريق «طريق الله. اما طريق بني البشر فكان بساطا من الأسئلة اللامتناهية أحيانا كنت اعثر لها علي اجابات وكثيرا ما كان يقتلني الغموض. غريب أمر الناس لا يشغلهم أمر نفوسهم بقدر انشغالهم بما لا يعنيهم..

تلك كانت بعضاً من أفكار صديقنا «محمد» الذي فرغ من أداء فريضة الحج هذا العام وقد صرح لي قبل سفره بأنه قد عقد النية علي التصالح مع كل من سبق وحمل القلب بما يحزنه منهم. وكان قد صحب أمه في رحلة العمر رغم ظروف اعاقته ورغم كبر سن أمه إلا إنها كانت يسيرة ممتعة أعان الله العجوز علي أداء اشق الفرائض لكن الله تعالي اراد ان يكافئ الأم الصبورة كما كافأ الشاب المؤمن بقضاء الله والذي اتخذ من علمه زادا لمشوار الحياة. من يسمع محمد لاول مرة قد يخطئ في الحكم عليه. وقد توحي الثقة البالغة في حديثه بالغرور  لكن من يستمع له كثيرا يكتشف انه امام انسان نادر الوجود وما ثقته إلا انعكاسا لقراءات عديدة في كتب الفلسفة العربية والإسلامية والغربية أيضا. أفكار وفلسفات ورؤي محمد تأتي بمثابة مصباح منير من شاب يراه الكثيرون «لا يري» فيما هو يبصر بنور الله.