رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

أنا شيماء محمد رمضان. بنت مصرية «زى كل البنات» رغم إصابتى بشلل تيبسى بساقى اليمنى إلا أننى أتحرك بدون مساعدة أو جهاز تعويضى.. قالوا لى إن سبب إعاقتى خطأ فى التعامل معى طبياً بعد ولادتى مبكراً، ولم أشغل نفسى بتفاصيل قد تعوق بالفعل حركتى فى الحياة.. بل تعاملت مع إصابتى بشكل طبيعى وتعلمت إلى أن دخلت الجامعة والتحقت بكلية الزراعة جامعة القاهرة وتخرجت بتقدير جيد مرتفع من قسم الإنتاج النباتى، أحببت تخصصى جداً واكتشفت أن مجال الزراعة رائع وتمنيت لو منحونى الفرصة للعمل فى مجال دراستى التى اجتهدت فيها لكن للأسف عراقيل الدنيا تقف أمامى وتحول بينى وبين الشغل وتجربتى فى البحث عن عمل محبطة للغاية، لكننى أصر على أن أحصل على حقى حتى ولو على سبيل الـ5٪ التى نص عليهم القانون.. تقدمت بأوراقى إلى مركز البحوث الزراعية حيث يعمل زملاء لى كمهندسين مؤقتين لكن والدهم ووالدتهم يعملون هناك وقالوا لى إنهم فى المركز يطلبون مهندسين زراعيين مؤقتين فى قسم إنتاج التقاوى قابلت المسئول وبعد أن اطلّع على أوراقى رفض الطلب وقال لى صراحة الأولوية لأبناء العاملين ورفض أخذ طلبى وأعطانى رقم تليفون وقاللى ابقى اسألى بعدين ورغم إن معى شهادة تأهيل تؤكد أننى أستحق العمل إلا أن أكثر من مكان رفضى تشغيلى حتى إننى قدمت فى وظائف بالثانوية العامة ورفضت أيضاً، وتقدمت لطلب العمل فى مصلحة الميكانيكا وجهاز التنظيم والإدارة بعتولى جواب ليخبرونى إن ما فى شغل وطلبوا منى متابعة إعلانات الجرائد وفى وزارة الزراعة قالوا لى مافيش تعيينات.. كنت فى كل مرة اسأل نفسى ومازلت أتساءل أين حقوقنا؟ لقد فعلت كل ما فى وسعى وأسمع كثيراً عن حقوق المعاقين وعلمت أنهم سيعطوننا فدادين فى مشروع المليون فدان.. أريد أن أعمل فى مجالى.. لا أحب أن أعتمد على أحد فأنا أستحق فرصة حقيقية.. لكونى تعلمت ولدى الحماس والطموح والرغبة فى العطاء والعمل.. فهل يتحقق حلمى وأحصل على حقى؟

هذه الرسالة كتبتها شيماء بدموع حقيقية ليس فيها شبهة ادعاء وقد قمت بنشرها فى الصفحة عدد 11 أغسطس عام 2014 من خلال تحقيق بعنوان بدموعهم يسطرون حكايات البحث عن وظيفة «نار البطالة تلتهم احلام المعاقين» وذلك ضمن قصص أخرى حكاها أصحابها من الشباب والفتيات من ذوى الإعاقة الذين يريدون فرصة عمل من أجل الحياة واليوم أعيد نشر قصة شيماء مع وظيفة فى وزارة الزراعة لم تحصل عليها حتى كتابة هذه السطور، انشرها بمناسبة افتضاح أمر مافيا الفساد فى وزارة «إطعام الناس وتأمين طرح الأرض فيضان الخير منذ فجر التاريخ. الزراعة سر حياة المصريين ونبع حضارتهم» انشرها لأن مستندات الفساد كانت تتطاير على الشاشة فى برنامج شهير على إحدى القنوات الفضائية أحدها أشار لقيام أحد كبار الموظفين بالمركز بتعيين أكثر من عشرة أشخاص من أقاربه فى مركز البحوث الزراعية الذى لم يتسع لفتاة تحدت إعاقتها وحصلت على بكالوريوس الزراعة التى تعشقها وكل حلمها أن تعمل فيما تعلمت.لم يشفع لها اجتهادها ولا طموحها ولا حتى حقها كفتاه ذات إعاقة.

والآن وبعد أن كشف الله الفاسدين هل ستحصل شيماء على وظيفة؟؟