أمل فى بكرة
قرأت كثيرًا عن المرضى الذين لايجدون اسرّة فى المستشفيات والذين لايجدون العلاج وقرأت أيضًا عن الحالات التى رفضت المستشفيات استقبالها وأيضًا عن المرضى الذين ألقت المستشفيات بهم فى الشوارع بين أكوام القمامة. كنت أتساءل هل إذا مرض أحدنا سيكون مصيرنا مثل مصيرهم وعن الأطفال الذين يموتون من نقص الحضانات ومن ومن.....؟
وذات يوم تحقق ما كنت أفكر فيه مرضت زميلتى فى أوقات العمل الرسمية وكان لابد من توصيلها للمستشفى للعرض سريعًا على الطبيب فقد بدأت تفقد الوعى.
ولهول ما رأيت فى طوارئ مستشفى حكومى كبير اشتهر مؤخرًا. قبل دخولنا للطوارئ كانت رائحة المكان العفنة تخرج الينا ولم يكن هناك مفر من الدخول إذا كتب القدر لنا خروجًا. رأيت أهالى المرضى يجلسون على الأرض داخل الطوارئ وحالة هرج ومرج. حقيقة كان هناك بعض الأجهزة المتطورة وان كانت اقل من عدد مرضى الطوارئ وأغلبها أجهزة تعمل بالكمبيوتر، ودرجة حرارة هذا الصيف تصل إلى الأربعين أو أكثر بعدة درجات ولا يوجد ولو مروحة فى مكان تحتاج فيه هذه الأجهزة الطبية إلى درجة برودة عالية لتعمل وتستمر تعمل ولا تتعرض للعطل والفساد.
كان الزحام شديدًا وكأننا فى جمعية استهلاكية ننتظر اللحم. وتمنيت من الله ان ننتهى سريعًا بسلام مما تورطنا فيه ودخلناه مضطرين. للحق الشىء الوحيد الايجابى ويجب ذكره هو الأطباء فرغم الظروف الصعبة التى يعملون فيها إلا انهم كانوا يقومون بواجبهم بسرعة وضمير وكفاءة لا تتناسب مع الامكانيات والمكان.
هذا هو الواقع الذى نعيشه فمن لا قدر الله يقع صريع المرض ويضطر للذهاب لطوارئ مستشفى سيجد لو خدمه الحظ أطباء يقومون بواجبهم على أكمل وجه وإذا لم يخدمه الحظ على أقل تقدير فلن يجد العلاج الكافى.
أعتقد ان العلاج فى مصر يحتاج ثورة تسحق السلبيات الموجودة فى المستشفيات الحكومية وتحتاج الكثير بدءًا من تدريب الأطباء إلى تدريب للتمريض. ومن الأشياء التى نفتقدها فى المستشفيات النظافة والتعقيم والنظام. نحتاج لثورة طبية تسحق الروتين. نحتاج نظامًا صحيًا متكاملًا يضم تأمينًا صحيًا متطورًا ومتكاملاً يراعى المريض والأطباء والممرضات دون استثناءات أو على الأقل استثناءات فى حدود ضيقة.
فالأساس نظام طبى يضم كل المصريين لا يستثنى احدًا إلا من يريد علاجَا خاصًا وعلاجًا مميزًا فعليه بالمستشفيات الخاصة، فتقدم الدول يقاس بتقدمها سياسيًا واقتصاديًا وصحيًا أى بتوفر نظام طبى فيها يغطى كل المواطنين.
هل سيأتى علينا اليوم الذى نكون فيه مثل هذه الدول إذا شعرنا بالالم نتوجه فورًا للمراكز أو المستشفيات الطبية القريبة وفق نظام دقيق ومريح.. هل يأتى هذا اليوم؟ أتمنى أن يكون قريبًا.