عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سودانيين يرون قصص هروبهم من الموت إلى أسوان

أسرة سودانية تصل
أسرة سودانية تصل للأراضي المصرية

رغم استمرار الدعوات من المجتمع الدولى لقوات الدعم السريع و الجيش السودانى بوقف تبادل إطلاق النار ، حفاظً على أرواح المدنين الآمنين من أبناء الوطن الواحد، يستمر الهروب الجماعى للسودانيين وسط نيران القتال بين القوتين العسكريتين داخل بلاد السودان الشقيق.

 

بعد مرور بضعة أيام من بدء المعارك الدامية بين القوات المسلحة العسكرية بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، فر آلاف السودانين من تلك المعارك الدامية فى العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن المستهدفة من القوات العسكرية، قاصدين معبر أرقين بمحافظة أسوان البوابة الجنوبية لحدود مصر و السودان بحثًا عن الأمان و النجاة بذويهم سالمين.

 

وشهدت رحلة البعض منهم مشاهد درامية و أخرى مآساوية، وعبر البعض منهم عبر حافلات وغيرهم سيرًا على الأقدام و آخرون استخدم الجمال و الدواب فى التنقل عبر دروب الصحراء، بعد بضعة أيام من بقائهم عالقين دون مأكل أو مشرب إلى أن وصلو إلى معبر بوابة أرقين الحدودية ، قصة معاناة نسردها فى السطور القليلة القادمة .. وإلى نص التقرير.

 

وفي إحدى القصص التي تحمل جانب من المعاناة فرت إحدى الأسر السودانية، والتي كانت من ضمنها امرأة ظهر على وجهها الإرهاق الشديد، كانت قد وصلت صباحا من رحلة شاقة طويلة من أم درمان إلى القاهرة، استغرقت أربعة أيام لم تعرف فيها طعم الراحة.

 

النميرى علي رجل خمسيني ، يبدأ حديثة قائل:" فوجئت بإندلاع صراع مسلح بين قوات الدعم السريع و الجيش السودانى أواخر شهر رمضان الأمر الذى أدى إلى إستياء أهالى البلاد نظرًا لما يتمتع به الشهر الكريم من خصوصية لا سيما وهو شهر عبادة وتسامح لا قتال بين أبناء الوطن و الدين الواحد.

 

وأضاف " النميري " فى الآونة الأخيرة ارتفعت أسعار السلع التموينية بشكل رهيب، وكنا نقف خلف القيادة السياسية وندعمها أملا في وقوف البلاد مرة أخرى على قدميها و منعًا لما يحدث الآن ، إلا أننا فوجئنا ودون سابق إنذار بالاشتباكات الجارية الأمر الذى دفعنا للهروب بأسرنا إلى مصر.

 

وعن رحلة الهروب يروي النميري قائًلا : إتجهنا نحو الشمال حيث مدينة " حلفا " و هى الوضع بها مستقر إلى حد ما وقام الأهالى هناك باستقبالنا بترحاب شديد ووزعو الأطعمة و المياه على الأسر المهاجرة.

 

وتابع اتجهنا فيما بعد إلى موقف الأتوبيس ، وكنا قدر الإمكان نجلس داخل الحافلة و التى تتسع لـ 50 فرد بطاقة استيعابية ضعفها ليركب بها نحو 75 فرد نظرًا لكثرة المهاجرين وقلة أعداد الحافلات المتجهة إلى المعبر المصرى.

 

و فى الرحلة التى إستغرقت 13 يومًا تحت لهيب الحرب المشتعلة بين الطرفين بالسودان ، يقول : شهدنا الكثير من المشاهد العبثية و المآساوية على الطرقات أثناء توجهنا إلى

المعبر بين الجثث التى ملأت الشوارع و غيرها من مشاهد يصعب وصفها على مدار أيام ولم نشعر ببهجة عيد الفطر الذى حل علينا فى الطريق ولأول مرة تكون المرارة بديل الفرحة لإستقبال العيد.

 

بعد معاناة أيام على الطرق الصحراوية ، وما إن وصلنا إلى معبر أرقين وما أن وطأت قدماى أنا وأسرتى المكونة من أربع أفراد أرض مصر الغالية فوجئت بتهافت أهالى النوبة وسباقهم نحو من يستضيف أسرة سودانية داخل منزله دون مقابل الأمر الذى أسعدنا وأثلج صدورنا جميعًا نظرًا للحفاوة البالغة التى نعيشها داخل منازلهم فهم لا يدخرون أية شيء عننا ودون مقابل ونشعر أننا حقًا داخل وطننا وهذا ليس بغريب على الشعب المصرى لا سيما وهو مضياف لكافة شعوب العالم بشهادة التاريخ وأمر ليس وليد اليوم .. شكرًا أهل مصر ومهما ذكرنا لا نوفيهم حقهم.

ويلتقط أطراف الحديث مجتبا عبدالقادر – احد النازحين من السودان – نعانى منذ اربع سنوات و اكثر مشاكل عدة داخل القطر السودانى ، جميعها مشاكل صراع على السلطة ، ولم نكن نتوقع أن يصل الأمر لإشتباك بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع و نحمد الله على الوصول بسلام بأهالينا إلى مصر.

 

واضاف الرجل السوداني، أنه يقطن بحي شهد اشتباكات عدة بين الأطراف العسكرية المتنازعة هناك ، وفى تلك اللحظات الحاسمة وجد نفسه مسئوًلا عن سلامة أسرته فى ظل غياب الأمن ولم يكن أمامه أية خيارات سوى " الهروب " بعد أن تحطمت إحدى البنايات المجاورة لمنزله أمام عينه و استشهاد جميع من بداخلها حيث كان تبادل إطلاق النيران بكثافة أسفل منزله الأمر الذى أدى إلى فزع أبنائه الصبية الصغار من بشاعة المنظر وسماع دوى طلقات الأعيرة النارية بكثافة فكان لابد من المغادرة على الفور لسلامتهم.