عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما حدث لي يستحق التأمل، فقد أجريت جراحة لاستئصال ورم في الفص الأيمن للغدة الدرقية بتاريخ 23 يونية وبعدها:

1- أظهر تحليل العينة وجود بؤرة سرطانية بالورم المستأصل جراحيا بتاريخ 28/6 – قصر العيني الفرنساوي.

2- التحليل الثاني جاء مطابقا للتقرير الأول مظهرا وجود بؤرة سرطانية «ملحوظة: قام المعمل الثاني بتصوير تقرير قصر العيني والاحتفاظ به ولا أدري السبب»!!

3- د. هاني عليوة أستاذ الباطنة، الذي اكتشف الورم أصلا, طلب مني تحليلا ثالثا للعينة نفسها في معمل ثالث.

4- التحليل الثالث لنفس عينة الورم أظهرت أن الورم حميد ولكنه نشط بتاريخ 8/7/2015.

5- التحليل الرابع لنفس العينة أظهر عدم وجود بؤرة سرطانية بتاريخ 13/7/2015.

معملان يؤكدان وجود سرطان ومعملان ينفيان وجود سرطان!

أي بلغة كرة القدم النتيجة 2/2 فهل ألجأ لضربات الجزاء الترجيحية!

لا أشكك في هذه المعامل فجميعها لها سمعتها ولكن من المؤكد أن اثنين منها أخطأ, هل سأحتاج لتحليل العينة للمرة الخامسة أم لا؟ هل أسافر للخارج لأعرف حقيقة ما أصابني؟ وهل يملك الجميع هذا الترف؟

أم «أوشوش الودع وأفتح المندل»؟ وهل السرطان وجهة نظر؟ فتختلف في نتائجها أربعة معامل تحاليل طبية كبيرة تحقق أرباحا يومية بالملايين!

كنت أتخيل أن السياسة والأفكار والعقائد موضع الاختلاف وأن الحقائق العلمية لا تحتمل الجدل, كحقيقة أن الشمس تشرق من الشرق!

لم يكن هذا وحده الأمر غير اليقيني فقد ذهبت لعدة أطباء كبار في كافة التخصصات, ونتيجة تضارب تحاليل المعامل, اختلفت آراؤهم ففريق يري حتمية إجراء جراحة ثانية لاستئصال الفص الأيسر والغدد الليمفاوية والمنطقة المحيطة كإجراء ضروري لحماية المنطقة كلها من خطر تجدد البؤرة السرطانية «بفرض وجودها أصلا»! وفريق يري ضرورة المتابعة الدورية فقط!

الآراء اختلفت أيضا حول الجراحة الأولي فمن قائل بأنه كان يجب أن يتم عمل تحليل للعينة أثناء الجراحة وإذا اتضح وجود بؤرة سرطانية يقوم الجراح باستئصال الفص الأيسر مع الأيمن المصاب أيضا في عملية واحدة! وهناك من يقول لا يمكن الاعتماد علي العينة أثناء الجراحة.! وهكذا الطب في مصر نسبي! ووجهات نظر واحتمالات وشكوك وهواجس! في بلد لا تستطيع أن تعرف فيه طبيعة ورم في جسدك لا يوجد مستقبل!

السرطان عدو جبان وفهمت الآن لماذا يسمي الورم «خبيثا» لأنه يبدأ ورما حميدا ثم يتحور, كعدد كبير من الطغاة والساسة في تاريخنا القديم والمعاصر، وهو خبيث لأنه يكمن كالخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية, ثم يغافلك بظهور تدريجي بطيء ومدمر! كأنه يلعب معك استغماية.

سأقاوم السرطان المحتمل وأهزمه بعون من الله وبروح معنوية في السماء, ورغم أن الموت كان قريبا مني عدة مرات ولكن الله وحده قرر نجاتي, لهذا لم اهتز ولم أفقد ثقتي في الله وفي نفسي, ومازلت مستعدا لأي نتائج أو تغيرات مفاجئة أو عمليات جراحية, لا أخشي الموت رغم حبي للحياة, ولكني حزين علي مستوي العلاج ومعامل التحليل, والجشع والفساد وأسعار العلاج والتحليلات والأشعة, طوبي للفقراء الذين لا علاج لهم في هذا البلد, والمنظومة الصحية كلها تحتاج لمراجعة وإصلاح شامل, فهي خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي.

خبير إعلامي

[email protected]