رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

كارثة ومصيبة سودة أن يقع المواطن البسيط بين شقي الرحى وهو يواجه حالات انكساراته وإحباطاته الإنسانية والاختبارات القدرية عاجزاً.. بين من يخدعونه بجهل وغباوات موروثات مجهولة وفتاوى وافتكاسات الفهلوة والعلم بالغيبيات والدعم الوهمي بالفهم المغلوط لآيات وثوابت الأديان، وعلى الطرف الآخر من يدعون أنهم في حرب مستمرة مع الطرف الأول ذهاباً إلى إعمال العقل وتطبيق آليات العلم ونظرياته فإذا البعض منهم يبالغ في التزيد الغريب والسلبي في رصد واقع ضحايا مجتمع كانوا يمثلون القاسم المشترك والأغلبية المنكوبة في كل كوارث الوطن في عبارات الغرق السريع وقطارات الحرق الجهنمي وقاطني مستشفيات البحث عن النهايات التعيسة، وبدلاً من مد يد العون يكون  التعالي الممجوج على أهالينا الغلابة بغير استناد إلى منهج علمي صحيح مدقق أو حتى كلام مرسل يحمل في طياته بعض المنطق والقبول، وكمان عدم دراية بثوابت إيمانية وعقائدية على الماشي فيكون تسفيه حلول العاجزين وسبل مقاومتهم للمرض والألم والعوز والظلم الاجتماعي، ولله الأمر من قبل ومن بعد!

يروح فين المواطن المولود مؤمناً بدين وعقيدة كالمسيحية تعلم في كنيسته وقرأ أو سمع تلك الوصية في الكتاب المقدس، حيث حث القديس يعقوب الرسول المؤمنين «هل فيكم مريض؟ فليدع كهنة الكنيسة ليصلوا عليه بعد أن يدهنوه بالزيت باسم الرب. فإن الصلاة مع الإيمان تخلص المريض والرب يعافيه» (يع 5: 14- 15).. بهذا القول يتم التعريف بأن هذا الأمر لا يتم إلا في الكنيسة، وأيضاً يُظهر لنا أهمية الصلاة على المريض المترافقة بالإيمان والثقة برحمة الله.

وبعدين كمان، يروح فين المؤمن المسيحي وهو يطالع مقال الكاتب الكبير الرائع الطبيب خالد منتصر المعنون بـ «أسطورة العلاج بالزيت المقدس».. يقول: «حكاية الزيت المقدس بدأت بزيارة من مندوب شركة دواء بورسعيدى أبلغنى - متهللاً - بمعجزة الزيت المقدس الذى ينزل من صورة العذراء فى إحدى كنائس بورسعيد، وكيف أن حالات كثيرة شُفيت من سرطان الثدى بتدليك الصدر بهذا الزيت! وعندما كتبت على صفحة «فيس بوك»، داعياً إلى التفكير بالمنهج العلمى فى مثل هذه الأشياء، هُوجمت بعنف، وكأن هذا الزيت ركن أساسى فى العقيدة المسيحية، طلبت تفسيراً علمياً من أحد الأصدقاء».. وكان للمهندس «إسحق حنا» محاولة تفسير علمي باعتباره متخصصاً وفناناً أرسله للكاتب حول مشاهدات علمية لتسربل نقاط الزيت من الأعمال الزيتية القديمة على القماش، فرح بنتائجها وسعد الكاتب لأنها قد تؤكد نظريته في أنها مجرد حواديت أسطورية، بينما كلام «إسحق حنا» قاصر على تلك الخامة فقط وفي ظروف مناخية وبيئية معينة، فما رأي الكاتب في حالة الصور المطبوعة التي كان تم الحكي عنها بنفس القدر، ولكنني في كل الأحوال لا أناقش هنا مدى صحة نزول الزيت من الصور من عدمه، ولكني أناقش كوميديا الرد على قناعات البسطاء الإيمانية والمستندة من وجهة نظرهم لوصايا الكتاب المقدس بكلام لا يستند إلا للتلفيق اللاعلمي والفهلوة الساذجة لتعميم حالة خاصة على كل الحالات، وبيان غياب المعرفة بتعاليم وعقائد الآخر بشكل ساخر عندما نعتها بالأساطير وضمها  لخرافات شعبية، فنكون أمام رد فعل باسم العلم هو أيضاً ضد العلم ومهين لرموزه ونخبته!

وكان الأجدى أن يتحدث الكاتب عن دور الكنيسة وخطابها إلى أتباعها وللمجتمع، والذي كان ينبغي أن يكون تنويرياً عبر التعامل مع كل ظاهرة تحدث بشكل روحي وإيماني حقيقي ولا تترك الحبل على الغارب لمن يستثمرون مثل تلك الأحداث في فوضى روحية ومادية، وأن يوجه اللوم لإعلام كنسي غائب.. أما أن يحاول دحض الظاهرة بتفسيرات علمية خايبة، فهو اشتراك ضمني في صناعة حالة توهان عامة!

والكاتب هو صاحب التفسير الكوميدي (ويراه العلمي) لظهور السيدة العذراء في مداخلة شهيرة عبر برنامج تليفزيوني مسائي شهير، عندما قال: «المسألة لابد من تفسيرها بشكل علمي.. الحكاية كلها يا سادة وببساطة (يؤكد الطبيب بكل ثقة)، دي ظاهرة يعرفها كل علماء الفيزياء والفلك باسم «ظاهرة نار القديس إلمو»، وهي حكاية بحار إيطالي كان في «بعثة ماجلان» وادعى ظهور قديس على سفينته لينقذها من الغرق.. الحدوتة كلها مسألة تفريغ كهربائي.. دي ظاهرة تفسر بالرجوع إلى علم الفيزياء وليس بكرامات القديسين.. وعلشان كده دايماً الكلام عن ظهور العذراء يكون في الشتا، رغم أن أول ظهور للعذراء يا دكتورنا كان في شهر أبريل (عز الشتاء الحقيقة!)، ده غير ظهورات كثيرة في عز الصيف وفي كتير من بلدان العالم، ثم إن ليه ظاهرة التفريغ الكهربي دي مش بتختار إلا قباب الكنائس ومناراتها؟.. إيه العلاقة دي تحديداً يا ترى عزيزي الطبيب الإعلامي مع إن الدنيا مليانة بنايات وأبراج؟!.. تفريغ كهربي يا دكتور والمعجزات أساطير كلها.. أوري وشي فين من غلابة الوطن وكمان من أهل العلم بجد؟!

[email protected]