رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الخميس كسوف نادر للشمس.. مراحله وأماكن ظهوره ومخاطره

كسوف الشمس
كسوف الشمس

 تشهد النصف الشرقي من الكرة الأرضية يوم الخميس 29 رمضان وهو 20 إبريل، أول كسوف للشمس لعام 2023، وهو نوع نادر يسمى (كسوف الشمس الهجين) ويكون مرئيًا في أستراليا وتيمور الشرقية وإندونيسيا (بابوا الغربية وبابوا).

 

 قالت الجمعية الفلكية بجدة: "إن الكسوف سيشاهد ككسوف جزئي للشمس فوق منطقة أكبر بكثير، تغطي في جنوب شرق آسيا شرق جزر الهند وأستراليا والفلبين ونيوزيلندا بالإضافة إلى الكثير من المناطق الأخرى في غرب المحيط الهادئ".

 

اقرأ أيضًا.. موعد غرة شوال 1444

 

كسوف غير مشاهد في الوطن العربي:

 أوضحت الجمعية، أن هذا الكسوف للشمس غير مشاهد بسماء السعودية والوطن العربي، لأن الكسوف يشاهد عادة في جزء محدد ضمن المسار الضيق لظل القمر، أو شبة الظل إضافة لميل محور دوران الأرض وموقع القمر والشمس.

 

 أشارت الجمعية الفلكية، إلى أن مراحل الكسوف كافة على مستوى الكرة الأرضية، سيكون مابين الساعة 04:34 ص إلى 9:59 ص بتوقيت مكة، وخلالها سيدوم الكسوف الهجين قرابة 3 ساعات و 19 دقيقة وسيقطع الظل المركزي للقمر مسارًا سيبلغ طوله 13,800 كيلومترًا وبعرض حوالي 49 كيلومترًا وسيغطي 0.07٪ من مساحة سطح الأرض.

 

الهجين وتسلسل الكسوف: 

 يمر القمر أمام الشمس مُنتجًا سلسلة مختلطة على طول أجزاء مختلفة من مساره، في البداية سيكون كسوف الحلقي فوق المحيط الهندي، ثم ينتقل إلى كسوف كلي أثناء تحركه فوق غرب أستراليا، ثم سينتهي ككسوف حلقي فوق جنوب المحيط الهادئ، ويُعرف هذا التسلسل بالكسوف "الهجين" وهو يحدث بسبب تقوس سطح الأرض وهو يحدث بضع مرات كل 100 سنة وخلال القرن الحادي والعشرين الحالي هناك سبعة منها فقط كان آخرها في 3 نوفمبر 2013.

 

 كسوف الشمس الهجين يحدث عندما يكون القمر على مسافة قريبة من الحد الذي يجعل ظله يصل إلى الأرض، ولأن الأرض كروية فإن القمر يكون على مسافة من الأرض، إذْ تكون قمة الظل أعلى قليلًا من سطح الأرض، في بداية مسار الكسوف ونهايته مما يتسبب في حدوث كسوف حلقي للشمس، ومع ذلك في منتصف مسار الكسوف تسقط قمة ظل القمر على سطح الأرض لأن هذا الجزء من الكوكب أقرب قليلًا إلى القمر، لذلك سيشاهد الراصدون إما كسوفًا حلقيًا للشمس أو كسوفًا كليًا للشمس اعتمادًا على الموقع على طول مسار الكسوف المركزي.

 

حلقة النور: 

 يطلق على الكسوف الحلقي اسم "حلقة النور" وخلال هذا الكسوف يكون الحجم الظاهري القمر صغيرًا، إذْ لا يغطّي الشمس في بداية مسار الكسوف المركزي ونهايته، لذلك تبرز الشمس من جميع الجوانب وتشكل حلقة مضيئة، ولكن خلال الكسوف الكلي يقترب القمر من الأرض ويزيد حجمه الظاهري بنسبة 1.3٪ من المتوسط ويكون كبيرًا بما يكفي لتغطية الشمس وحدوث كسوف كلي عندها ستظهر هالة لشمس.

 

بداية الكسوف الهجين:

 يبدأ الكسوف الهجين ككسوف حلقي، في المحيط الهندي غرب جزر كيرغولين، والتي ستشهد كسوفًا جزئيًا، إذْ سيغطي قرص الشمس بنسبة 92% ويتحرك مسار الكسوف إلى الشمال الشرقي وينتقل سريعًا ليصبح الكسوف المركزي كسوفًا كليًا، وسيصل إلى أستراليا في شبة جزيرة نورث ويست كيب عند الساعة 06:28 ص بتوقيت مكة، إذْ يستمر الكسوف الكلي، ما يزيد قليلًا عن دقيقة وستشهد منطقة إكسماوث الاسترالية، كسوفًا كليًا عند الساعة 06:30 ص لكنه يستمر لمدة 55 ثانية فقط.

 

المناطق الشاهدة على الكسوف:

 ثم سيعبر مسار الكسوف المركزي جزر مويرون وجزيرة سيرورييه الأسترالية وستشهد المنطقة المحيطة بجزيرة بيسيريس الأسترالية هذا الكسوف والكسوف الكلي في ديسمبر 2038. بعد ذلك سيصل مسار الكسوف إلى جزيرة بارو الأسترالية عند الساعة 06:34 ص وستشهد هذه الجزيرة بأكملها كسوفًا كليًا يستمر لمدة دقيقة واحدة و5 ثوانٍ.

 

 سيتبع ذلك وصول الكسوف إلى ذروته العظمى قبالة ساحل تيمور الشرقية عند الساعة 07:16 ص ويستمر لمدة دقيقة واحدة و16 ثانية.

