رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

 

 

 

القفزات المتتالية لسعر الدولار- في مصر- لا تعني تصاعد قوة الدولار.. ولكن انخفاض قيمة الجنيه المصري.. وتابعوا تذبذب سعر الدولار في الأسواق العالمية..

وأسباب تصاعد الفرق بين العملتين المصرية والأمريكية عديدة. منها هذا العجز الرهيب في الموازنة المصرية التي بدأ العمل بها من أيام.. وهذا الخلل الرهيب في الميزان التجاري، أي تنامي حجم الواردات المصرية من الخارج.. واهتزاز حجم الصادرات المصرية، للخارج. وأري أهمها: انخفاض- بل انهيار- حجم الإنتاج المحلي الحقيقي، أي فيما يفيد وليس في منتجات رقائق البطاطس- مع اختلاف أسمائها- والمياه الغازية.. والنفقات الرهيبة وبالذات في مقدمتها ما ينفقه المصري علي هذا الوباء الغريب المسمي بالمحمول، الذي ينفق عليه المصري، أكثر مما ينفق علي طعامه!!

< والمؤلم="" أن="" عجز="" الميزان="" التجاري.="" وعجز="" الموازنة="" العامة="" سوف="" يزيد="" مع="" زيادة="" سعر="" الدولار..="" إزاي؟!="" تعالوا="">

مصر أكبر مستورد في العالم للقمح!! يعني لرغيف العيش. ومصر تستورد 85٪ مما تستهلكه من فول التدميس.. وكذلك تستورد معظم ما تأكله من عدس، سواء لعمل الشوربة.. أو تحضير طبق الكشري..

وليس سعر رغيف العيش هو الذي سيقفز- أكثر مما قفز- ولكن أيضا كيس المكرونة، التي تعتبر بديلاً أساسياً لرغيف العيش وحلة الأرز.. فهل نتوقع زيادة سعر الخبز.. وأيضا زيادة سعر طبق المدمس؟!

< مصر="" تستهلك="" سنوياً="" 300="" ألف="" طن="" من="" فول="" التدميس.="" من="" كندا="" في="" أقصي="" الغرب="" إلي="" استراليا="" في="" أقصي="" جنوب="" شرق="" الدنيا..="" نستورد="" منها="" 85٪="" من="" الخارج..="" بينما="" الإنتاج="" المحلي="" يقف="" عند="" 45="" ألف="" طن="" فقط="" سنوياً="" والباقي="" 255="" ألف="" طن="" نستورده="" من="" الخارج.="" ونحن="" نستهلك="" من="" هذا="" الفول="" 70="" ألف="" طن="" في="" شهر="" رمضان="" وحده..="" أي="" 33٪="" من="" اجمالي="" الاستهلاك="" طول="" العام..="" ونستورد="" أيضا="" الفول="" المجروش،="" الضروري="" لصنع="" البصارة..="" وما="" أدراكم="" ما="" البصارة="" عند="" كل="">

فهل نشهد- في الأيام القادمة- زيادة أسعار طبق المدمس وطبق البصارة وعلبة الكشري.. أو حلة المكرونة.. مع تحمل الدولة فروق الأسعار المتوقعة للقمح الذي نستورده فيزيد عبئا ذلك علي الموازنة العامة..

< ويا="" ليت="" الأمر="" سيتوقف="" عند="" ذلك،="" بل="" سيمتد="" إلي="" أسعار="" العديد="" من="" السلع="" منها="" السكر،="" الذي="" يفضل="" أباطرة="" الاستيراد،="" استيراد="" السكر="" الخارجي="" عن="" تشجيع="" الإنتاج="" المحلي="" المتراكم="" في="" المخازن.="" والمؤلم="" أن="" مصر="" تستورد="" الآن="" حتي="" الترمس..="" والثوم!!="" وكذلك="" الغاز="" الطبيعي="" ومنتجات="">

وسوف يستغل البعض هذه الزيادة، حتي المكوجية وباعة الفجل والجرجير وسائقي الميكروباص والتوك توك.. وربما كل ما نزرعه في مصر بحجة ارتفاع أسعار وقود طلمبات الري ومعدات الزراعة والري والحصاد..

وسيتعلل البعض بأن الحكومة نفسها تزيد أسعارها من تذاكر القطارات المكيفة.. إلي شائعات زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق مع زيادة أسعار الكهرباء والمياه.. والمجاري!! ولسان حالهم يقول مادامت الحكومة تزيد أسعارها.. فلماذا لا نزيد نحن؟!

< وسوف="" يتبع="" زيادة="" الأسعار،="" مطالبة="" الناس="" بزيادة="" رواتبهم="" ليواجهوا="" هذه="" الزيادة،="" وحتي="" يتغلبوا="" علي="" هذا="" الغلاء.="" أي="" سوف="" يزداد="" الضغط="" علي="" الحكومة،="" وعلي="" الموازنة،="" بسبب="" استجابتها="" لهذه="" المطالب="" من="" الموظفين="">

أي أن زيادة أسعار الدولار- أمام الجنيه- تعتبر كارثة علي الموازنة وعلي كل شيء.. بداية من رغيف العيش وطبق المدمس.. والكشري وملعقة السكر.. وكوب الشاي، ومصر ليست منتجة للشاي، بل تستورد «تراب» الشاي من كينيا وتنزانيا ولا تقترب من شاي سيلان الأفضل، وكله عند العرب.. صابون، أي شاي..

< واستمرار="" ترك="" القضية="" هكذا="" يعني="" استمرار="" الانهيار،="" طالما="" مصر="" تستهلك="" أكثر="" مما="" تنتج..="" ولا="" نربط="" استهلاكنا="" بإنتاجنا..="" ولا="" جدال="" أن="" تزايد="" معدل="" استهلاكنا="" بهذا="" الشكل،="" دون="" إنتاج="" حقيقي="" هو="" سر="" بلاء="" هذا="">