رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المسجد العتيق تحفة معمارية تضاف إلى العمائر الإسلامية بالفيوم

المسجد العتيق بالفيوم
المسجد العتيق بالفيوم

 يمثل المسجد العتيق تحفة معمارية تضاف إلى العمائر الإسلامية بمحافظة الفيوم، ويقع بقرية دمو التابعة لمركز الفيوم، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1906م /1317هـ، كما هو مدون بالوقفية الخاصة بالمسجد بالحجة رقم 165 سجل 131 لسنة 1900 بمحكمة الفيوم الشرعية.
  ويرجع بناء المسجد إلى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وذلك على يد الشيخ محمد يونس عمدة الناحية، والذي أوقف عليه مساحة 7 أفدنة من أجود الأراضي الزراعية بالقطعة رقم 58 بحوض داير الناحية وملحق به كُتاب لتعليم القرآن الكريم.


  ويعد مسجد الخير، كما يطلقون عليه، نظرًا لارتباطه بالوقف الخيري الموقوف عليه للصرف عليه وصيانته، من أقدم المساجد، وهو المسجد الجامع، وسمي بالمسجد العتيق نظرًا لقدمه ومرور أكثر من مائه وعشرين عامًا على إنشائه.


 ويعتبر المسجد تحفه معمارية وفنية تعود بك إلى العصور الإسلامية العريقة، ويتكون الصحن من مساحه 350 مترًا مربعًا يتوسطها قبه محمولة على أربعة أعمدة رخامية ومزخرف باطن القبة بزخارف نباتية وهندسية وكتابية بالخط الكوفي مدون بها الآية القرآنية ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ سورة النور الآية 35، وتحتوي رقبة القبة على (16) نافذة من الزجاج الملون المعشق بالجص للإضاءة.


وللمسجد واجهتان حرتان أكبرهما الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية، وهي من الحجر وتحتوي على مأذنتين يعلوان الواجهة كل مأذنة تتكون من ثلاثة أدوار وتنتهي بجوسق من أربعة أعمدة يحمل قمة المأذنة ذات الشكل البصلي على غرار طرز المآذن المملوكية.


 يتقدم فتحتا المدخل الرئيسي بائكة من عقدين مدببين قائمين على أعمدة رخامية ويتقدمها عدة درجات

من السلالم المرخمة، ويزين واجهة المدخل الرئيسي من الأعلى صف من الشرفات الحجرية علي شكل ورقة نباتية ثلاثية ترتكز على كوابيل حجرية متأثرًا بالطراز المملوكي.
 وللمسجد نوافذ من الزجاج الملون المعشق بالجص التي تتوزع على واجهات المسجد الحرة، والنوافذ عبارة عن فتحات مستطيلة معقودة (شمسيات) يعلوها فتحات دائرية (قمريات) مما يؤكد الطابع المملوكي الغالب على عمارة المسجد.


 ويزين جدار القبلة محراب رخامي عبارة عن حنية معقودة على جانبيها عمودان رخاميان ويزين كوشتي عقد المحراب زخارف نباتية يتوسطها جامة دائرية مكتوب بداخلها كلمة (الله) (محمد)، ويعلو المحراب زخارف هندسية إسلامية ونص كتاب بالخط الكوفي مدون به الآية الكريمة ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا...﴾ سورة البقرة الآية 114، يكتنفها شرفة رخامية للخطيب ومدخل معقود يؤدي إلى درجات سلم لصعود الخطيب على المنبر.
 ويحوي المسجد مجموعة من أشغال النجارة المميزة، حيث تتعدد بها أشكال الأطباق النجمية المنفذة بالتفريع، وسياجات من الخشب الخرط، وأبواب المسجد الخشبية عليها زخارف مذهبة ويتوسطها جامة كبيرة بها (محمد رسول الله).


 وتم إعادة بناء المسجد بالجهود الذاتية عام 2019 م، وتم الانتهاء من أعمال التجديدات في شهر مارس 2023 مع الحفاظ على الطراز المعماري القديم، ليظهر المسجد العتيق في أبهى صورة.