رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

 

 

من الصعب أن تحظى هذه الأيام «بحالة رضا» لكن من الجائز أن تراجع نفسك أمام بعض التجارب الإنسانية من حولك فترى إلى أى حد يمكنك أن تعيش متوافقاً مع ما يصيبك من ابتلاءات ومحن.. قد تتصور أنك شخص تعس.. سيئ الحظ.. وتغلب المساحات القاتمة على تجاربك وخبراتك فى الدنيا أياً كان عمرك. فقد أصبح من النادر جداً أن تسمع غيرك يعدد أسباباً للسعادة أو على الأقل التفاؤل بما قد ينال منها. فيما تكثر الشكاوى. وتصبح من لوازم أى حديث يجمع بين اثنين أو أكثر. الأكثر من ذلك أن أحداً لم يعد يطيق سماع أحد فما أن تبدأ شكواك حتى ينافسك المستمع فى سرد ما هو أقوى منها فيبدو أشد بؤساً وأولى بها منك فيحدث أمر من ثلاثة إما أن ينجح شريكك فى الاستحواذ على اهتمامك وتعاطفك وربما توحدك مع همه وبالتالى تنسى همومك ولو بشكل مؤقت. وإما أن تدخل معه فيما يشبه «معركة كلامية» تتحدثان فيها دون أن ينصت أحد كما للآخر فيصبح الأمر مجرد «تفريغ كرب ثنائى» أما الاحتمال الثالث الذى لا يفوز به إلا ذو حظ عظيم هو أن تتضآل دواعى احزانك أمام عينيك، تنكمش تدريجيا أمام اوجاع غيرك إلى أن تختفى ومع تكرار مشاهداتك وسماعك لـ«بلاوى» الناس سيأتى يوم تهون عليك «بلوتك» لتحظى بحالة رضا عن حالك مهما كان. وهذا بالضبط ما يمكن أن يصلك عندما تتعرف على تلك الشابة الجميلة «رضا» وهذا هو اسمها ووصفها. إذ طارت أحلام الفتاة إلى سماء المجهول فجأة اختفى كل ما كان سيكون لو لم تتعرض لحادث بشع راحت ضحيته أعز صديقاتها التى كانت تقود سيارتها فى طريقهما للاحتفال بعيد ميلاد زميلتهما فى العمل بإحدى الشركات الشهيرة وفضلاً عن صدمة أن تشاهد «عشرة عمرك يلفظ أنفاسه الأخيرة فيما أنت تصارع موتاً يتربص بك وسط حطام سيارة اختلطت محتوياتها بلحمك ودمك» عاشت الفتاة بعد أن خرجت من دوامة أربع سنوات من الجراحات المتعددة بنصف جسد لكن المدهش أنها خرجت بكامل روحها لم ينتزع منها شىء ربما كانت تلك هى الرحمة التى تصاحب قضاء الله.

«رضا» كانت على وشك السفر إلى إحدى الدول الأوروبية لتتولى مسئولية كبرى فى فرع شركتها هناك وكانت قد أعدت أوراقها للحصول على درجة الدكتوراه من الجامعة بنفس البلد لأن طموحها لم يعرف يوماً حدوداً.

«رضا» كانت قد أقنعت خطيبها بالسفر معها لتحسين وضعه الوظيفى بنفس الشركة وكانا قد اشتريا معاً فستان زفافها من أرقى المحال بمصر الجديدة واتفقا على موعد الحفل بأحد الفنادق الكبرى على نيل القاهرة. «رضا» الآن ليست على ما يرام. استبدلت مشاوير الإعداد للسفر والزواج والدكتوراه بمواعيد شديدة الكآبة مع جلسات العلاج الطبيعى التى أخبرها الأطباء انها لن تصلح شيئاً مما تلف أما الأسوأ من ذلك تلك التشوهات التى غزت ملامح وجهها والتى لم تفلح عمليات التجميل فى مداراتها. حياة غير حياتها فاجأتها، كأنها لم تكن أبداً هى. لكنها ورغم كل ذلك راضية.

والآن... جرب أن تنصت إلى هموم الناس.. جرب أن تفكر بصدق فى أحوال غيرك ربما تفوز بـ«حالة رضا».