ياسر جلال: «علاقة مشروعة» قصة واقعية.. ورد فعل الجمهور حول «عُمر» فاجأنى
تحد جديد خاضه الفنان ياسر جلال، إذ قرر أن يطل على جمهوره فى الماراثون الرمضانى المنصرم، بشخصية جديدة مختلفة بعيدة تمامًا عن الشخصيات التى قدمها من قبل، بمسلسل «علاقة مشروعة» الذى يجسد من خلاله شخصية «عُمر» رجل الأعمال الثرى الذى تغلبه شهواته، ويقع فى نزوة تقلب حياته رأسًا على عقب.
قرار اقتحامه للدراما الاجتماعية، لم يأتِ وليد الصدفة، فهو قرار مدروس، فهو بجانب حرصه على ألا يكرر نفسه، يؤمن أن الفن لا يفترض أن يعيش بمنأى عن الواقع وأحداث الشارع المصرى، ما قاده للموافقة على «علاقة مشروعة» التى تطرق لقضايا «الزواج العرفى» والفتور العاطفى فى العلاقات الزوجية.
لم تكن الشخصية التى لعبها «جلال» سهلة، فهى شخصية مركبة ومُعقدة، يحيرك بأفكاره، فلا تعرف عما إذا كان رجلًا مخلصًا أم خائنًا لزوجته وصديق عمره، مُحب أم يمر بنزوة عابرة، وبين هذا وذاك برع فى تقديم الشخصية بسلاسة وأداء متزن ليثبت أنه فنان لا يصعب عليه تجسيد أنواع الدراما التليفزيونية.
أبدى الفنان ياسر جلال، عقب انتهاء عرضه فى عقب انتهاء عرضه حوار لـ«الوفد» سعادته برودو الأفعال التى تلقاها عن دوره فى مسلسل «علاقة مشروعة»، كما كشف عن تحضيراته للشخصية ومعايير اختياراته الفنية وغيرها من التفاصيل فى السطور التالية:
بداية ما الذى جذبك فى ورق «علاقة مشروعة»؟
القصة لفتت نظرى، عادة فى اختياراتى أبحث عن الاختلاف، وأن تكون القصة قريبة من الواقع، يرى فيها الجمهور نفسه، وهذا ما وجدته فى حبكة «علاقة مشروعة»، الذى يتطرق لقضية الزواج العرفى والفتور العاطفى الذى يمر برجل فى الخمسينات من العمر، فيقع فى نزوة تقلب حياته رأسًا على عقب، وتتسبب فى انشغاله عن أسرته وأبنائه المراهقين الذين يقعون فى مشكلات عدة نتيجة غياب رب الأسرة وأنشغال الزوجة بمرض والدتها.
* وكيف وجدت ردود الأفعال التى جاءت لك عن شخصية «عُمر» بعض عرض المسلسل؟
- ردود الأفعال فاجأتنى، وكانت جميعها طيبة لغاية، الجمهور كان متحمس للقصة، وللأحداث، وهذا ما كنت أريده أن أقدم عملًا فنيًا يتحمس له الجمهور ويرى فيه نفسه.
عُمر فى المسلسل شخصية مركبة - ازدواجية تجمع مشاعر مختلطة بعض المشاهد يظهر أنه رجل مخلص وأحيانًا أخرى يظهر أنه خائن.. فكيف استطعت التعبير عنه؟
عُمر رجل عادى يمر بنزوة عاطفية، بسبب الفتور العاطفى الذى أصاب علاقته الزوجية، رغم اهتمام الزوجة بنفسها وبيتها، هو ليس رجلًا خائنًا، هو رومانسى غير قادر على التحكم فى شهواته وغرائزه، يتبع قلبه الذى يوقعه فى شر أعماله نتيجة اختياره الخاطئ، ليقرر فى النهاية أن يعاقب على ذنب لم يرتكبه كعقاب لنفسه.
