عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشعلو الحرائق ومفككو الأوطان يعملون بهمة شيطانية في الوطن العربي، ووسط الحريق العظيم هزت صورة طفل الرمال الميت غرقا وهو ساجد يشكو الله ظلم الجميع له ، هزت الصورة ضميرا عالميا حسبنا أنه مات ، وتعجبت ميركل متسائلة لماذا لم يذهبوا لمكة ؟ وهي اقرب لهم ، وللسؤال آلاف الإجابات المؤلمة ،أبسطها أن أبواب العالم موصدة .!

الرحمة ظهرت من المجتمع الغربي ، ورغم ذلك تساءل البعض متخابثا لماذا الآن فقط التفتوا لكارثة الشعب السوري ؟ والحقيقة أن السؤال يجب أن يكون ماذا قدمت أنت للشعب السوري المذبوح حتى تسأل هذا السؤال ، بالنسبة لألمانيا هي قضية إنسانية كما أن احتياجاتها للعمالة كبيرة ،مع نقص مطرد في المواليد ،وفي ألمانيا 80 مليوناً النسبة الأكبر منهم من المسنين ، وتشير التقديرات إلى أن تعداد ألمانيا بعد خمس سنوات سيكون 67 مليوناً فقط ! ولكن ليس هذا وحده السبب ، فالنمسا وفرنسا أعلنتا عن تحملهما  للمسئولية الإنسانية تجاه اللاجئين،  بينما أعلنتا دول أخري أنها ستستقبل المهاجرين المسيحيين فقط حتى  تتجنب خطر الإرهاب .! ودول رفضت أصلا استقبال المهاجرين الفارين من جحيم داعش .! نظرية المؤامرة تؤصل لفكرة تفريغ سوريا من المواطنين .!

بشار أصبح يسيطر علي خمس سوريا فقط ، وهذه كارثة مخيفة وتهدد الأمن القومي المصري مباشرة ، فالمؤامرة لا تستهدف سوريا وحدها ، ولكنها تتطلع لمصر بعد توريط السعودية في حرب عبثية مع الصخور والجبال والحوثيين بداخلها .!المؤامرة تتمثل في إنعاش سوق السلاح العالمي وبخاصة الأمريكي وسرقة ثروات المنطقة من آثار وبترول وحقول غاز جديدة وكبيرة بدأت في التفجر أمام سواحل غزة وسوريا ولبنان ومصر ، وهذه الكشوف الجديدة ستغير خريطة ثروات المنطقة وتنقلها من دول النفط إلي دول الغاز الطبيعي الغنية ، فكان لابد من التنسيق مع حماس في توزيع هذه الحصة من الغاز ضمن شروط إسرائيلية أمريكية سياسية وهدنة تستمر ل 10 سنوات ، ولابد من حصار سوريا  ولبنان وتمزيقهما حتى لا تستفيدا من الثروات القادمة وتضطرا إلي توقيع عقود إذعان مجحفة بسبب اضطراب ظروفهما السياسية  ، وتبقي مصر عصية عليهم  بسبب قرارات الرئيس السيسي بعدم التورط في أي تدخل بري ضد داعش  في حرب قوات التحالف ، ورفضه أي تورط بري في حرب السعودية ضد اليمن ، مما أدي إلي الحفاظ علي تماسك مصر وبنية القوات المسلحة باعتبارها الجيش العربي الوحيد الباقي والناجي من دوائر المؤامرات والحريق المشتعل حولنا في كل مكان ، مع حرب مصر ضد الإرهابيين في سيناء وعلي الحدود الليبية ومراقبة حدودنا مع السودان ، أغلقنا علي مشعلى الحرائق كل الثغرات إلا ثغرات الداخل التي لا نوليها نفس الاهتمام  وتتمثل في الإبقاء علي الأحزاب الدينية التي ستكون بمثابة قنبلة قد تفجر البرلمان وعملية التحول الديمقراطي كله ، والثغرة الثانية الأخطر هي الإبقاء علي عناصر الإخوان بخلاياهم المنتبهة والنائمة في مفاصل مؤسسات الدولة وهم  يعملون كالسوس أو النمل الأبيض الذي لا يري بسهولة ، ثم ينقلون المعلومات ويقومون بتعطيل القرارات وإشاعة الكآبة والإحباط ،وأحيانا إصدار القرارات العكسية ويعملون بهذا النخر علي إسقاط مؤسسات الدولة  أو السيطرة عليها ، في النهاية حتي وإن كانت أوروبا مستفيدة من خراب المنطقة ولكن سيذكر التاريخ أنها الوحيدة التي كفكفت دما ودمعا عربيا مهدرا  منذ عقود.

[email protected]