عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

النقاط السوداء في ثوب العدالة تحوله إلي هباب ونيلة

ساقني حظي العاثر الى منطقة العجمي بعد طول غياب ،قلت أذهب وأستعيد الذكريات وأطل على شارع شهر العسل والهانوفيل والعجمي البيطاش وبيانكي والفردوس  وأخطف رجلي لبتاع  الفطير الذي كنّا نقف أمامه ونلتهم الفطير وهو ملهلب ونحن صبية وبتاع  التين الشوكي  الذي يقشر ونحن نبلع نخطف من بعض التين ويزفلط ويقع فنضحك ونجري نحو البحر نلقي اجسادنا ونسبح ونتسابق نحو اول جزيرة وأول صخرة ،نخرج لنجمع الياسمين من اسوار الفلل وأسوارها الواطئة ونخطف النعناع لزوم شاي العصاري ونذهب به لأهالينا ،كنت استدعي كل ذكرياتي الحلوة وانا على الطريق الصحراوي ،وانا لم اذهب الي العجمي منذ عدة سنوات ولذلك فوجئت بوجود عدة كباري لايوجد عليها اي يافطة واضطررت لسؤال احدهم وأهل الاسكندرية مايتوصوش لازم يديك حقك في الجواب والنصيحة ومش مهم تبقى الإجابة صح، وهذا ماحدث، سألت احد السائقين فنصحنا بركوب الكوبري وفوجئت انني في طريق كينج مربوط وبعد عدة كيلو مترات عدت للصحراوي مرة اخرى ودخلت من مدخل الكيلو واحد وعشرين اللي هو مدخل العجمي وفي نفس الوقت بداية الساحل حيث يوجد مقر إدارة مرور الكيلو ٢١ حسب اليافطة والسيارات المركونة منذ عهد الإسكندر الأكبر ،في الميدان الذي اختفى تقريبا  يقف برج مزركش من اطلال الماضي والمكان رغم انه مواجه لمقر المرور لكنك لن تجد عسكري مرور واحد لتعرف  منين يودي على فين مع وجود كل انواع المركبات منذ خلق الله آدم وبنيه والغراب ،هنا الحمير والدواب والجمال والخيول مع التكاتك وعربات الكارو والتمن أي الميني باص العجيب الذي تجده بأشكال متباينة يعني ممكن تلاقي هجين مخلط توكتوك وركب له  صاحبه صندوق حديدي يسير كالثعبان وإذا كنت بجواره لاتتحرك  طبعا في هذا المولد فلابد ان يحك في سيارتك ويصيبك بأذى ما ، ايضا عربات النقل والمقاطير  والميكروباصات وما ادراك وجمهورية الميكروباص بالإسكندرية ثم أنواع أخرى من عربات الخضار والطعام والهريسة وهنا تجد العجب العجاب لان هذه العربات لاتقف في جانب الطريق مثل كل العشوائيات المصرية ولكنها تقف في منتصف الطريق تماما واذا أضفت لها سيارات التمن التي تتسمر أمامك فجأة بلا اي تمهيد لتقل الركاب او تنزلهم فليس مقدر لك الحركة ياولدي وستلعن اليوم الذي فكرت فيه السفر للعجمي ،هل انتهى الامر، لسة التقيل جاي، عبرنا مدخل الواحد وعشرين بأعجوبة بعد عدة ساعات في مسافة لاتتجاوز اقل من كيلو متر وفجأة توقفنا عند أقذر منطقة في العالم هي منطقة الهانوفيل وهذه تحتاج دراسة او بحث من علماء الهندسة والطرق والاجتماع والنفس والبيئة والأطباء وعلماء السلوكيات والسؤال الذي أنمنى ان اسمع إجابته من محافظ الاسكندرية هل سبق وهبطت قدمك الشريفة هذه المنطقة التي كانت زماااان شاطىء السحر والجمال حتى ان سيدة لبنانية أقامت فيها فندقا في العشرينات من القرن الماضي واعتبرتها اجمل من بيروت، هل زار هذه المنطقة مسئول واحد؟عندي يقين ان احدا من المسئولين لم يمر هنا ،نسيت ان أقول ان القمامة والمجاري الطافحة تطفح على انفك منذ بداية الطريق عند نقطة المرور وهي جبال تغطي الرصيف وجانبي الطريق وتشبع الجو بأقذر رائحة تحاصرك حتى وانت تغلق سيارتك وتشغل التكييف، الراْئحة  أقوى من أي حاجز والزبالة في كل شبر وعندما تصل لمدخل الهانوفيل فلن تتحرك بسيارتك قبل ثلاث ساعات على الأقل ذلك لانه لا توجد دولة والقانون في اجازة ولامحليات ولايحزنون هنا الباعة يفترشون الشارع وبالعافية يتركون موضع لمرور سيارة بالكاد وفي هذه المساحة تقف الدواب والتكاتك وسيارات التمن الصغيرة وعبثا تخرج رأسك لتطلب من احدهم ان يفسح الطريق للمارة لانه سينظر لك شزرا ولن يرد حتى يركب اخر زبون وستجد نفسك محاصرا لتلعن المحافظ والمرور والدولة والكل كليلة ،هنا مستنقعات تتفوق على أقذر مناطق الدنيا ولاشبيه لها في بلاد تركب الأفيال ،اما المقاهي فقد وضعت الكراسي حتى منتصف الطريق والقمامة احتلت النصف الآخر، من اين المهرب، وكيف تكيف السكان مع كل هذا القبح، وكيف ينام السيد المحافظ ورعاياه يعيشون وسط هذا الحضيض، هل من اجابة عند السيد المحافظ الذي لا يشغله الآن الا استرضاء رجال الاعمال واصحاب المصالح، أنا لا أنتظر من سيادته اجابة ولكن لانه مهتم بموسوعة جينيس ولانني عشت عمق المأساة والكارثة قمت بتصوير رحلة العذاب وجبال القمامة والمجاري الطافحة والشوارع التي احتلها الباعة والمقاهي وشلل المرور الذي يستغرق ساعات في مسافة لايجب ان تأخذ اكثر من عشر دقايق وسأرسل كل هذا لموسوعة جينيس ليحصل السيد المحافظ على لقب أسوأ مسئول في مصر ولتحصل منطقة الهانوفيل  على لقب أقذر منطقة في المحروسة وهنيئا  لك باللقب يادكتور مسيري يا أمريكاني.

