رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

مجرد مصادفة بحتة أن يأتي نجاح المطرب الكبير هاني شاكر في الفوز بمنصب نقيب الموسيقيين متزامناً مع تولي رئاسة إذاعة الأغاني للإذاعية المعروفة سونيا محمود، فإذا كان هاني شاكر قد أعلن في دعايته لحملته الانتخابية ـ وبعد فوزه ـ عن التزامه المشدد بأن يعيد للنقابة دورها الذي يفترض أن تنهض به وهو عودة الغناء الجاد والهادف إلي الجمهور المستمع الذي تتوق آذانه إلي العودة بنا إلي الفن الجميل الذي افتقدناه طويلا جراء ما جري لنا من تدهور الذوق الفني لطول ما اعتدناه خلال سنوات من شبه الفن وأشباه الفنانين والفنانات!، فكان أن تصادفت هذه التصريحات للنقيب مع تصريحات للرئيسة الجديدة لإذاعة الأغاني عبرت فيها عن إصرارها علي أن تقدم إذاعتها كل ما يعود بالآذان المصرية إلي عهد الغناء المحترم، وأنه لن يسمح لكل من «هب ودب» أن يغني ـ أو يزعق في الحقيقة ـ بما يتوهمه من أنه غناء وما هو بذلك، مستخدماً في ذلك ميكروفون إذاعة الأغاني وذيوع بثها بين الجمهور المستمع، وقد أضافت رئيسة الإذاعة الغنائية إلي أنها ستطارد ـ أو تطرد لا فرق ـ أعياء الغناء والموسيقي بعيداً عن الإذاعة التي تولتها لتحافظ لمستمعيها علي سابق المستوي الذي ارتقي إليه بفن الغناء الأصيل، للشوامخ والكبار من الرواد المغنيين والموسيقيين ومؤلفي الأغاني، ووعدت الرئيسة بأن إذاعة الأغاني لن تتبني مع الرواد والشوامخ غير من أسهموا بعدهم في فن الغناء والتلحين والتأليف لتعيش أغانيهم من خلال استمرارهم لسنوات طويلة في هذا الفن، ونبهت الرئيسة إلي أنها سوف تعكف علي إصلاح ما تلف من تسجيلات الفنانة الكبيرة فيروز حتي يمكن تقديم كل ما تزخر به إذاعة مصر من أغاني جارة القمر ـ فيروز ـ.

ولما كنت قد تابعت ما نشر من شهور عن عودة تشكيل لجنة قديمة عرفتها الإذاعة قبل ظهور التليفزيون في مصر وأقصد «لجنة الموسيقي والغناء» التي مارست واجباتها في حماية الآذان المصرية والعربية من أدعياء الموهبة وضعافها، فإنني قد استبشرت خيراً بهذه العناصر مجتمعة: النقيب هاني شاكر، والرئيسة الجديدة لإذاعة الأغاني ثم ثالثاً لجنة الموسيقي والغناء التي أرجو أن يكون تشكيلها الجديد خير مانع يصد من تولوا إيذاء أسماعنا لسنوات سابقة ماضية. ولكنني لم أطلق لاستبشاري العنان بوجود هذه التركيبة الثلاثية، ويعود هذا عندي إلي الأسباب التي أعرفها جيداً وقد أدت إلي هذا الأذي الذي يخرق أسماعنا بكل ما هو فج وردئ!، وقد أصبح وسط الغناء والتأليف الغنائي والتلحين غير مستعد لقبول مجرد وجود قامة غنائية كبيرة مثل نجاة الصغيرة التي آثرت النأي بنفسها عن التعايش مع هذا التلوث الغنائي الفج لتوقف نشاطها الغنائي!، وقد حمدوا الله كثيراً ـ فيما يبدو ـ القوم الذين ينصبون سيرك الغناء المؤذي!، ثم أعرج علي شراسة نفوذ الشركات والتكتلات التي تحكم وتتحكم في سوق الغناء المصري والعربي، فتصر علي عدم بقاء ـ أو ظهور ـ بوادر عودة الغناء والتأليف المحترم!، بل أصبحت هذه الشركات وتكتلات «الكاسيت» تفرض سطوتها بارتباطات وتربيطات هيمنت علي الإذاعات والشاشات الغنائية!، ولتصبح الحفلات الغنائية مرتبطة بالاحتكارات التي استحوذت عليها هذه التكتلات!، ولتصبح الإذاعات والشاشات الغنائية مجرد أبواق دعائية لهلافيت الغناء والتأليف والتلحين ممن تتعهدهم وتتولي «تفريخهم» بحيث تصبح هذه العناصر هي المسيطرة علي الأسماع والأبصار!، وأتوقف هنا لأسأل.. هل يمكن للتركيبة الثلاثية صد كل هذا البلاء؟!