* وكيف كانت التحضيرات للشخصية؟
- تحضيراتى للشخصية لا تختلف عن أى تحضيرات أخرى، أطلع على السيناريو جيدًا، وأضع تصورًا مبدئيًا لشكل الكاراكتر فى مخيلتى، ومن ثم أدرس أبعاده النفسية والمادية والاجتماعية.
* هل كانت هناك تحديات معينة واجهتك أثناء التحضيرات؟
- عمر كما قلتِ شخصية مركبة تجمع مشاعر مختلطة، يعيش فى صراع دائم مع ضميره، فهى لم تكن شخصية سهلة على الإطلاق، وساعدنى المخرج خالد مرعى، على رسم الخطوط العريضة للشخصية، فهو مخرج متميز ومتعاون حريص على أن يظهر الممثلون معه بشكل مختلف.
* ما الذى كنت تريد قوله من خلال
- ألا يضعف الرجل أمام شهواته ونزواته، وأن يكون منتبهًا لأبنائه من هم فى سن المراهقة، لأن هذا المرحلة العمرية حرجة للغاية لابد أن يخضعوا لمراقبة مشددة داخل المنزل وخارجه، دون أن يشعروا بالتقيد أو الكبت، وأن يعالج الفتور العاطفى بتجديد علاقته بزوجته وليس بنزوة جديدة.
* هل المسلسل ضد الزواج الثانى؟
- تعدد الزوجات مُباح فى الدين الإسلامى، ولكن لابد أن يُحسن الاختيار، والرجل المقبل على الزواج من ثانية أن يعدل بينهما، وهذا قول الله تعالى فى كتابه الكريم «فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة».
* ما رأيك فى تجربتك الأولى بمسلسلات الـ15 حلقة من خلال تقديم مسلسل «علاقة مشروعة»؟
- القصة عجبتنى، بصرف النظر عن عدد الحلقات، قصة «علاقة مشروعة» كانت لا تصلح أكثر من 15 حلقة، وعدد الحلقات هنا جعل الإيقاع أسرع والتأثير أقوى.
* كان من المقرر أن يأتى عرض المسلسل قبل عامين.. لماذا تأجل أكثر من مرة؟
- بالفعل، كان من المقرر تقديم «علاقة مشروعة» منذ عامين، ولكن التأجيل كان بسبب انشغالى فى تصوير مسلسل الاختيار، واعتذرت وقتها للكاتبة سماح الحريرى وطلبت منها الاستعانة ببطل آخر بسبب انشغالى، ولكنها فضلت انتظارى لحين الانتهاء من مسلسل الاختيار وقمنا ببعض التعديلات البسيطة على العمل.
* يمثل المسلسل التعاون الثانى مع الفنانة مى عمر.. كيف تقيم أداءها عامًا بعد آخر؟
- مى عمر من الممثلات اللاتى يتطورن على مستوى الأداء التمثيلى وبيننا كيمياء وانسجام، وعلى المستوى الشخصى هى أخت وصديقة مقربة، وسعيد بالنضج الفنى الذى وصلت إليه، وأعتبر دور مى عمر فى المسلسل نقلة كبيرة بالنسبة لها، لهذا رشحتها للمخرج خالد مرعى كاسم، وهو يحق له الاعتراض، لكنه تحمس لها ووجد أنها مناسبة للدور.
* أين السينما من حسابات الفنان ياسر جلال؟
- الدراما أبعدتنى عن السينما بشكل كبير، كان لدى أكثر من مشروع سينمائى، ولكن عملى فى الدراما يتطلب منى مجهودًا كبيرًا، وعادة أحب أن أركز فى الشخصية التى أقدمها، وأحضر لها جيدًا، من أجل أن يخرج بشكل يليق بالجمهور، ولكن من المحتمل أن أقدم عملًا سينمائيًا للجمهور خلال آخر العام الجارى.