رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

ليس هناك شخص معاق.. هناك أسباب تحول بينه وبين ما يود الوصول اليه «تعيقه» عن تحقيق هدفه.. حتي ولو كان هذا الهدف مجرد عبور الشارع!

هذه الرسالة دائما ما يؤكدها ذوو الاحتياجات الخاصة في صراعهم اليومي مع كل ما يقابلهم في البيت، في الطريق، في المواصلات.. المصالح والمؤسسات، فكوني قد فقدت ساقي أو بصري أو سمعي أو بعض من قدراتي العقلية لا يعطيك الحق أن تمنعني حق الوصول!

وفي العام الماضي اجتمع أكثر من ألف خبير من جميع أنحاء العالم قاموا بتقييم واقع تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين من ناحية السياسات والممارسات المتعلقة بما يسمي بـ«إمكانية الوصول» وأطلق علي التقرير Zero Project، حيث جاء بالاتفاقية أن هناك قلقا بسبب استمرار مواجهة الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم حواجز تعترض مشاركتهم كأعضاء في المجتمع علي قدم المساواة مع الآخرين، لذا نجد أن المادة 9 في الاتفاقية قد تم تخصيصها بالكامل لهذه القضية وذلك لتمكين ذوي الإعاقة من العيش باستقلالية والمشاركة بشكل كامل في جميع جوانب الحياة وتحدثت الاتفاقية عن المباني والطرق ووسائل النقل وكامل المرافق حتي داخل البيوت وخارجها بما فيها المدارس والمساكن وأماكن العمل، وبات علي الدول الموقعة علي الاتفاقية أن تضع معايير ومبادئ لتهيئة إمكانية الوصول الي المرافق والخدمات التي يتمتع بها الجميع.

والوصول هنا يشمل دلالة اللفظ بمعناه المباشر كبلوغ مكان ما.. أو بمعناه الأوسع الذي يشمل أهدافا لا حصر لها تمتد لكل وسائل الاتصال التكنولوجي.. حتي إن المعني يشمل أيضا حق الوصول لقضاء الحاجة, فهناك أشخاص من ذوي الإعاقات يواجهون أزمة حقيقية حتي في استخدام «المراحيض» التي تجاهل مصمموها إتاحة مساحة أكبر ومساند يستند عليها من يستخدم كرسيا متحركا لتقيه من السقوط.

قضية الإتاحة تحتاج الي ضمير وأحاسيس تجاه إنسان مثلي ومثلك قد يستطيع أن يبوح بمعاناته. وقد يعجز عن ذلك أو يخجل أو بما ييأس من امكانية حل مشكلته مع الدنيا كلها.

هناك من لا يستطيع الكلام مثلك فيظل يصرخ لتفهمه فقط لأنك لم تكلف نفسك عناء تعلم طريقته في الوصول اليك «الإشارة».. هناك من لا يري بعينيه لكنه يستعين بعصا «بيضاء» لم تكف شر التعثر في شوارع قست قلوبها بـ«الحفر والحجارة».

بيننا إنسان لا يستطيع المشي علي قدميه فيتحرك علي كرسي مزود بعجلات أو عكازين، يقف أمام السلم أو الرصيف غير مهيأ لاستقباله!!

قضية ذوي الإعاقة مع «غياب الإتاحة» جديرة بالتناول الدقيق والمفصل.

 

وللحديث بقية