معركة الضابط والمستشار

تابعت ما نشر عن الخناقة بين مستشار وضابط مرور لأن الاول اي سيادة المستشار رفض إظهار رخصة القيادة والسيارة للضابط وعنفه وتركه بعد سبه حسب ما قال الضابط ما جعل الضابط يوقفه بالقوة عبر إطلاق الرصاص وفي رواية أخرى أخرج مسدسه فقط وعندما توقف المستشار فوجئ بمسئولي مرور الجيزة يتصلون به لترك المستشار يمضي لحال سبيله ما جعله يغضب ويستاء ويذهب لتقديم شكوى للوزارة، القصة هنا قابلة للتصديق مليون في المية ولابد ان نحيي الضابط الشجاع الذي أراد تطبيق القانون، ولابد ان يكافئه رؤساؤه بدلا من التنكيل به ياوزير الداخلية، أما كلامي لوزير العدل ولمجلس القضاء والتفتيش القضائي هل المستشارون والقضاة حماة القانون وأول ناس تحترمه أم انهم يدوسونه بأحذيتهم ويطبقونه فقط على الغلابة، أليسوا قدوة ومثل العباد الله، أعلم أن قلة قليلة هي التي تنحرف برسالة القضاء لكن النقاط السوداء في ثوب العدالة الأبيض تحوله الى نيلة وهباب، وأنا وغيري نرى كثيراً من سيارات القضاة لاتقف في كمين وإنما فقط الباشا يظهر الكارنيه ويمر وكأنه على راْسه ريشة، نفس الكلام ينطبق على ضباط  الشرطة والجيش وأى جهة سيادية أو شبه سيادية.

كما أن البيئة وتربية البيت تفرق في سلوك الفرد منهم وهذا ماينطبق على سيادة المستشار الذي رفض اخراج رخصتي القيادة والسيارة لضابط المرور وساعده والده المستشار الكبير بالاتصال بمسئول كبير بالمرور ليتركه الضابط الذي أدى واجبه على اكمل وجه، ياناس لن تقوم لنا قائمة إذا كانت هذة السلوكيات كالسرطان في جسد مصر، ولابد أن تمحى من قاموسنا عبارات مثل أن انت ابن  مين في مصر أو أنت عارف بتكلم مين، لقد قمنا بثورتين من أجل القضاء على هذه العبارات فقط لأنها تلخص نظام وأسلوب حكم  بلد، في الصيف الماضي كنت في أمريكا ونشرت الصحف أن ضابط مرور سحب رخصة ابنة  أوباما لانها تجاوزت السرعة وفي نفس الأسبوع قبض على ابنة بوش الابن لأنها قادت سيارتها سكرانة ووضعت في يدها الكلبشات وكان محام مصري يدافع عنها في المحكمة وخرجت بغرامة كبيرة وسحبت رخصتها، وقبل وجود أمريكا - قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» والسرقة هنا ليست في المال فقط وإنما في كل شيء والحدق يفهم.