رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

لم يستفزنى تصريح في حياتي، مثلما استفزنى ذلك التصريح، الذى كشف به حسام الدين حافظ محافظ الدقهلية، عن إصرار كبار المسئولين في بلدى على إحباط الشعب المصرى، قولا وفعلا، وقدرتهم الفائقة على هدم كل ما يبنيه الرئيس. فبينما كان الملايين يحتفلون بتدشين قناة السويس الجديدة، والعالم كله يصفق للمصريين، وعظمتهم وإصرارهم على تجاوز الصعاب وقهر المستحيل، وإطلاق أكبر مشروع قومى اقتصادي عالمي خلال عام واحد فقط، صدمنا ذلك المحافظ بعجرفته وتعاليه وغروره، وعدم تقديره للظروف التى تمر بها البلاد، وإساءته أولا للشعب، ثم إلى وظيفته الأساسية كحاكم ومسئول تنفيذي يمثل رئيس الجمهورية في إقليمه، الذي يقطنه ملايين من المصريين، الذين لو قرروا إقالة سيادته لفعلوا، وسيستجيب لهم رئيس الجمهورية قبل رئيس الوزراء.

 أعلن المحافظ الذي تشهد الدقهلية في عهده تدهورا كبيرا في القطاعات الخدمية، وكل ما يتعلق بالمحليات، «بأنه ليس خادما للشعب ولا شغَال عنده ولا بيقبض راتبه منه»، تخيلوا أن  هناك مسئولا في منصب محافظ يتباهى هكذا، وبهذه الطريقة ـ وبتلك اللغة،على شاشة إحدى القنوات الخاصة، بانه لا وزن ولا تقدير للمواطن لديه، ضاربا عرض الحائط بكل توجيهات الرئيس بان يكون كل مسئول خادما للشعب، متجاهلا أن الرئيس السيسي نفسه سبق وأعلن عشرات المرات بانه خادم لهذا الشعب، وانه لن يسمح لاحد أن يسيء إلى أي مصرى، مهما كان منصبه او موقعه.

الخطير في الأمر أن المحافظ لم يحاول استيعاب المواطن،  ومنحه حرية إبداء رأيه، والتعبير عن معاناته ومشاكل أهل القرية، بل كسر بخاطر المواطن البسيط، وحطم كل أمله في أن تنصلح أحوال مصر، فعندما أحرج الفلاح البسيط « سيادة البيه الوزيرالمحافظ والحاكم بامره» بقوله « سيادتك لم تنزل القرية ولا تعرف مشاكلها ولم نرك ولو مرة واحدة للوقوف على احتياجاتنا» حتى استشاط المحافظ غضبا وازداد إنفعالا، وقال بكل صلف وتكبر وتحقير للآخر « مش إنت اللي تكلفني إنى أجيلك».

أما الأخطر من ذلك، أن المحافظ لم يكتف بالاساءة إلى الشعب فقط، بل تجاوز ذلك وأساء للإعلام، متجاهلا دورالاعلامى في كشف الحقيقة للناس، ومساعدتهم على نيل حقوقهم، وتلبية احتياجاتهم المشروعة، فما إن انبرى المذيع محمد سعيد محفوظ في الدفاع عن المواطن الذي يشكو من عدم وصول المياه إلى قريتهم لأكثر من عشرين يوما، قائلا للبيه المحافظ « حضرتك لازم تكون في خدمة الشعب والمواطن»  حتى انفعل الأخير، مخاطبا المذيع قائلا : « لا أنا مش شغال عند المواطنين، ولا باقبض مرتبى منهم، ومسمحلكش تقول كلام زي ده».

 وبدلا من أن يعالج المحافظ سقطته الخطيرة، تمادى فى انفعاله، ووصل به الحال إلى اتهام المواطن بانه متآمر عليه بقوله «  أنا مش عارف الشخص ده مزقوق من مين؟!»

 إن ما ارتكبه محافظ الدقهلية، في حق الشعب المصرى، لا ينبغى أن يمر مرور الكرام، فلابد من محاسبة المحافظ،لعدم احترامه للمواطن وحقه في الشكوى، ولعدم قراءته جيدا للدستور المصرى، الذي يجعل كل مسئول خادما للشعب.

إن ما بدر من المحافظ، الذي تسكنه نظرية المؤامرة، يستوجب اعتذاره للشعب المصرى كله وليس ذلك المواطن فقط، ويؤكد انه لا سبيل في إصلاح مثل هذه المناصب القيادية إلا بجعلها بالانتخاب، حتى لا يعتقد حسام بك وغيره انهم لا يحاسبون من الشعب، لأنهم محصنون  بالتعيين  من رئيس الجمهورية. 

[email protected]