رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصص وأقاويل وأشاعات لا تعد ولا تنتهي عن القضاة ورواتبهم الخرافية وحوافزهم وبدل علاجهم ومكافأتهم في الأعياد والمناسبات وكأنهم أصبحوا فجأة من أصحاب الملايين ونحن لا نعرف! وفجأة نجد الصحف ووسائل الأعلام تتغني بغنوة العدالة الأجتماعية ومواقع التواصل الأجتماعي بأكملها تتحسر وتتشحتف على حظها "الهباب" وكأن الفرصة الذهبية قد ضاعت منهم فهم للأسف لم ينتموا إلي تلك الطبقة التى أصبحت فى مكانة أرقي وأعلى منهم طبقة لا تمس ولا تحاسب!

لا أعرف حقاً من مصلحة من زرع هذا الكم من الحقد والغل تجاه أبناء الوطن الواحد وكأن القضاة أصبحوا كائنات مستوردة من الخارج تتعدى على حقوق الشعب المصرى وتشاركه في لقمة عيشه! ولا أعرف أيضاً من أين تأتي الجرأة لهؤلاء الأعلاميين الذين يتقاضون أجوراً بالملايين أن يتحدثوا عن إنعدام العدالة الأجتماعية وتفاوت الطبقات والفقر والتهميش الذى يتسبب فيه تمييز القضاة –اذا كان هناك تمييز من الأساس- فتتوالى فجأة الكلمات التى تقشعر لها الأبدان ليسمعها المواطن "ويكره عيشته وبلده واللي فيها" وكأن غنوة الوطنية والفقراء أصبحت "سبوبة" لذوى المصالح والأهواء! فلم نسمع يوماً عنك يا عزيزى الأعلامى وأنت تتنازل عن نصف راتبك لصالح الأعمال الخيرية أو لعلاج المرضي والمحتاجين٬ نصف راتبك الذى يكفي للأنفاق على قرية وليس أسرة واحدة! الا ان حينها من المؤكد سنجد من يتفلسف ليقول أن هذا الأعلامى ليس موظف حكومى ولا يتقاضي راتب من الدولة حتي نقارنه بالقاضي! وكأن العدالة الأجتماعية هي مسئولية دولة أولاً وأخيراً وليس مسئولية مجتمع كامل يسعي لتضييق الفوارق في المستوى المعيشى بين جميع طبقات المجتمع المصرى وكأن الله عز وجل قد فرق في فرض الزكاة "لناس اه وناس لأ" وليس على كل مقتدر! كذلك لم نسمع عنك يا سيدى وانت تثور على ذلك الفشل المؤسسي في الدولة وموظفيها الكسالي والذين يكلفوا الدولة المليارات بدون أى عائد أو فائدة ولا عن مليارات غسيل الأموال ولا عن مافيا الأراضي بل وبالعكس يرحب بهم علي الشاشات ليتحدثوا عن خدماتهم المقدمة للشعب المصرى قبل الانتخابات ولا عن مسلسلات التلفيزيونية التي تتكلف بالمليارات بين الأجور وتكلفة الأنتاج بل تمجد فيها وتستضيف أبطالها فتلك المسلسلات تصور الواقع الأليم! الواقع الذي سيتغير من المؤكد اذا أنفق عليه ربع ما ينفق علي تصويره!

أنواع الظلم وأشكاله كثيرة ولا حصر لها في وطننا هذا الا انني لا أظن أن راتب القاضي المصرى هو أحداها ولا أعتقد أيضاً انه عدو حتي تشن عليه هجمات عدائية بدون سابق إنذار أو مبرر! فالقاضي الذى تهاجمه هو مواطن مثله مثلك درس يوماً بجوارك في تلك الجامعة الحكومية وتخرج منها مثلك ليعمل في وظيفة قدر الله له أن يعمل بها ويعانى من مشكلات الحياة اليومية والأجتماعية مثلك ويحب وطنه ويتحمل كل ما به من سلبيات مثلك بل هو ببساطة ذلك المواطن الذي من المفترض أن يدافع عن حقك إن ظلمت يوماً وجار عليك الزمن! واذا أردت أن تبحث يوماً عن من يسرق وطنك وثرواته وأمواله ويفتح بها حسابات بنكية في سويسرا فبالتأكيد لن تجدهم قضاة بلدك لأنهم ببساطة من سيشاركوك فى تنفيذ تلك المهمة!

إتحدوا ففي الإتحاد قوة.

[email protected]