رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مجمع نيقية المسكوني.. سُبل تعاون وتوحيد الكنائس على مر 15 قرن

أيقونة مجمع نيقية
أيقونة مجمع نيقية المسكوني

يخيل للبعض أن الإستقرار بين المذاهب والكنائس في المسيحية  من طبيعة مختلفة عن بعضها البعض ولكن الحقيقة أن هناك قرون شاهدة على محاولات توفيق وترابط كل كنيسة مع شقيقتها سواء من ذات المذهب الواحد أو غيرها من الطوائف وتوحدت جميعها على وحدة الإيمان بالسيد المسيح واعترفت كل منها حقية الإحترام للإختلاف بينهم سواء كان جوهريًا أو خاص بطقوس وطبيعة كل كنيسة يفرضها الطابع الجغرافي أو التاريخي لكل منبر كنسي فيهم.

 

اقرأ أيضًا.. 

البابا يوأنس السابع.. سطور من تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية

 

ومع مرور  15 قرن على انعقاد مجمع نيقية المسكوني، الذي سعى فيه العديد من الآباء البطاركة لتوحيد الجهود المسكونية وهو مصطلح يدعو إلى توحيد الكنائس وكانت مبادرة من أجل تعاون المسيحيين ويضم الطوائف والكنائس  المنفصلة بناء على المذهب والتاريخ والممارسة.

 

وتُقيم الكنائس عام 2025 احتفالية بمناسبة مرور 17 قرن على انعقاد مجمع نيقية المسكوني، والتقى قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس الأربعاء، بعدد من الآباء مطارنة وأساقفة الإيبارشيات القبطية بقارة أمريكا الشمالية، عبر شبكة الإنترنت من خلال تطبيق Zoom ، وكان اللقاء السنوي لرعاة الإيبارشيات تحت عنوان "الخدمة المعاصرة ومبادئها"، وتم خلال اللقاء مناقشة بعض الموضوعات واستعراض الترتيب للاحتفال المرتقب.

 

تفيض العلاقات بين الكنائس والمذاهب بمواقف عديدة ويأتي تاريخ "مجمع نيقية الأول" أو  كما يعرف بـ "المجمع المسكوني الأول"، في مستهل البحث عن تاريخ هذه العلاقات بإعتباره  أحد المجامع المسكونية الـ7 المعترف بها في الكنيسة الرومانية ونظيرتها البيزنطية  وأحد الأربع مجامع المسكونية  الشهيره التاريخية، واشتهر هذا المجمع على مر التاريخ وارتبط بتاريخ العلاقات بين الكنائس، وسُمى بهذا بـ"نيقية"  نسبةً إلى العاصمة الثانية لـ"بيثينيا" وتقع في الشمال الغربي لآسيا الصغرى وهى المدينة التي استضافت اللقاء الأول.

 

يحفظ التاريخ المسيحي عن هذا الحدث أنه تم بسبب بدعة "آريوس الهرطوقي"  وهو  قسيس وكاهن مسيحي بدأ ينشر الهرطقته  في عهد البابا بطرس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الـ17 من تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية والمشهور بـ" خاتم الشهداء".

 

تفشت أفكار هذا القسيس وتسببت في وجود نزاعات وخلافات كبيرة فيروي التاريخ أن البابا الكسندروس  كتب مطلب للملك قسطنطين الكبير التدخل لعقد لقاء "مجمع مسكوني" للبت في ماهو نُشر بين الناس.

 

وجدد مطلبه من أسقف قرطبة الأنبا أوسيوس، وافق قسطنطين على عقد المجمع ودعى الجميع في المملكة من آباء وأساقفة من أنحاء العالم فشارك 318 –وهو رقم غير دقيق للمجمع الأول ولكنها النسبة الترقيبية للمشاركين فيما بعد- رجل دين مسيحي من الشرق وبحضور الإمبراطور قسطنطين الأول.

 

جاء هذا المجمع لدراسة الخلافات في كنيسة الإسكندرية الناتجة من كلمات "آريوس"  وأتباعه – 16 أسقفًا حسب ماذكر التاريخ المسكوني- الذين حاولوا نشرها ومن جهه وبين الكسندروس الأول وأتباعه -22 أسقفًا- من جهة أخرى حول طبيعة المسيح والذي أنكرت  الهرطقه التي انتشت حينها أزلية يسوع بن مريم الأمر الذي استشاط بفعله الكثير من المسيحيين.   

 

خرج المجمع بعدد من القرارات  ورفض فيها آريوس التوقيع فحرقت كتبه وأتفق في المجمع أيضًا على الاحتفال بعيد القيامة المجيد، واحترام اختلاف التوقيتات.

يؤول لمجمع نيقية الفضل في تأسيس أول قاعدة أو "قانون" لحفظ ضوابط الإيمان المسيحي وشكلت أسس علاقة الكنيسة بالدولة واحترام خصوصية الطبية الخاصة بالكنيسة بإعتباره كيان ديني ومع مرور مايقرب من  3  قرون تم تخصيص الكنيسة الموحدة لتكون هى المرجع للفكر المسيحي واختلاطه بالأفكار.  

 

ولاتزال العلاقات التي وحدت الكنائس قائمة يسعى فيها الآباء البطاركة لخلق متنفس وحياة بين المسيحيين في الأرض، ولعل العالم يترقب زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني للفاتيكان الأربعاء المقبل الموافق 10 مايو الجاري،  لإحياء ذكرى عودة العلاقات بين الكنيسة القبطية والكاثوليكية والذكرى الـ50 على لقاء مثلث الرحمات البابا شنوة الثالث بقداسة بابا الفاتيكان حينها.