رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حرب أهلية تدقُّ أبواب السودان والانقسامات تهدِّدُ السلطة

اشتباكات السودان
اشتباكات السودان

 أثارت الاشتباكات الدائرة فى السودان بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع التابعة لحميدتى ردود فعل قوية داخل المنطقة العربية، وكذلك بين دول العالم وسط تخوف من توسيع دائرة الاشتباكات وتحولها إلى حرب أهلية مكتملة الأركان خصوصًا وأن هناك ما يشبه "الثأر" بين مواطنى مدينة دارفور السودانية وقوات الدعم السريع التى اتهمت بقتل عشرات الآلاف من مواطنى تلك المدينة بخلاف عمليات الدمار والتخريب.

 

 

السفير محمد الشاذلى: "السبب الرئيسى للحرب عدم استقرار الأمور فى البلاد"

 

السفير محمد الشاذلى سفير مصر السابق لدى السودان، قال: "إن الحرب الأهلية قامت بالفعل هنا، وهناك استهداف للمدنيين من قبل الفريقين المتصارعيين داخل مناطق عدة فى السودان"، مشيرًا إلى أن كبت السبب الرئيسى للحرب هناك عدم استقرار الأمور فى البلاد.

 

اقرأ أيضًا.. اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في دارفور

 

 

 أوضح أنه منذ استقلال السودان عن مصر سنة 1956 ويتوارد عليها حكومات انقلابية أدت إلى فشل البلاد وانفصال الجنوب عن شمال السودان، وصولا للأحداث الحالية والتى تعود لأسباب  أخرى عدة خلافًا للسبب السابق ذكره وهى استعانة البشير  بـ"حميدتى" وعصابته التى كانت تحمى تجارة الجمال التى يعمل بها من أجل استخدام تلك العصابات لمواجهة  أبناء دارفور، وتوسع البشير لهم فى العطايا حتى أصبح حميدتى يحمل رتبة فريق أول وهو يكاد يجهل القراءة والكتابة، وقد تم الاستعانة به ورجال مواطنى دارفور من قبل البشير تجنبًا منه لاستخدام قوات الجيش ضد مواطنى دارفور مما يعرضه لانتقادات وعقوبات دولية ومن ثمَّ  أطلق على تلك العصابات "قوات الدعم السريع" والمعروفة مسبقًا باسم "الجنجويد".

 

 أضاف السفير محمد الشاذلى، أنه أثناء ثورة الربيع العربي فى السودان شعر البشير أن الجيش سينتفض ضده لذا استعان بحميدتى وقواته ولكن سرعان ما اتفق الجانبان ضد البشير وتم عزله ومحاكمته.

 

 

 أوضح السفير السابق أنه رغم الاتفاق كان هناك حالة من عدم الثقة بين الجانبين ومن خلال وساطة دولية تم الاتفاق على حكم مدنى ودمج عناصر الدعم السريع للحيش، ولكن كان الاختلاف بين الجانبين على توقيت الضم وكيفيته وكذلك كيفية تقسيم السلطة بين الجانبين ومن ثم اشتعلت الأزمة.

 

 توقَّع السفير السابق دخول السودان لمستنقع الانقسامات نتيجة لضعف القوة المركزية وكذلك ظهور الكثير من الفصائل المسلحة.

 

ممثل حزب الأمة السوداني بمصر: القوى المدنية سبب غير مباشر للحرب نظرًا لانقسامها.

 

 من ناحية أخرى، قال الدكتور عثمان البشرى ممثل حزب الأمة السوداني فى مصر أن القوى المدنية هى سبب غير مباشر لما يحدث الآن فى السودان بسبب تشرذمها وانفسامها، مطالبًا تلك القوى بضرورة الاصطفاف حول رأى واحد والتجمع داخل جبهة وطنية واحدة للوقوف ضد الحرب بالوسائل السياسية كافة.

