لابد أن يسلط الإعلام الضوء علي الإنجازت غير التقليدية لبعض المحافظين، خاصة التي تمس البعد الاجتماعي وترسخ مبادئ العدالة الاجتماعية التي تصل إلي عمق العشوائيات والقري بالنجوع، وحقيقة نجاح بعض المحافظين في ظل الأجواء غير المستقرة نسبياً في إسعاد سكان الخيام والنائمين في العراء الذين يلتحفون بالرصيف.
وعلي سبيل المثال ما أنجزه المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، خير دليل ونموذج يحتذي به لجميع المحافظين والوزراء.. هذا الرجل المعروف بخبرته غير المعهودة بالحكم المحلي استطاع في شهور قليلة أن ينقل سكان الخيام والنائمين في العراء إلي عمارات فخمة وليست شعبية، وحقق لهم أمنية عمرهم وهي شقق تم تشطيبها سوبر لوكس بالتعاون مع وزارة التطوير الحضاري، هؤلاء السكان الذين عانوا العذاب أشكالاً وألواناً لمدة 9 سنوات بعد انهيار منازلهم ولم ينظر لهم أحد بحي شرق شبرا الخيمة خلف مستشفي حميات بهتيم، فاضطروا طوال هذه المدة أن يستسلموا للواقع الأليم ويعيشوا داخل الخيام والبعض علي الرصيف ويعيش معهم الفئران والثعابين والحشرات بكافة أنواعها، فانتشرت بينهم الأمراض وأصبحوا في حالة يرثي لها، ولكن قدر المولي أن يسخر لهم المهندس عبدالظاهر لينقذهم من العذاب، ويبني لهم عدداً من العمارات في نفس مكان منازلهم المنهارة.. ولأن المحافظ كان أميناً لوزارة التنمية المحلية سابقاً وله خبرة طويلة في هذا المجال، تعاون معه عدد من رجال الأعمال الذين تبرعوا بالمنقولات كاملة لكل شقة، شاملة غرف النوم والانتريهات والصالونات، بالإضافة إلي البوتاجاز والثلاجة والدش المركزي لكل عمارة، بالإضافة أيضاً إلي تزويد كل أسرة بالمواد الغذائية والتموينية التي تكفيهم لعدة أشهر.. وتسلمت 44 أسرة هذه الشقق كدفعة أولي ومازال البناء مستمراً لتسكين الدفعات التالية، في ظاهرة جديدة وغربية علي الحكم المحلي.. وعبدالظاهر لم يخترع ولكنه فكر في إسعاد هؤلاء الغلابة بطريقة جديدة ولم يكلفهم أموالاً، بل بالعكس سلمهم الشقق بدون مقدمات وبإيجار رمزي، شقق بمنقولاتها وأجهزتها وهو حلم الآلاف من المواطنين الذين يعيشون في العراء بمختلف المحافظات يتألمون من برودة الشتاء وحر الصيف القاتل.. كم محافظاً فكر في ذلك؟.. ومن منهم قام بجذب رجال الأعمال لمساعدة الدولة في بناء مساكن جديدة؟.. وهي أولي أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسي لاختراق العشوائيات والقري والنجوع لتحقيق الحد الأدني من العدالة الاجتماعية.. ويجب أن نذكر هنا المشروع السكني الكبير الذي افتتحه الرئيس في غرب الإسكندرية الذي تولي أمره القوات المسلحة منذ البداية للنهاية تحت إشراف اللواء محمد الزملوط قائد المنطقة الشمالية العسكرية الذي ساهم فيه بعض رجال الأعمال الشرفاء.
نتمني من كل المحافظين أن يسيروا علي هذا النهج، وأن يسعدوا الفقراء وليس رجال الأعمال كما يحدث مع بعض المحافظين.