رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسند إلي أول بطولة مسرحية في حياتي فور تخرجي في المعهد العالي للفنون المسرحية، كانت مسرحية محاكمة الكاهن عام 1993، أدرك مبكرا خطورة صعود تيار الإسلام السياسي والأفكار التكفيرية، فأختار قصة بهاء طاهر عن  صراع كهنة أمون مع كاهن آتون الذي رفض أن يبدل ديانته وفق المصالح ومع تغيير السلطة فكانت رقبته الثمن, وتعري القصة  كيف يستغل الكهنة الدين ليحكموا البلاد! مسرح القصة د. محسن مصيلحي الذي راح ضحية حريق مسرح بني سويف زمن حظيرة فاروق حسني وحكم حسني!

كان يتعامل معنا ونحن خليط من خريجي المسرح والهواة وكأننا زملاء مهنة متساوون معه في النجومية! كنا نشعر بالزهو وبأننا نلامس السحاب، كان يهوي التصوير الفوتوغرافي وحببني في هذه الهواية فصرت مغرما بها واشتركت في بعض مسابقاتها لاحقا وكان يصورنا ثم يقوم بتحميض وطبع الصور ثم يهديها لنا أثناء البروفات، كنا نتحدث معه في كل شيء، وكان يسعده كثيرا مشاهدة بعضنا وقد ارتبط عاطفيا، وكأن هذا انتصار له هو شخصيا. تعرفت علي زوجتي من خلال البروفات، وتزوجنا وقررنا أن نسمي ابننا (نور). وكان هناك موعد مؤجل لألتقي به مع أسرتي ولكن.. لم يعرف حتي إنني سميت أبني علي أسمه، حبا في شخصه وتواضعه وبساطته الحقيقية.

كانت فترات الاستراحة من البروفات التي استمرت قرابة الـ3 أشهر نقضيها في نقاشات فكرية وثقافية وسياسية لا تقل متعة عن متعة البروفات، كان حزينا لتلك الحملة الشرسة التي استهدفته من زبانية حكم مبارك عقب تقديمه لفيلم (ناجي العلي)  الذي شارك في إنتاجه، ظل غير مصدق لشراسة الحملة ولم يفهم من وراءها بالضبط!

كان يدفع عنا كثيرا ثمن المشروبات وبعض المأكولات، سألته بلهفة هل كان يتوقع أن ينجح زملاؤه في المعهد؟ وهل كان هناك مواهب عظيمة لم تستطع النجاح! أجابني بأنه لم يكن يتوقع نجاح كثير من زملائه! بل هم أنفسهم بعضهم لم يتوقع أن يصبح نجما! هو نفسه يؤكد أنه لم يكن يتوقع أن يحقق كل ما حققه، وأكد لي أن هناك مواهب كثيرة كانت تستحق النجومية ولم تحقق إلا القليل، سألته مثل من؟ قال لي مثلا الفنان الكبير خالد الذهبي، هذا ممثل رائع يمتلك إمكانات عظيمة! سألته لماذا لم يحقق ما يستحق في تقديرك؟ قال لي لم يكن محاربا، واستطاعوا أن يكسروه! ولكن مثل لي ذلك رعبا من الوسط الفني كله، وربما دفعني فيما بعد للإبقاء علي عملي الإعلامي، ثم انسحابي التدريجي من مواصلة الرحلة الفنية.

حدث بعدها بسنوات قليلة أن اتصل بي زميلي المخرج إبراهيم السيد بقناة النيل للدراما ليخبرني أن نور الشريف كان ضيفا في برنامجه وتحدث عني وعن بطولتي لمسرحيته محاكمة الكاهن، وقال للمذيع إن طارق ممثل ممتاز وموهوب وأطالبه بألا يبتعد عن الفن لصالح الإعلام.

كان يري أن الفنان أحمد زكي قد طور فن التمثيل، وقال هذا في حياة الفنان، مدهش أن يتحدث عن زميل منافس له بكل هذا التقدير, رحم الله الفنان الكبير نور الشريف.

 

 

‏tar[email protected]