رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأي الوفد

 

 

أبياً عصياً، يبقي الوفد، وقد جاوز مفهوم الحزب السياسي إلي كونه عقيدة وطنية راسخة، ليس إلا هو في بلاغة الدلالة علي عمق التجربة المصرية، وأصالة محتواها القيمي. 

من هنا، قطعاً ليس إلا بالوفد تدرك الدولة المصرية معالم طريقها الصعب إلي تحقيق الطموحات الثورية المشروعة، سيراً علي هدى من التجارب الناجحة التي حققت بها الكثير من المجتمعات نهضتها تحت راية قوى سياسية وطنية امتلكت من الرؤى الوطنية ما حاز توافقاً اجتمعت حوله كافة الجهود الوطنية.

فواقع الأمر أن التباساً جرى داخل أروقة حياتنا السياسية، علي أثره تاهت من الخطوة الوطنية حقائق شتى، في غيابها لا يمكن بلوغ التنمية السياسية المرجوة، باعتبار الأخيرة أحد المكونات الرئيسة لمفهوم التنمية الشاملة، إلي جانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية، المنوط بها النهوض بالمجتمع إلي مصاف المجتمعات التقدمة.

فسعياً صادقاً ومسئولاً نحو توافق وطني لكافة القوى المدنية، ما كان له أن يفرز ما تشهده الساحة السياسية من صراعات كان لها أبلغ الضرر علي كثير من المفاهيم الدالة علي وضعية الديمقراطية في المجتمع، قيمة إنسانية سامية ليس إلا هي صيغة معاصرة استقرت في وجدان الإنسانية عبر منعطفات شاقة من تاريخها الطويل.

ذلك أن منعاً للدولة الدينية من الانقضاض مرة أخرى علي الثورة المصرية، ما كان له أن يتيح عودة رموز الفساد الذي فجر ثورة يناير المجيدة. ففي فاشية الدولة الدينية وجه مغاير، لا أكثر، لفساد نظام مبارك، وإن اختلفت الوجوه، وتغيرت الأطر، وتبدلت الأهداف.

وحجباً لنظام مبارك لا يصح إدراكه بموجب إعلاء شأن قيمه ومبادئه الرديئة؛ إذ لا يمكن البناء بموجب أدواته وآلياته التي أحكم بها قبضته علي الدولة المصرية علي مدى عدة عقود، شاخت فيها الدولة؛ فعجزت عن الوفاء بمسئولياتها، بينما الأحلام الشعبية تتقزم يوماً بعد يوم، إلا أن اعتلى الصراع من أجل البقاء علي قيد الحياة، قمة طموحات الكثير من أبناء الشعب.

وعليه، فليس بالمال السياسي نشترى حياة سياسية تتبني صحيح قيم الديمقراطية. وينهار كل منطق سياسي أمام سعى البعض إلي تحقيق أهداف الثورة علي أيدي رموز الفساد الذي نهضت الثورة في مواجهتهم!.

وفي الامتداد.. فإن حياة سياسية واعدة واعية بمسئولياتها الوطنية، تتبني دعم وتعميق تعددية سياسية حقيقية، لا ينبغي أن نتوقعها إذا ما تراخي الوفد عن الدور الطبيعي الذي أشارت إليه دروس التاريخ المقارن، حيث إلي التحول الديمقراطي تقود القوة السياسية الأكبر.

الوفد إذن لا يملك تراجعاً عن مسئولياته، يخفف به من وطأة ما يتعرض له من هجمات؛ ذلك أن الأمر يتعلق، في جوهره، بمسئولية تاريخية، تفرض علي الجميع إعادة النظر في ترتيب الأولويات علي أسس وطنية، ومعايير جادة، مدافعاً عنها سيبقي الوفد أبياً عصياً. 

«الوفد»