 

 

 طالب ممثل حزب الأمة المجتمع الدولي والإقليمي على رأسه مصر والسعودية والإمارات بضرورو الضغط على الطرفين المتصارعين لوقف الحرب بشكل فوري، كذلك طالب بإشراف أممي على عملية دمج قوات الدعم السريع التابعة لحميدتى داخل الحيش السوداني، مشيرًا إلى أن نشوء الحرب كانت بسبب الخلاف على تفاصيل تحيط بعملية الدمج.

 

 أبدى ممثل حزب الأمة السوداني تخوفه من حدوث سيناريو أبشع للحرب وهو ظهور ميليشيات مسلحة أخرى ومنها ميلشيا "جبريل" و"العدل والمساواة" و"حركة الجيش الشعبى لتحرير السودان"بقيادة منى أركواى، وكذلك ميلشيا "نماذج" والمعروفة باسم الجيش الثالث وهى

حركة مسلحة منشقة عن حركة جبريل وحركة المناوى "الجيش الشعبى لتحرير السودان"، بالإضافة للكثير من الانشقاقات المتوقعة والانقسامات والتى بدورها تؤدى إلى اشتعال المنطقة الإقليمية.

 

 

 أكد عثمان البشري أن ما تشهده السودان هى حرب أهلية، موضحًا أن دخول القوات الجوية المعركة تسبب فى إصابة عشرات المدنين، مشيرًا إلى أن استهداف مناطق تمركز قوات الدعم داخل مدينة الخرطوم من قبل الطيران السوداني أدى بلا شك لاستهداف المدنيين.

 

 كما أعلن البشرى عن تخوفه من مناصرة القبائل لأحد أطراف الحرب مما يزيد الأمر اشتعالا ويؤدى إلى تفكيك السودان إلى دويلات، مشيرًا إلى أن الحرب الداخلية هناك ليس بها منتصر ومهزوم وسيكون الخاسر هو السودان وشعبه.

 

باحث سياسى: الحركات الانفصالية المسلحة تستعد للمعارك: 

 

 على صعيد متصل، أشار رمضان قرني، مدير تحرير مجلة آفاق إفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، أن ما يحدث داخل السودان حاليًّا هو ما يشبه حرب أهلية وقد تستمر لأسابيع مقبلة ظهور الانقسامات والفصائل المسلحة أمرٌ وارد.

 

 

 أوضح الخبير بالشئون الإفريقية أن الصراع بين فصائل داخل المكون العسكري للدولة، وهم قوات الجيش النظامية التى تمثل مؤسسة الدولة وبين ميلشيات الدعم السريع التي تعتمد على العصبيات والانتماءات القبلية مثل قبيلة الجنجويد، وبالتالى هو ما يجعل هذه الحرب تتخذ  طابع حروب الشوارع والعصابات ومن ثم هى صورة تشبه للحروب الأهلية.

 

 أكد رمضان قرنى وجود أطراف دولية تعمل على دعم أحد أطراف الصراع وهم ميلشيا الدعم السريع وذلك لخدمة أهداف تلك الدول السياسية والعسكرية. 

 

 

 أشار إلى أن الحرب ستتخذ أمدًا طويلًا قد تستمر لأسابيع بسبب رغبة كل طرف فى الحسم العسكرى والحصول على نقاط تمركز، بالإضافة لعدم خروج مبادرات دولية أو إقليمية لوقف الحرب رغم عرض بعض الدول وهى مصر ودولة جنوب السودان الوساطة لتسوية الصراع.

 

 

 أردف قائلًا: "إن الأزمة ليست وليدة اليوم ولكنها نشأت منذ عامين تقريبًا فى أكتوبر 2021 وذلك منذ بداية الصراع بين القوى المدنية والمكون العسكرى، مبينًا أنه ولم تكن الترتيبات السياسية خلال العامين قادرة على رأب الصدع مما تسبب فى انفجار الوضع. 

 أوضح قرنى، أن كل طرف من الطرفين المتصارعين يريد أن يصل إلى مرحلة الحسم العسكري.