رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فكرية أحمد: "مصر أدركت مبكرًا تأثير القوة الناعمة فأطلقت إذاعة صوت العرب"

الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية فكرية أحمد

 أكدت الكاتبة الروائية فكرية أحمد مديرة تحرير الوفد أن تأثير القوة الناعمة في الشعوب والمجتمعات في العصر الحديث لا يقل خطورة وفعالية عن القوى الصلبة، فالقوى الناعمة لها تأثير أعمق وأشمل وأكثر في الامتداد الزمني لأن تأثيرها تراكمي ويعتمد على الجذب والإقناع والإغراء، لذا تأثيرها في العصر الحديث أفضل وأخطر من القوة الصلبة العسكرية التي تعتمد على التهديد والإرهاب.

 

 أشارت الكاتبة إلى أن مصر أدركت مبكرًا أهمية القوة الناعمة منذ القرن الماضي، عندما أطلقت إذاعة صوت العرب لتكريس فكرة القومية ووحدة الشعوب العربية، وذلك قبل عقود من إصدار جوزيف ناي مساعد وزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون ورئيس مجلس المخابرات الوطني  لكتابه "القوى الناعمة"، والذي كشف فيه أهمية هذه القوة ومدى تأثيرها في المجتمعات، جاء ذلك في الحوار المطول الذي أجراه الإعلامي الكبير حازم أبوالسعود، مع الكاتبة فكرية أحمد عبر برنامج "بنصبح عليك" على القناة الثانية من إعداد سحر طاهر.

 أوضحت الكاتبة أن أمريكا استخدمت القوة الناعمة في تحقيق نوع من التغلغل بل الغزو الثقافي، ليس للدول الغربية بل العربية أيضًا من خلال أفلامها وأعمالها الدرامية، على الرغم من أن ما تنتجه هوليود من أفلام لا يعادل ما تنتجه بوليود، ولكن أمريكا استخدمت الفن كقوة ناعمة فاعلة لنشر ثقافتها وأفكارها وتقاليدها، والتأثير في المجتمعات الأخرى وفي الساسة من صناع القرار بالعالم لخدمة مصالحها.

 

 قالت فكرية أحمد: "إن الانهيار السياسي للقوة الشرقية في الكتلة الشيوعية للاتحاد السوفيتي سبقه انهيار ثقافي للهوية الشيوعية من خلال غزو ثقافي ومجتمعي وإعلامي رأسمالي قامت به القوة الناعمة الأمريكية لتمهد لهذا السقوط الشيوعي، وهو ما يكشف خطورة هذه القوة ودورها في التأثير على الثقافات بل محو هويات الشعوب، ومن هنا يأتي دور القوة الناعمة الوطنية المصرية لمجابهة محاولات التأثير والغزو والتغلل التي تمارسها القوة الناعمة للدول الأخرى، خصوصًا وأن المؤثرات أصبحت سهلة وتخترقنا في بيوتنا من خلال التقدم التكنولوجي وتطور عالم الاتصالات والذي حول العالم إلى قرية صغيرة".

 شددت الكاتبة على ضرورة دعم وتعزيز القوة الناعمة في مصر الفترة الحالية وفي خطة المستقبل، من خلال منحها مساحات واسعة للتحرك في حرية، وتوفير الآليات والأدوات التي توثر بها، وتوفير التمويل، وتمكينها من استثمار قدرتها على المستوى المحلي الداخلي والمستوى الخارجي، فهذه القوة الناعمة بجانب دورها في التأثير الداخلي، لها دور في  دعم وجذب السياحة والاستثمار بما تقدمه من صور إيجابية حول مصر، مشيرة

إلى أن تعدد القوى الناعمة في مصر من الإعلام وفن وثقافة، وعلوم وأطباء ومعلمين وطلاب مصر في الخارج، والبعثات الدبلوماسية، وغيرها، بجانب القوة الناعمة الاقتصادية من خلال الماركات والعلامات التجارية والتي تصب في مصلحة الاقتصاد.

 

 أشارت فكرية أحمد إلى أن الإعلام كقوة ناعمة في مصر قام بأدوار إيجابية مهمة وخطيرة كظهير قوي للدولة إبان فترة محاربة مصر للإرهاب، وخلال مكافحة الفتن الطائفية التي حاولت أن تضرب مصر على أيدي أعداء مصر من الداخل والخارج، وأيضًا خلال اجتياح جائحة كورونا لمصر، فدور الإعلام من تنوير وتوعية للمجتمع يسهم في تقديم الحلول للمشكلات التي يعاني منها المجتمع، والتخفيف من الآثار الحدية لهذه المشكلات التي  يعاني منها المجتمع مثل البطالة، الزواج المبكر، الطلاق، الإدمان، العنف ضد المرأة وغيرها.

 

 طالبت فكرية أحمد القائمين على الفن والدراما المصرية كقوى ناعمة بعدم التركيز على الشوارع الخلفية لمصر والتي تمثل فئات قليلة، والتركيز على تقديم الصور الشائهة عن مصر من عنف وإدمان وتفكك أسري وغيرها، مشيرة إلى أن الدراما حفلت بتلك السلبيات والتي يتم تصديرها إلى العالم الخارجي، وثمنت الأعمال الدرامية التي أبرزت دور الجيش والشرطة في حماية مصر وكفالة الأمن والسلام، ووصفتها بالأعمال المحترمة التي تتشرف بأن تشاهدها وأسرتها، مشيرة إلى أن تاريخ مصر حافل بالنماذج المشرفة والشخصيات التي يجب تقديمها في الأعمال الدرامية، لافتة إلى أن الفن وثيقة تاريخية لثقافة أي مجتمع، والشعب المصري متدين بطبعة وحافل بالعادات والتقاليد القويمة من قبول الآخر، واحترام الكبير، لذا يجب أن تأتي الدراما لتعزز هذه القيم والانتماء والولاء والمواطنة وتنشر الخير والمحبة والجمال.

 

رابط الحوار: