عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

قرأت تحقيقاً جيداً لزميلتنا الشابة نشوة الشربيني في الوفد الصادر أمس عنوانه: «بيزنس اليونيفورم.. يفسد فرحة العيد» بمناسبة الدراسة التي تبدأ في مدارسنا في نهاية الشهر الحالي، فيشير عنوان آخر للتحقيق  إلي أن ميزانيات الناس قد نفدت مبكراً بعد إرهاق الجيوب للأسر التي يتصادف التحاق أبنائها بالمدارس الخاصة!، وما أدراكم بالمدارس الخاصة وتوحشها في معاملة الأسر التي أصبح من همها الأساسي شراء ما تفرضه هذه المدارس علي تلامذتها من أزياء «اليونيفورم» التي تتشدد المدارس في ضرورة شراء الأسر لها من «محال مخصوصة» أو «ورش بعينها» ومن نسيج مخصوص يتحول بالتلاميذ إلي نجوم كرنفالات من الألوان من الرأس إلي القدم!، وزادت المدارس في مبالغاتها في هذا الصدد إلي حد انها تفرض أيضاً علي الأسر شراء ملابس رياضية «ترينج» من ألوان مخصوصة مستوردة من الصين وغيرها، فتصبح مناسبة دخول المدارس وبالاً من المصائب النازلة بالأسر!، ولنا أن نعرف أن بعضاً من هذه المدارس عبارة عن مبان فقط!، وليس لديها ملاعب أو أفنية تتسع لممارسة أي رياضة!، بل تكفي ممرات مؤدية بالتلاميذ إلي الفصول الدراسية تتسع لهم بالكاد!، لكن إلحاق ملابس رياضية علي «اليونيفورم» يرتفع بما تحققه المدارس من الأرباح التي تجنيها من بيع «اليونيفورم»، «المقدس» للتلاميذ، وفوقه ترينج الرياضة!

وعملية الابتزاز هذه التي تمارسها المدارس الخاصة كلما حل موسم بدء الدراسة نوع قديم من القرصنة التي تتعرض لها الأسر في إطار أشمل من القرصنة العامة التي تجعل المدارس الخاصة ترفع الرسوم الدراسية تحت مسميات شتي!، دون أن تفلح تعليمات وزارات التعليم المتعاقبة في كبح جماح أصحاب المدارس الخاصة الذين لا يشبعون بما يربحون ويتفننون في تنمية أرباحهم بادعاء أن ارتفاع الأسعار هو الدافع لهم لهذه «التنمية» الحرام!، وقد أصبح أمر الأزياء المدرسية وملحقاتها من ملابس الرياضة وأحذيتها ليس سراً علي أحد!، بل يعرف كل من يتعامل مع هذه المدارس أن هناك اتفاقات تتم مبكراً قبل بداية العام الدراسي بين المدارس والمحال وورش التفصيل علي انتاج أزياء محددة الألوان والخامات وبيعها جاهزة في المحال التي تحدد للأسر للشراء منها، أو الورش التي تأخذ مقاسات التلاميذ بعد دفع المطلوب أولاً وقبل كل شيء!، وللمدارس التي تبرم هذه الاتفاقات نسبة باهظة من أسعار هذه الملابس تحصلها المدارس متي فرغت المحلات والورش من بيع الملابس لتلاميذ المدرسة!، وقد كانت لي شخصياً تجربة في أوائل الثمانينات هي الوحيدة عند التحاق وحيدي بواحدة من مدارس اللغات!، وقد قررت وقتها أن أتولي بمعرفتي تفصيل الزي المطلوب والملابس الرياضية مما حددته المدرسة، وكانت المفاجأة أنني حصلت لوحيدي علي هذه الأشياء بنصف الثمن الذي كان محدداً طبقاً للاتفاقات الخفية التي تبرمها المدارس ومنها مدرسة ابني!، وكثيراً ما فكرت في الموضة التي اختلقتها المدارس بغية الربح ليس إلا لتنتشر بينها فكرة «اليونيفورم» وملحقاته!، فلم نكن نعرف في صغرنا وصبانا إلا زياً مدرسياً موحداً بين تلاميذ المدارس!، وكان هذا الزي عبارة عن الحذاء برباط و«مريلة» من «تيل نادية»- كما كانوا يسمونه- في الابتدائي، حتي إذا فارقنا هذه المرحلة إلي ما بعدها لم تكن المدارس تلزمنا بأي زي!، بل كان الزي حسب قدرة الطالب وأسرته!، فإذا قيل اليوم إن الزي المدرسي علامة دالة علي المدرسة، فأظن انه يكفي في ذلك أن يكون هناك «بادج» علي صدر الطالب أو الطالبة عليه شعار واسم المدرسة!