 

 سيمر مسار الكسوف فوق الطرف الشرقي لتيمور الشرقية ابتداء من الساعة 7:18 ص وهنا سيستمر الكسوف الكلي لمدة دقيقة واحدة و16 ثانية، وستشهد مدينة (فيكيكي) في تيمور الشرقية كسوفًا كليًا، كما ستشهد مدينة (لوس بالوس) عند الساعة 07:21 ص.

 

 سيغادر الكسوف من تيمور الشرقية ويمر فوق جزيرة (كيسار) الإندونيسية عند الساعة 07:23 ص، ثم جزيرة ماوبورا، وجزيرة دامار، ومجموعة جزر واتوبيلا عند الساعة 7:40 ص.

 

 بعد ذلك سيصل الكسوف إلى مقاطعة بابوا الغربية الاندونيسية عند حوالي الساعة 7:45 ص، ثم جزيرة بياك الإندونيسية عند الساعة 07:57 ص، وبعد ذلك ينتقل مسار الكسوف إلى المحيط الهادئ وينتهي فوق المحيط بالقرب من جزر مارشال.

 

أماكن تشهد الكسوف الكلي:

 أما بالنسبة للانتقال من الكسوف الحلقي إلى الكسوف الكلي لن يُرى إلا من المواقع البعيدة

في المحيطين الهندي والهادئ، إذْ سيكون الموقع الأول بالقرب من جزر مارشال والنقطة الثانية في الأراضي الفرنسية الجنوبية والأنتاركتيكية.

 

ظاهرة خاتم الألماس:

 خلال الكسوف يمكن للراصدين ضمن مسار ظل القمر المركزي فقط رؤية الكثير من الظواهر الفريدة، إذْ سيشاهدون ظاهرة خاتم " الألماس"، إذْ يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حول القمر.

 

خرزات بيلي على سطح القمر:

 لأن سطح القمر ليس أملس تمامًا يمكن أيضًا رؤية تأثير يسمى "خرزات بيلي" وذلك مباشرة قبل حدوث الكسوف الكلي بلحظات وهو بسبب أن ضوء الشمس يندفع بين الجبال والأودية والتضاريس المختلفة على سطح القمر وهذا يصنع خزرات من الضوء تتلألأ حول حافة القمر.

 

هالة كسوف الشمس:

 أخيرًا عند كسوف الشمس الكلي يتم رؤية الغلاف الجوي للشمس المعروف بتسمية "الهالة" فعين الراصد سريعًا سوف تتكيف مع مستوى الضوء المنخفض الجديد ومع تكيف العين فإن هالة الشمس تصبح مرئية، هذه الهالة تتكون من غاز في غاية السخونة مشحون كهربائيًّا- البلازما - تبلغ حرارتها 2 مليون درجة مئوية وتمتد ملايين الكيلومترات إلى الخارج نحو الفضاء.

 

 الهالة الشمسية سوف تظهر لتبرز وتكبر وهذا فقط نوع من "الخداع البصري" فالهالة الخارجية هي أخفت من الهالة الداخلية ومع تكيف العين مع الظلمة فإنها تصبح أكثر حساسية ولذلك يصبح الراصد قادرًا على رؤية الأجزاء الخافتة من الهالة الخارجية؛ ولذلك يبدو أن حجمها يزداد وعلى الرغم من ذلك فإن هذا التأثير البصري في غاية الروعة.

 

وسائل حماية للعين عند مراقبة كسوف الشمس:

 لمراقبة كسوف الشمس يجب استخدام وسائل حماية للعين مثل نظارات خاصة بكسوف الشمس والتي تمنع أكثر من 99.99% من ضوء الشمس و الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء وهذه النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي أو أبيض في السماء ولكن عند حدوث الكسوف الكلي ويكون قرص الشمس مغطى تمامًا بالقمر يمكن النظر بالعين المجردة وحدها مباشرة لفترة وجيزة.

 

الفوائد العلمية لكسوف الشمس:

 يستفاد علميًا من ظاهرة كسوف الشمس في مجالات عدة، إذْ إنها استخدمت في العام 1919 لإثبات صحة النظرية النسبية العامة لاينشتاين، والتي تنبأت بحدوث حيود للضوء عندما يعبر بالقرب بالأجسام عالية الكتلة مثل الشمس وتم تأكيد صحة النظرية، أما في السنوات الأخيرة أصبح كسوف الشمس الكلي يخضع لدراسة الهالة الشمسية التي تبلغ درجة حرارتها ملايين الدرجات المئوية على عكس سطح الشمس البالغ 5500 درجة مئوية فقط.

 

 لايوجد تفسير لذلك حتى الآن لذلك تستغل هذه الظاهرة للقيام بتخطيط للمجال المغناطيسي في محاولة لفهم هذه الظاهرة ومحاولة معرفة السبب في قذف كميات ضخمة من البلازما إلى الفضاء عبر الانبعاثات الكتلية الإهليجية، والبحث في إمكانية التنبؤ بالتوهجات الشمسية و المسبب لها إضافة لإجراء اختبارات عدة متعلقة بطبقة الايونسفير و بالاتصالات اللاسلكية وغيرها.

 

 سيتبع هذا الكسوف الهجين للشمس بعد أسبوعين خسوف شبة ظل للقمر (منتصف شوال) سيكون مرصودًا بسماء السعودية والوطن العربي وفي جميع أنحاء آسيا وأستراليا وأجزاء من شرق أوروبا وشرق إفريقيا.