جامع الظاهر برقوق

 

 

جامع ومدرسة وخلوة صوفية، مجموعة معمارية بديعة تعد أول ما شييد المماليك الجراكسة فى المحروسة، تقع بقلب شارع المعز لدين الله الفاطمى بين أعرق المجموعات التراثية فى العالم، تجمع بين المعمار الإسلامى والتركى ببراعة عجز مهندسو العصر الحديث عن تقليدها أو بناء ما يضاهيها دقة وقوة. 

السلطان برقوق

الملك الظاهر سيف الدين برقوق، دخل قاهرة المعز وهو فى العشرين من عمره، والتحق بالجيش المصرى وتدرج فى المناصب إلى أن تولى حكم مصر عام 1382 ميلاديًا، ما جعلة مؤسس دولة السلطنة الشركسية بمصر بعد أن كان مملوكًا للأمير المملوكى «يلبغا»، وتوفى عام 1399 ميلاديًا عن عمر يناهز ستين عامًا.

مجموعة الظاهر برقوق

أراد برقوق إنشاء مدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، فقام بوضع حجر الأساس للجامع عام 786 هجرية واضاف إليه مدرسة وقبة ضريحية وخانقاة وهى خلوة للعبادة عند المتصوفة، تمعن المهندس «ابن طولوني» فى زخرفة وتزيين الجامع وملحقاته ليخرج بتحفة معمارية لا مثيل لها.

معمار مسجد برقوق

يبدأ المدخل الرئيسى للمسجد بسلم حجرى ونقوش لآيات من الكتاب الحكيم

بالخط المملوكي، وتضم القبة الضريحية غرفتى دفن، الأولى للسلطان برقوق وابنه والأخرى لزوجته وإحدى بناته، وعن القبة جوار المئذنة ضخمة الحجم، والتى قد وضعت بديلة للقبة الأصلية فى القرن التاسع عشر على الطراز القديم من رسوم أحد الرحالة.

أما صحن المسجد فيأتى مستطيل الشكل مغطى بالرخام ومفتوح على السماء، يعلوه العديد من الشرفات مع آيات قرآنية، والبناء له أربعة إيوانات يتوسطها صحن مكشوف، أهمها إيوان القبلة ، والقسم الأوسط يتوسطه  المحراب متوشحًا بالرخام الأسود وتعد من أدق أعمال الرخام، وسقفه مستوٍ وبه نقوش ذهبية، كما يوجد بطرفه كرسى المصحف، وقد بنى الأشرف برسباى ما يشبهه فى سقف الإيوان الغربى بمدرسته بالأشرفية.